يوحنا الرحوم... بطريرك الفقراء وتعزية المساكين

القدّيس يوحنا الرحوم القدّيس يوحنا الرحوم | مصدر الصورة: إرسالية القديس يوحنا الرحوم الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة المسيحيّة

تحتفل الكنيسة المقدسة بتذكار القديس يوحنا الرحوم بطريرك الإسكندريّة في 12 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام. هو من لُقِّبَ بالرحوم لكثرة أعماله الصالحة ومحبّته العميقة للفقراء.

أبصر يوحنا النور في مدينة أماثوس القبرصية، منتصف القرن السادس. نشأ وسط أسرة فاضلة، ثمّ تزوج ورُزِق أولادًا. لكنّ الله اختبره بموت زوجته وأولاده. عندئذٍ هجر العالم وكرّس ذاته للربّ. فوزَّعَ أمواله على الفقراء والمحتاجين، ولُقِّبَ بالرحوم لكثرة أعماله الصالحة. 

ولمّا ذاع صيت فضائله، انتخبه الشعب بطريركًا على الإسكندرية. فأدارَ كنيسته بكلّ أمانة وغيرة ونشاط. وتميّز بمحبّته العميقة للفقراء، وكان يدعوهم أسياده، ويوزِّع عليهم الأموال الوافرة. وبقدر ما كان رحيمًا ومحبًّا للعطاء، كان فقيرًا يرفض أن ينعم هو بما ينقص أسياده، أي إخوة المسيح، الفقراء.

كان يوحنا متواضعًا وديعًا ومحبًّا للجميع، لا يعرف الحقد أبدًا. حَدَّدَ يومين في الأسبوع من أجل سماع دعاوى الشعب. فكان هو بنفسه، يصغي إلى الأرامل والفقراء والمساكين والأيتام. ثمّ يحضّهم على الصبر وكذلك يعطيهم حقّهم ويُعَزيهم.

وبسبب ما تحلّى به من صفات حسنة، كان أصحاب القلوب البيض، يقدّمون الأموال الطائلة لدعم رسالته الإنسانيّة. إذا أتاه المديح، قاطع المتكلّم قائلًا له: «ولكنني لم أهرق دمي عنك، بعد، يا أخي كما أوصى المسيح إلهنا، ربي وربّنا جميعًا».

وبعد غزوة الفرس أورشليم وحلول الخراب على أرضها، أرسل يوحنا الأموال والمؤن إلى بطريركها مودستوس من أجل إعادة بناء الكنائس فيها وبخاصّة كنيسة القيامة. وبعد سيرة مكلَّلة بالمحبّة والعطاء غير المشروط، رقد بعطر القداسة في مسقط رأسه أماثوس، في الربع الأوّل من القرن السابع. 

يا ربّ، علّمنا كيف نجعل حياتنا فعل صلاة ومحبّة وعطاء على مثال القديس يوحنا الرحوم.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته