قضيّة جديدة تعصف بمسيحيّي الأراضي المقدّسة… الوجود الأرمنيّ مهدّد

محاولة الجرّافات إزالة أحد الجدران في الحيّ الأرمنيّ، القدس محاولة الجرّافات إزالة أحد الجدران في الحيّ الأرمنيّ، القدس | مصدر الصورة: صفحة Save the arQ في فيسبوك

على هامش الحرب المستمرّة في الأراضي المقدّسة، قضيّة أخرى تعصف بالمسيحيّين في البلاد وتحديدًا على جبهة الحضور الأرمني. فماذا يحصل؟

عبّر بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس مساء أمس عن قلق مجتمع الأراضي المقدسة المسيحي إزاء الأحداث الأخيرة الحاصلة في الحي الأرمني، والتي تُعرّض الوجود الأرمني في القدس للخطر، وتشكّل سابقة مقلقة لأحداث مشابهة في المستقبل.

وكشف بيان صادر عنهم إلغاء الكنيسة الأرمنية عقد إيجارها مع إحدى شركات التطوير العقاري، لكن «بدلًا من التعامل مع هذا الأمر من خلال القنوات القانونية المناسبة، قرر المطورون المزعومون توظيف مثيري شغب قلائل مسلحين لعرقلة مداخل موقف السيارات في قطعة الأرض وممارسة أعمال هدم في المكان».

وأوضح البيان أنّ «هذه التصرفات بحق الأرمن والبطريركية الأرمنية غير مقبولة ولا تتناسب مع النظام المجتمعي المبني على روح السلام الذي يتطلّع إليه الأرمن كونهم جزءًا من العائلة المسيحية في الأراضي المقدسة». كما أكّد أنّ «الاستفزازات التي تتسبّب فيها الشركة من خلال توظيف تكتيكات، تهدّد بمحو الوجود الأرمني في المنطقة، ما يعرّض الوجود المسيحي في الأراضي المقدسة للإضعاف والخطر».

محاولة الجرّافات إزالة أحد الجدران في الحيّ الأرمنيّ، القدس. مصدر الصورة: صفحة Save the arQ في فيسبوك
محاولة الجرّافات إزالة أحد الجدران في الحيّ الأرمنيّ، القدس. مصدر الصورة: صفحة Save the arQ في فيسبوك

وأشار رؤساء الكنائس إلى تأييدهم بطريركية الأرمن والمجتمع الأرمني في قرارهما القاضي باتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة لإلغاء الصفقة ذات العلاقة، مناشدين جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية ذات الصلة المساعدة في استعادة السلام والوئام السابقَين اللذين عرفهما كلّ من استخدم هذه الأرض في الحي الأرمني.

وختم رؤساء الكنائس بيانهم بالتشديد على أنّ قضايا مماثلة يجب التعامل معها وفق الإجراءات والمفاوضات القانونية لتجنب التصعيد والعنف مستقبلًا.

يأتي هذا البيان بعد النداء الذي أطلقته البطريركية الأرمنية في بيان قبل ثلاثة أيام للوقوف إلى جانبها، مشيرةً إلى «توظيف محرّضين مدجّجين بالسلاح، وإزالة الأسفلت على نطاق واسع في الحي الأرمني من دون وجود تصاريح، وإلى طلب الشرطة من القاطنين الأرمن إخلاء أحد المباني».

بدورها، أعربت المجموعات الكشفية المسيحية المقدسية في بيان عن تضامنها العميق مع الطائفة الأرمنية المقدسية في «كفاحها لمنع الاستيلاء غير القانوني على أراضيها التاريخية»، داعيةً المجتمع المسيحي برمته للوقوف بحزم إلى جانبها.

تجدر الإشارة إلى أنّ البطريركية الأرمنية كانت في وقت سابق من هذا العام قد أجّرت أرضًا وعقارات لمدة 99 عامًا، تُقدّر مساحتها بـ11 ألف متر مربع أي 25% من مجمل مساحة الحي الأرمني في المدينة (قبل أن تلغي أخيرًا تلك العقود). وهذا ما دفع الأردن وفلسطين إلى تجميد اعترافهما ببطريرك الكنيسة الأرمنية في مايو/أيار الماضي.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته