وحدة الكنيسة مهدَّدة... المسيرة السينودسيّة الألمانيّة تُقلِق البابا فرنسيس

البابا فرنسيس البابا فرنسيس | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

أكّد البابا فرنسيس، في رسالة موجّهة إلى أربع نساء علمانيات نشرتها صحيفة ويلت الألمانية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني، أنّ الخطوات التي اتخذتها قطاعات من الكنيسة المحلية الألمانية قد تؤدي إلى إبعاد هذه الأخيرة عن الوحدة مع الكنيسة العالمية.

وكشفت الرسالة، المؤرّخة في 10 نوفمبر/تشرين الثاني والحاملة توقيع الحبر الأعظم، مخاوفه من إنشاء «مجلس سينودسي» دائم، يتكوّن من علمانيين وأساقفة. ويهدف هذا المجلس إلى إدارة الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا.

وشرح الأب الأقدس أنّ مجلسًا مماثلًا لا يتماشى مع الهيكلية الأسرارية للكنيسة الكاثوليكية. وأشار إلى رسالة سابقة عن مسؤولين فاتيكانيّين رفيعي المستوى موجّهة إلى الأساقفة الألمان في 16 يناير/كانون الثاني الماضي، تمنع صراحةً إنشاء هذا المجلس.

ولكنّ لجنة قيادية من المسيرة السينودسية الألمانية اجتمعت في نوفمبر/تشرين الثاني بمدينة إيسن للتحضير لهذا المجلس، بهدف إنشائه بحلول العام 2026.

وفي رسالته، اقترح فرنسيس طريقًا بديلة للكنيسة في ألمانيا. وأكّد أهمية ترسيخ الكنيسة في «الصلاة والتوبة والسجود» بدلًا من البحث عن الخلاص عبر لجان دائمة التطور أو حوارات متكررة. وشدّد فرنسيس على أهمية التعامل مع الفئات المهمّشة. 

وفي سياقٍ متصل، وصف اللاهوتي الألماني مارتن بروسكي رسالة البابا بالإشارة الواضحة إلى وقف عمل اللجنة السينودسية. وحذّر بروسكي من تجاهلها محمّلًا السائرين بعكسها مسؤولية الانشقاق عن الكنيسة بحال حدث ذلك.

أمّا قادة المسيرة السينودسية الألمانية، فأعربوا أخيرًا عن إصرارهم على تشكيل المجلس السينودسي. فبالنسبة إليهم، يتماشى هذا المجلس مع جهود البابا فرنسيس وتركيزه على السينودسية في الكنيسة الكاثوليكية، بما في ذلك الجمعية العامة الـ16 لسينودس الأساقفة «من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة»، التي عُقِدت أخيرًا في الفاتيكان. وأوضحوا أنّ خططهم تتماشى مع النداء لاعتماد اللامركزية الأوسع المُصرَّح عنها في التقرير التلخيصي الصادر في أكتوبر/تشرين الأول.

تجدر الإشارة إلى أنّ المسيرة السينودسية الألمانية بدأت عام 2019. وقد اختتمت مرحلتها الأولى في مارس/آذار الماضي. ولم تتّخذ المسيرة قرار تشكيل المجلس السينودسي فحسب، بل توجّهت أيضًا لمعالجة قضايا مثل مباركة زواج المثليين والدعوة إلى سيامة المرأة على مستوى الكنيسة العالمية.

وهذه ليست رسالة البابا الأولى عن هذا الموضوع. فقد انتقد سابقًا المسيرة السينودسية الألمانية أيضًا معتبرًا إياها «نخبوية» و«غير مفيدة» و«غير جدّية». وأكّد الحبر الأعظم عبر رسالة إلى «شعب الله الحاجّ في ألمانيا»، في يونيو/حزيران 2019، الحاجة إلى التبشير، مسلّطًا الضوء على المخاوف بشأن تدهور الإيمان.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته