رجل قرع المسيح باب قلبه فبات من كبار النسّاك

كنيسة القدّيس مينا الشهيد في بوخارست، رومانيا كنيسة القدّيس مينا الشهيد في بوخارست، رومانيا | مصدر الصورة: JoyCaym/Shutterstock

تحتفل الكنيسة المقدسة بتذكار القديس مينا المصري الشهيد في 11 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام. هو من دَافع عن إيمانه المسيحيّ حتّى الاستشهاد.

أبصر مينا النور في الإسكندريّة في أواسط القرن الثالث. ومنذ حداثته شَغفَ بالعسكريّة، فحين بلغ سنّ الشباب، انخرط فيها. تميّز بأخلاقه الحميدة وانْضِباطِه، كما كان يتمتع ببنية قويّة. 

لكنه زَهدَ بأمجاد العالم وأباطيله، لحظة قَرَعَ المسيح باب قلبه. فقرّر أن يلتحق بمعسكر مملكة يسوع التي لا تتزعزع أبدًا. ثمّ نزع عنه ثياب الجنديّة وسار صوب البرّية، ينشد عبادة الملك الحقيقيّ ويحيا الصوم والسهر والصلاة، قهرًا لأميال الجسد، حتّى بات من كبار نسّاك تلك الأيام.

ولمّا اندلعت شرارة ثورة اضطهاد المسيحيين، ترك مينا حياة الصمت والوحدة، وتوجّه صوب المدينة من أجل الوقوف إلى جانب المضطهدين. فقدّم ذاته ذبيحة على مذبح الاستشهاد، وغدا بذلك الفعل مثالًا مشجّعًا لإخوته في الإيمان المسيحيّ. ثمّ وقف أمام الحاكم بيروس، وهتف بأعلى صوته إيمانه القويم، غير مبالٍ بالعذاب والموت. 

عندئذٍ دهش الحاكم من جرأته، وبدأ يلاطفه محاولًا إقناعه بأن يتوقّف عن عناده، ويكفر بالمسيح، وإلّا سيدرك معنى جحيم الألم والعذاب. لكنّ مينا لم يبال بتهديداته، قائلًا له: «إنّ حياتي هي للمسيح إلهي، وبه وحده أبلغ فرحي ومجدي الأبديّ».

حينئذٍ اشتعل الوالي غضبًا وأمر بتعذيبه وجلده، من دون رحمة. فمزَّقوا جسده بأظفار من حديد وأحرقوه بالنيران الملتهبة، وهو لم يفتح فاه صابرًا على أوجاعه، يشكر الربّ. وأخيرًا، أمر الحاكم بقطع عنقه، فتكلّلَ بإكليل النصر، وكان ذلك في مطلع القرن الرابع.

يا ربّ، علّمنا كيف نكرِّس حياتنا لكي نَعبدكَ ونُسَبّح اسمك القدوس ونحن نشهد لكلمتك المقدسة في كلّ حين على مثال القديس مينا وإلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته