ما رأي البابوات بحلّ الدولتَين في الأراضي المقدّسة؟

كنيسة القيامة-القدس كنيسة القيامة-القدس | مصدر الصورة: Rafal Kubiak/Shutterstock

الفلسطينيّون والإسرائيليّون «شعبان يجب أن يعيشا معًا. بحسب ذلك الحلّ الحكيم القائل بشعبَيْن ودولتَيْن. اتفاقيات أوسلو تنصّ على دولتَيْن حدودهما واضحة على أن يكون للقدس وضع خاصّ». هذا ما أكّده البابا فرنسيس في مقابلة تلفزيونية قبل نحو أسبوعين مع قناة راي 1 الإيطالية، مستكملًا بذلك سلسلة المواقف الفاتيكانية الصادرة منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948، عندما كان البابا بيوس الثاني عشر يتبوّأ السدة البطرسيّة. 

ففي رسالته العامة «الانشغالات الكثيرة» أعاد بيوس، عام 1948، إلى الواجهة الطابع الدولي للقدس، المدينة المقدسة. فشدد على ضرورة الاهتمام بمزارات القدس وضواحيها، حيث «الذكريات الثمينة عن حياة المخلّص وموته». وطالب بتأمين ضمانات دولية لزيارة الأماكن المقدسة المزروعة في فلسطين وحرية العبادة واحترام التقاليد الدينية.

وفي العام 1949، طالب بيوس من جديد، في الرسالة العامة «آلام مخلّصنا»، بالعمل على إعطاء المدينة المقدسة وضواحيها وضعًا قانونيًّا مناسبًا. وشدد على الاهتمام بالمزارات المقدسة في فلسطين.  

وعشيّة اندلاع حرب الأيّام الستة عام 1967، كتب البابا القديس بولس السادس في 5 يونيو/حزيران رسالة إلى أمين عام الأمم المتحدة يوثانت. وعبّر البابا فيها عن حزنه وقلقه من تطوّر الأحداث في الشرق الأوسط وصلّى كي يحفظ الله المنطقة من الألم والدمار.

وطلب من الأمين العام السعي الدؤوب إلى وقف الصراع. وتمنّى إعلان القدس، بسبب طابعها المقدس الاستثنائي، مدينة مفتوحة ومصونة. وبعد يومين على الرسالة كرّر البابا طلبه، ضمن المقابلة العامة، باسم العالم المسيحي، إبعاد الأعمال الحربية عن القدس، وجعل المدينة المقدسة ملجأً للجرحى فتصير علامة رجاء وسلام. 

وفي العام 1984، أكد البابا القديس يوحنا بولس الثاني في الرسالة البابوية «عام الفداء» الرؤية الفاتيكانية في هذا الخصوص. فشرح أنّ الكرسي الرسولي دعا في مناسبات عدّة إلى إيجاد حلّ مناسب لهذه المسألة المعقدة والحسّاسة، بسبب قلقه العميق على السلام بين الشعوب ولأسباب روحية وتاريخية وثقافية ذات طبيعة دينية. ورأى أنّ إيجاد طريقة ملموسة وصحيحة تتناغم فيها المصالح والتطلّعات أمر ضروري، على أن تكون تحت نظام مضمون دوليًّا. 

وأوضح يوحنا بولس الثاني أنّ الكنيسة تنادي بالسلام والمصالحة في أرض المسيح. وأعلن أنّه يجب المطالبة بالأمن المرغوب والأمان الحقيقي للشعب اليهودي. وزاد أنّ للشعب الفلسطيني، الضاربة جذوره تاريخيًّا في تلك الأرض ويعيش مشتتًا منذ عقود، الحق بوطن والعيش بسلام وطمأنينة مع باقي شعوب المنطقة. 

وفي خلال زيارته الأراضي المقدسة عام 2009، قال البابا بنديكتوس السادس عشر إنّه يرجو أن يتمكّن جميع الحجّاج إلى الأراضي المقدسة من دخول الأماكن المقدسة بحرية وبلا قيود والمشاركة في الاحتفالات الدينية وتعزيز أماكن العبادة تلك. ورجا المسؤولين معاينة جميع السُّبل بحثًا عن حلّ عادل لتحديات هذا الصراع الضخمة، فيعيش الشعبان بسلام في وطن خاص بكلّ منهما، ضمن حدود آمنة معترف بها دوليًّا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته