البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان: عيش الشهادة المسيحيّة يبدأ في الداخل

لقطة للمشاركين في اجتماع مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان لقطة للمشاركين في اجتماع مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان | مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة-بكركي

أكّد أعضاء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان تأديتهم لشهادتهم في الصمود تجاه التحديات الوجودية المتجلية في تناقص عدد المسيحيين في البلاد وتراجع دورهم السياسي. جاء ذلك في خلال اختتام المجلس دورته السنوية العادية السادسة والخمسين التي عُقِدت في دار سيدة الجبل ببلدة فتقا (محافظة جبل لبنان).

ومع استماع الأعضاء لعدد من المداخلات تناولت غالبيتها الحضور المسيحي وهوية المجلس وبنيته الهيكلية وعمل لجانه، والإنصات إلى بعض الخبرات الشبابية الناجحة، تداول المشاركون المواضيع المطروحة على شكل حلقات عمل مصغرة وجلسات عامة، وأبدوا ملاحظاتهم واقتراحاتهم وتوصلوا إلى عدد من الخلاصات.

ففي الشأنَين الكنسي والاجتماعي، عبّر أعضاء المجلس في بيانهم الختامي عن التزامهم مع شعبهم بالشهادة للمحبة والوحدة في ما بينهم أولًا، ثم مع إخوتهم في المواطنة، وتشجيعهم على حمل الرسالة إلى كل مكان والانفتاح على محيطهم العربي والإسلامي، وإقامة حوار صادق وصريح وجريء بغية بناء العلاقات ومد الجسور.

كذلك، أوضحوا أنّ عيش الشهادة المسيحية يبدأ في الداخل بتفعيل شبكات التضامن الاجتماعي، لا سيما تجاه الأكثر حاجة وفقرًا، وتجاه أبناء الجنوب اللبناني الذين يعانون خسائر فادحة بسبب القصف هناك. 

ثقة بالشباب

كما أعرب أعضاء المجلس عن ثقتهم بالشباب اللبنانيين الذين يحملون رجاء المستقبل ويحلمون بدولة القانون التي تحقق تطلعاتهم وترسّخ المواطنة والمساواة أمام القانون بعيدًا من أي انقسام ديني أو طائفي أو سياسي. ودعوهم إلى التعمق في تنشئتهم الوطنية والسياسية لتولي المسؤوليات.

في الشأنَين الوطني والإقليمي، دعا المجلس المسيحيين إلى الالتزام بالقضية الوطنية، في لبنان الرسالة (المبنية على التعددية والحرية) من دون تردد أو خوف، وهذا ما يقتضي الانخراط بالعمق في الدولة ومؤسساتها.

وأشار المجتمعون إلى المأساة الحالية في الجنوب اللبناني، مذكِّرين بجريمة تفجير مرفأ بيروت التي لم تندمل جراحها بعد ولم تجف دموع أهالي ضحاياها الساعين إلى العدالة. وطالب المجلس المسؤولين في البلاد بأن يتحملوا مسؤولياتهم في إحقاق الحق وتأدية واجباتهم.

ملفّ قيادة الجيش

كما شدد المجلس على عدم المسّ بقيادة الجيش العليا حتى انتخاب رئيس للجمهورية، لارتباط الأمر بحماية الشعب وكامل الأراضي اللبنانية وبخاصة عند الحدود مع إسرائيل بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1701.

وفي الوقت عينه دان المجلس ما يجري في غزة «المنكوبة والمهدّمة بحرب إبادية»، مناشدًا ضمائر حكّام العالم والمجتمع الدولي السعي إلى إيقاف الحرب وتأمين دخول المساعدات، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية في ما يتعلق بقيام الدولتين وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.

ختامًا، أشار المجلس إلى قيمة الضيافة عند اللبنانيين وحسن استقبال الوافدين إلى بلادهم، من بينهم أبناء سوريا الهاربين من الحرب، إلا أنّ تزايد عددهم أصبح عبئًا ثقيلًا على البلاد. لذا، طالب المجلس الدولة اللبنانية بالتفاوض مع الدولة السورية من أجل عودتهم إلى سوريا، وناشد الأسرة الدولية مساعدة النازحين على أرض سوريا ليتمكنوا من العودة إلى وطنهم والإسهام في إعادة إعماره.

تجدر الإشارة إلى أنّ أعضاء المجلس اطّلعوا من الأمين العام الأب كلود ندره على التقرير السنوي للهيئة التنفيذية والأمانة العامة للمجلس وعلى البيان المالي. ثم عمدوا إلى انتخاب رؤساء ونواب رؤساء للجان الأسقفية المنبثقة من المجلس.

كما أطلقوا نداء بمناسبة اليوم العالمي السابع للفقراء الموافق 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري كي يُتلى في الرعايا والمزارات والمدارس والجامعات ومختلف المؤسسات، مع تنظيم مبادرات محبة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته