الفاتيكان يرسم خطًّا أحمر حول رسامة المرأة الكهنوتيّة والمثليّة

الكاردينال بييترو بارولين الكاردينال بييترو بارولين | مصدر الصورة: إي دبليو تي إن

أكّد الفاتيكان، في كتاب موجّه إلى الأساقفة الألمان، أنّ موضوعات نقاشات الاجتماعات المقبلة مع مندوبي المسيرة السينودسية الألمانية في روما، لن تشمل رسامة النساء الكهنوتية وتغيير تعاليم الكنيسة بشأن المثلية الجنسية.

فقد ذكرت «سي إن أي دويتش»، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الألمانية، أنّ الكتاب، المؤرخ في 23 أكتوبر/تشرين الأوّل، نبّه الأساقفة أيضًا من العواقب التأديبية المحتملة لأيّ شخص يتحدى تعاليم الكنيسة. 

وقّع الرسالة أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين وهي موجّهة إلى كلّ الأساقفة الألمان عبر سكرتير مجلس الأساقفة.

وتُعدُّ الرسالة أحدث تدخّل للفاتيكان بشأن المسيرة السينودسية الألمانية. وقد نُشرت بالكامل في 25 نوفمبر/تشرين الثاني عبر صحيفة ديي تاجبوست الألمانية.

مخاطر «المبادرات الموازية»

كان أساقفة ألمان وممثلون عن الكوريا الرومانية، الإدارة المركزية لحاضرة الفاتيكان، التقوا في مدينة روما في يوليو/تموز الماضي لإجراء مناقشات حول المسيرة. وتُستكمَل هذه المحادثات في يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان ويوليو/تموز 2024. وقد تشمل المناقشات المُقبلة الموضوعات الآتية: عِلم الكنيسة والأنثروبولوجيا وعِلم الأخلاقيات والليتورجيا ونصوص المسيرة السينودسية الألمانية.

وذكّر الكتاب الأساقفة بالطّابع العالمي للسينودس عن السينودسية الداعي إليه البابا فرنسيس. فأوضح أنّ «من الضروري احترام مسيرة الكنيسة الجامعة وتجنّب التفكير باتّخاذ مبادرات موازية».

الحرم الكنسي لمن يحاول رسامة النساء

في ما يتعلق برسامة النساء، ذكرت الرسالة الموجّهة إلى الأساقفة الألمان تشديد البابا فرنسيس المتكرّر على تعاليم البابا يوحنا بولس الثاني. وتوضح هذه التعاليم أنّ الكنيسة «لا تمتلك سلطة مطلقة لمنح الرسامة الكهنوتية للنساء». وحذّرت الرسالة من عواقب تأديبية لمن يحاول مخالفة التعاليم الكنسية عبر سيامة النساء، بما فيها الحرم الكنسي، كما نقلت «سي إن أي دويتش»

لا تغيير في التعليم عن المثليّة

في ما يتعلّق بالمثلية، جددت الرسالة التأكيد أنّ «هذه مسألة أخرى لا تستطيع الكنيسة المحلّية أن تتبنّى وجهة نظر مختلفة فيها»، مقارنةً بالكنيسة الجامعة. وأضافت أنّ «التقييم الأخلاقي الموضوعي للتصرفات المثلية الجنسية لا يتغيّر إن جرى الاعتراف بأسباب عدّة تدعو إلى عدم الحكم على الأشخاص».

وتطرّق الكتاب إلى رسالة البابا فرنسيس عام 2019 إلى الكاثوليك في ألمانيا. وكان  الأب الأقدس قد حذّر فيها من «الدنيوية والروح الدنيوي المعاكس للإنجيل». 

وفي سياق متصل، وجّه الحبر الأعظم انتقادات قوية أخيرًا للمسيرة السينودسية الألمانية، قائلًا إنها «نخبوية» و«غير مفيدة» و«غير جدّية».  وعوضًا عن ذلك، اقترح فرنسيس «الصلاة والتوبة والسجود» مسارًا بديلًا لها. وشدد الأب الأقدس أيضًا على أهمّية الوحدة مع الكنيسة الجامعة.

وستُظهر ردود الفعل الألمانية إزاء هذا التدخل البابوي الأخير، في الأيام المقبلة، مدى استجابة المسيرة السينودسية في البلاد لدعوات الكرسي الرسولي.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته