فادي موره وتعليم فنّ الأيقونة… مشروع طَموح ينضج في حلب

فادي موره في مركزه لرسم الأيقونات فادي موره في مركزه لرسم الأيقونات | مصدر الصورة: فادي موره

من عمق جروحات حلب النازفة على مدار أكثر من عشرة أعوام بسبب الحرب وتبعاتها، ومن قلب مشاهد الدمار الذي خلّفه الزلزال هذا العام، إصرارٌ صلب لدى أهلها وبخاصة شبيبتها المسيحية على النهوض وتحقيق طموحاتهم مهما كلّف الأمر. ومن بين هؤلاء الشاب فادي موره الذي افتتح «مركز بيرويا» الوحيد من نوعه في المدينة لتعليم فنّ الأيقونة ورسمها. و«بيرويا» ليس إلا الاسم القديم لحلب التي عُرفت به بعد مجيء الإسكندر المقدوني إلى المنطقة.

من أيقونات فادي موره. مصدر الصورة: فادي موره
من أيقونات فادي موره. مصدر الصورة: فادي موره

شرح موره في حديث خاص إلى وكالة «آسي مينا» أنّ خدمته في الجيش امتدت ثمانية أعوام بدلًا من عامين بسبب الحرب، وأنه في هذه الفترة (على الرغم من صعوبتها) استطاع صقل موهبته في الرسم بشكل أكاديمي وإعطاء شغفه بالأيقونات دفعة كبيرة عبر دورة تعليمية أجراها على يد واحد من أهم كُتاب الأيقونات في المنطقة، الأب اسبيريدون فياض.

من أيقونات فادي موره. مصدر الصورة: فادي موره
من أيقونات فادي موره. مصدر الصورة: فادي موره

وكشف موره عن أجمل اللحظات المؤثرة بالنسبة إليه، والمتمثلة في تلقيه هدية من رئيس أساقفة حلب للموارنة المطران يوسف طوبجي عبارة عن بعضٍ من خشب سقف كنيسة مار الياس وعمره نحو 150 سنة، كي يكون المادة التي ستُكتب على سطحها الأيقونة.

ومن الأيقونات التي كتبها موره على الخشب أيقونة مار مارون جاثيًا، وهي موضوعة في مكتب المطران طوبجي، وأخرى للقديس نفسه أهداها طوبجي إلى المطران جورج مصري قبل عامين بمناسبة سيامته الأسقفية وانتخابه متروبوليتًا على أبرشية حلب وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك.

من أيقونات فادي موره. مصدر الصورة: فادي موره
من أيقونات فادي موره. مصدر الصورة: فادي موره

وأعرب موره عن تقديره الكبير لكلٍّ من منظمة «هوب سنتر» التي قدمت له يد العون عبر تزويده بمعدات للنجارة، و«برو تيرا سانتا» لوثوقها به وقبولها هذا العام مشروعه وعنوانه «فسحة صلاة وفن» وما نجم عنه من تأمين الحيز المكاني لهذا المشروع. وبالفعل أعلن موره قبل أيام افتتاحه باب التسجيل للتعلّم بطاقة استيعابية تشمل 10 أشخاص مقسمين على فوجَين. وأوضح: «الهدف من المشروع إعادة الاهتمام بالفن الكنسي عبر التمكين من صناعة الأيقونة ونقلها، والمترافق مع الصلاة والبعد الروحي والعلاقة مع الله».

من أيقونات فادي موره. مصدر الصورة: فادي موره
من أيقونات فادي موره. مصدر الصورة: فادي موره

وختم موره حديثه عبر «آسي مينا» مشيرًا إلى أنّ صناعة الأيقونة نوعان، نقل أو كتابة؛ «في النقل تكون أمام الراسم أيقونة أصلية (مكتوبة)، يأخذ منها كامل التفاصيل بدقة وحرفية مع حرصه على الحفاظ -إلى حد كبير- على الأساس الموضوع من كاتب الأيقونة. أما الكتابة فيجب أن ترافقها حالة روحية من صلاة وصوم وانقطاع عن ملذات الحياة يعيشها الكاتب، حتى يستطيع الدخول بعمق إلى النص اللاهوتي أو الإنجيلي مُستخرجًا منه الأيقونة التي يكتبها؛ فالأيقونة في الحقيقة عبارة عن كتاب مقدس مفتوح يُقرأ في الملأ من خلال الألوان والخطوط المرسومة في داخله».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته