شهرٌ للتراث اللبنانيّ في كندا... مهاجرون مسيحيّون حفروا بصمتهم

لبنانيّون في كندا يحتفلون بعيد استقلال لبنان الثمانين وشهر التراث اللبناني أمام البرلمان الكندي في العاصمة أوتاوا لبنانيّون في كندا يحتفلون بعيد استقلال لبنان الثمانين وشهر التراث اللبناني أمام البرلمان الكندي في العاصمة أوتاوا | مصدر الصورة: صفحة موارنة كندا في فيسبوك

يشكّل اللبنانيّون والمتحدرون من أصل لبناني، بأجيالهم المختلفة وموجات هجرتهم المتشعّبة، مدماكًا رئيسًا في المجتمع الكندي. ترك هؤلاء على مرّ السنين بصمات متراكمة، فقرّرت كندا تكريمهم وتقدير إنجازاتهم باستحضار وطنهم الأمّ إلى ربوعها.

في يونيو/حزيران الماضي، أقرّ البرلمان الكندي تسمية شهر نوفمبر/تشرين الثاني «شهر التراث اللبناني». نبع هذا القرار من مشروع قانون دعمته النائبة (من أصل لبناني) في مجلس العموم الفدرالي لينا مثلج دياب وساندها في ذلك نوابٌ آخرون من أصول لبنانيّة.

لم يكن نوفمبر/تشرين الثاني الحالي عاديًّا بالنسبة إلى لبنانيّي كندا. فقد أحيا هؤلاء شهر التراث اللبناني الأول في تاريخ البلاد منذ إقرار القانون، وهو الشهر الذي يحتفل فيه لبنان بعيد استقلاله (22 منه).

وكان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قال في بيانٍ مع انطلاقة هذا الشهر: «نحتفل بشهر التراث اللبناني الأول، وهي فرصة للاعتراف بمساهمات الكنديين اللبنانيين وتقديرها في البلد الذي نسمّيه وطننا بكل فخر».

لبنانيّون في كندا يحتفلون بعيد استقلال لبنان الثمانين وشهر التراث اللبناني أمام البرلمان الكندي في العاصمة أوتاوا. مصدر الصورة: صفحة موارنة كندا في فيسبوك
لبنانيّون في كندا يحتفلون بعيد استقلال لبنان الثمانين وشهر التراث اللبناني أمام البرلمان الكندي في العاصمة أوتاوا. مصدر الصورة: صفحة موارنة كندا في فيسبوك

وتابع ترودو في البيان الذي نشره أيضًا الموقع الرسمي لموارنة كندا: «منذ القرن التاسع عشر، عندما جاء المهاجرون اللبنانيون الأوائل إلى كندا، حتى اليوم، مع وجود مئات الآلاف من الكنديين اللبنانيين المقيمين، شكّلت هذه الدياسبورا النابضة بالحياة جزءًا لا يتجزأ من الفسيفساء الثقافية الغنية لكندا. فقد ساهموا -وما زالوا يساهمون- في جعل بلادنا أكثر تنوعًا وازدهارًا وشمولًا».

وختم ترودو: «بالنيابة عن حكومة كندا، أدعو جميع الكنديين إلى مزيد من الاطّلاع على مساهمات الكنديين اللبنانيين في ثقافتنا واقتصادنا ومجتمعاتنا. من مشاركة المطبخ الوطني اللبناني، إلى الاحتفال بالموسيقى والرقص التقليدي، إلى إحداث تأثير في مجالات العلوم والطب، يساعد الكنديون اللبنانيون في بناء كندا، البلد الذي نحبّ».

استقلال لبنان في كندا

‎في سياق متّصل، حلّق العلم اللبناني أمام البرلمان في العاصمة الكندية أوتاوا بدعوة من السفير اللبناني فادي زيادة والنائبة في البرلمان الكندي لينا مثلج دياب، للاحتفال بعيد الاستقلال الثمانين وشهر التراث اللبناني في كندا بحضور عدد من رجال الدين والنواب الكنديين وأبناء الجالية اللبنانية والأحزاب والجمعيات وأهل الإعلام.

لبنانيّون في كندا يحتفلون بعيد استقلال لبنان الثمانين وشهر التراث اللبناني أمام البرلمان الكندي في العاصمة أوتاوا. مصدر الصورة: صفحة موارنة كندا في فيسبوك
لبنانيّون في كندا يحتفلون بعيد استقلال لبنان الثمانين وشهر التراث اللبناني أمام البرلمان الكندي في العاصمة أوتاوا. مصدر الصورة: صفحة موارنة كندا في فيسبوك

جذور اللبنانيين في كندا

يُذكر أنّ اللبنانيين الأوائل وصلوا إلى كندا قرابة العام 1884 وفقًا لموقع أبرشية مار مارون-كندا وكانوا من الروم الأرثوذكس. فيما تجسّدت الموجة الثانية من المهاجرين في وصول الموارنة والروم الكاثوليك من مصر. أمّا موجة الهجرة الثالثة والأكثر ثباتًا فكانت من اللبنانيين الهاربين من الحروب. وكانت غالبية المهاجرين من الموارنة الذين يعانون ظروفًا اجتماعية قاسية.

وأتى الموارنة إلى كندا من بلدان مختلفة في الشرق الأوسط أبرزها لبنان وسوريا. وتشير التقديرات بحسب الموقع نفسه إلى أنّ وجودهم في كندا يعود إلى نهاية القرن التاسع عشر، عندما هاجر عدد كبير من اللبنانيين نحو الغرب وبخاصة إلى أميركا.

وفي أغسطس/آب الماضي، أعلن راعي أبرشية مار مارون في كندا المطران بول-مروان تابت إطلاق مرحلة البث التجريبي لإذاعة «موران راديو»، صوت الموارنة في كندا. تقدّم الإذاعة مضامين دينية وثقافية واجتماعية، وتبثّ عبر الإنترنت على صفحات أبرشية مار مارون-كندا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته