مطالبات أميركيّة بإعادة تصنيف نيجيريا «دولة تنتهك حرّية المعتقَد»

كاهنٌ يسير بمُحاذاة كنيسة القدّيس ليو العظيم الكاثوليكيّة في ولاية إنوغو النيجيريّة كاهنٌ يسير بمُحاذاة كنيسة القدّيس ليو العظيم الكاثوليكيّة في ولاية إنوغو النيجيريّة | مصدر الصورة: منظّمة عون الكنيسة المتألّمة

وقّع 29 مدافعًا بارزًا عن حقوق الإنسان رسالة مشتركة إلى مجلس الشيوخ الأميركي للضغط على وزارة الخارجية بغية إعادة اعتبار نيجيريا دولة «مثيرة لقلق خاصّ»، وذلك بسبب انتهاكات جسيمة تمسّ بحرية المعتقد في البلاد.

وكانت نيجيريا قد صُنِّفَت على هذا النحو في التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية عن الحريات الدينية الدولية عام 2020. ويضمّ التقرير الدول المتورّطة «في انتهاكات خطيرة تطال حرية المُعتَقد أو المتغاضية عنها».

ومع ذلك، في العام 2021، أزالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بصورةٍ مُثيرة للجدل، نيجيريا من تلك القائمة. وذلك على الرغم من سجلّ هذا البلد الأفريقي الحافل والمتواصل في الاضطهاد الديني الشديد.

وتدعو الرسالة إلى تعيين مبعوث خاصّ لنيجيريا وبحيرة تشاد. كما تسلّط الضوء على استهداف رجال الدين الكاثوليك بوتيرة مرتفعة أخيرًا. فمنذ بداية العام 2022، اختُطف 100 كاهن كاثوليكي وقُتِلَ 20 منهم. كما خَطَف مسلّحون يهتفون «الله أكبر»، قادةً مسيحيين آخرين مثل قساوسة إنجيليين وأساقفة ميثوديين وقتلوا معظمهم.

وأكّدت الرسالة، بحسب إحصائيات منظمة «أوبن دورز الدولية» من أجل حرّية المعتقد، أنّ 90٪ من المسيحيين المقتولين بسبب إيمانهم حول العالم عام 2022 كانوا في نيجيريا. ووقعت معظم عمليات القتل على يد ميليشيا الفولاني التي يقودها مسلمون متطرفون. ويمتلك هؤلاء المقاتلون نوعًا من الحصانة، إذ لا يواجهون عمليًّا أي ملاحقات قضائية من الحكومة النيجيرية، على الرغم من تنفيذهم جرائم كراهية بشعة تستهدف المجتمعات المسيحية.

وعلاوةً على ذلك، أنذرت الرسالة بتعرّض نحو 17 ألف كنيسة في البلاد للهجمات والحرق المتعمّد منذ العام 2009. ومن بينها، مذبحة حصلت في كنيسة القديس فرنسيس كسفاريوس الكاثوليكية عام 2022، أودت بحياة 39 شخصًا.

وقال المناصرون: «لم نسمع عن أي ملاحقة لمرتكبي هذه الجرائم». وبالتالي، يشير نمط اللامبالاة والتقاعس في مواجهة الفظائع المتزايدة إلى عدم اكتراث الحكومة للمذابح الدينية المستمرة.

وفي سياق متّصل، أجرت وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، مقابلةً مع كاثوليكيةٍ وقّعت الرسالة، نينا شيا، مديرة مركز الحرّية الدينية في معهد هدسون. وقالت شيا: «يتحلّل القانون في نيجيريا بشكل متزايد. إذ إنّ الجرائم متفشّية ونمط الهجمات واضح. فهو يستهدف القادة المسيحيين وكنائسهم والقرى المسيحية بأكملها». 

واعتبرت شيا أنّ «الحكومة الأميركية قد فشلت على مدار سنوات عدة في حماية الأبرياء المستهدَفين من ميليشيا الفولاني. ويتعيّن على وزير الخارجية، أنطوني بلينكن، الامتثال إلى القانون وإعادة إدراج نيجيريا في لائحة الدول التي تثير قلقًا خاصًّا».

تُرجِمَ هذا المقال عن وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، ونُشِر هنا بتصرّف.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته