من هو البطريرك الكلداني الأوّل؟

البطريرك شمعون يوحنا سولاقا البطريرك شمعون يوحنا سولاقا | Provided by: Chaldean Patriarchate

في بازيليك مار بطرس الفاتيكانيّة، أعلن البابا يوليوس الثالث في أبريل/نيسان 1553 شمعون يوحنا سولاقا بطريركًا على الكلدان، وألبسه الدرع المقدّسة، مسلّمًا إيّاه البراءة التي تمنحه السلطة على المشرق والهند والصين ليكون البطريرك الكلداني الأوّل.

حارس الكرسي في المشرق

لنتعرّف إلى البطريرك شمعون يوحنا سولاقا، لا بدّ من معرفة معنى المصطلح السرياني «ناطر كُرسيّا» الذي يُقابل في المعنى تقريبًا «وليّ العهد». أما ترجمته الحرفيّة فهي «حارس الكرسي»، وقد اقتصرت وظيفته الأساسيّة على تنظيم عمليّة انتخاب البطريرك وترتيب مراسم التنصيب. لكنه تحوّل إلى وليٍّ للعهد مع التغيير الذي أحدثه البطريرك شمعون الرابع الباصيدي (1437-1497) في نظام اختيار البطريرك لكنيسة المشرق الذي كان في الأصل قائمًا على الانتخاب، بسنّه قانون التوريث الذي يحصر اختيار البطريرك ضمن عائلته، عائلة أبونا الألقوشيّة (ألقوش ناحية شمال الموصل بالعراق).

بحلول العام 1551، كان التوريث قد خلق الكثير من المصاعب، وتدهورت الأوضاع وشغرت الكراسي المتروبوليتيّة، ورأى فريق من الأساقفة والكهنة ووجهاء الجماعة عدم جدارة المسؤولين المكلّفين الشؤون الكنسيّة، ولا سيّما حامي الكرسي حينها دنحا برماما الذي كان عمّه البطريرك شمعون السابع يهبالاها برماما قد رسمه متروبوليتًا وهو لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره. رأى الفريق الإصلاحي أن الأمر مخالف لتقليد كنيسة المشرق الأصيل، فقرّروا في اجتماع عقدوه بالموصل في فبراير/شباط 1552، بحضور أساقفة أربيل وأذربيجان وسلماس ومعهم كهنة وشمامسة وبعض وجهاء الملّة، إسقاط قاعدة التوريث والعودة إلى القاعدة التقليديّة الشرعيّة لاختيار البطريرك، واختاروا بالإجماع سولاقا رئيس دير الربّان هرمزد بطريركًا شرعيًّا لكنيسة المشرق.

سيرة حياة البطريرك شمعون يوحنا سولاقا

وُلِدَ يوحنا سولاقا في العام 1513 في بلدة ألقوش، وترهّب في دير الربّان هرمزد قرب بلدته، ثمّ صار كاهنًا فرئيسًا للدير في العام 1540. بعد انتخابه بطريركًا، نظرًا إلى عدم وجود رئيس أساقفة ليتولّى رسامته وفقًا للتقليد الكنسي، قصد الأراضي المقدّسة مع وفدٍ من سبعين شخصًا لينال الرسامة هناك. في القدس، أشار عليه الرهبان الفرنسيسكان، بعد التعريف بالمعتقد الكاثوليكي، أن يقصد روما لعقد اتّحاد مع الكنيسة الكاثوليكيّة وينال الرسامة من البابا نفسه.

في روما التي وصلها أواخر 1552، رحّب به البابا يوليوس الثالث، ودفعه لينال التنشئة اللاهوتيّة بحسب المعتقد الكاثوليكي، فأعلن سولاقا في فبراير/شباط 1553 إيمانه الكاثوليكي وخضوعه للحبر الأعظم، وفق صيغة شبيهة بتلك التي يعلنها الأساقفة الكاثوليك في رساماتهم الأسقفيّة اليوم. إثر ذلك، أعلنه البابا يوليوس الثالث بطريركًا كما ذكرنا آنفًا.

حظي سولاقا بالترحيب والإكرام في آمد (ديار بكر) التي وصلها أواخر 1553، وقد عمل بنشاط على تنظيم شؤون كنيسته الداخليّة، ورسم عددًا من الأساقفة الذين نشروا الكثلكة وسط معارضة شديدة. لكن مسيرة حياته لم تطل إذ قصد العماديّة وجوارها للتبشير، فسجنه باشا العماديّة ثمّ قتله في العام 1555 ليسقط شهيد الوحدة.

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته