مار أوجين… صائد اللآلئ السماويّة

مار أوجين مار أوجين | مصدر الصورة: صفحة المطران ثابت حبيب في فيسبوك

«كان أوجين من بلادٍ في حدود مصر من جزيرة قليزما في البحر، وكانت صناعته الغطس في البحر وإخراج اللآلئ، وكان يوزعها على الأديرة والبيَع والمساكين»… هكذا يعرّفنا كتاب «سيرة أشهر شهداء المشرق القدّيسين» المطبوع في دير الآباء الدومنيكيّين بالموصل عام 1906 بالقدّيس، موضحًا أنّ «أوجين» باليونانيّة تعني الشريف الفاضل.

ترهبَن في ديرٍ بناه في أرضه، ولمّا ذاع خبر معجزاته، قصد دير مار فاخوميس ودخله بصفة مبتدئ. «ثم هرب من هناك خوفًا من المجد الفارغ وأتى مصر، فخرج إليه النسّاك فوعظهم» واصطحب منهم قرابة سبعين، قاصدين بلاد نصّيبين في ما بين النهرين.

في إثر معجزة صنعها القدّيس، باسم يسوع المسيح، ذاع خبره ورفاقه، لكنهم اعتزلوا الناس وقصدوا جبل الأزل «طور عبدين» وقضوا في  مغارة هناك ثلاثين سنة من الزهد والتقشّف.

تزايدت أعداد الرهبان الذين يتنافسون في الأعمال الصالحة و«يشفون الأمراض ويخرجون الشياطين». لكنهم انحدروا من الجبل، وشرعوا «يكرزون ببشارة الملكوت ويتلمذون القرى... وكان الله يصنع على أيديهم معجزات كثيرة» في إثر دعوة الملاك للقديس  في رؤيا: «قم أنذر أنت وأخوتك بالإنجيل، غير خائفين من الذين يقتلون الجسد، ولا قدرة لهم أن يقتلوا النفس».

دير مار أوجين في طور عبدين. مصدر الصورة: Turabdin/Bethnahrin; Süryaniler'in Ana Yurdu/Our Homeland
دير مار أوجين في طور عبدين. مصدر الصورة: Turabdin/Bethnahrin; Süryaniler'in Ana Yurdu/Our Homeland

«اليوم أقابلك كغريب، وبعد قليل كمطران وراعٍ لبيعة الله» هكذا تنبّأ قدّيسنا لمار يعقوب النصّيبيني بأنه سيكون مطران نصيبين، التي ابتهج أهلها مسبّحين الربّ «الذي أعطاهم راعيًا قدّيسًا».

وتواصلت العجائب على يدي مار أوجين ورفاقه «باسم ربّنا يسوع المسيح». وحينما أصبح يونبياس ملك الرومان، صالح شابور ملك الفرس وأعطاه نصيبين. وإذ دخلها، بلغه أمر القديس وعجائبه فأرسل يدعوه ورحّب به وأكرمه جدًّا.

جادل أوجين المجوس في حضرة الملك وغلبهم، بل تحدّاهم طالبًا إضرام نارٍ يدخلها كلٌّ من الفريقين «ومن لا يحترق فعنده دين الحق». فدخلها تلميذه «يونان الناسك» ومكث وخرج سالمًا، فيما لم يقترب المجوس. 

فرح شابور بالأعجوبة وبشفاء ابنه، فشهد بأنّ إله المسيحيّين «عظيم جليل» ومنح أوجين طلبه: «لا نطلب ذهبًا ولا فضة... فحاجتي أن تأذن بالحرية في مملكتك... لنبني فيها أديرة... متصرّفين كما نشاء بمقتضيات ديانتنا» فصعدوا إلى ديرهم مسرورين.

جمع تلاميذه الذين سبق وأرسلهم «وكلٌّ منهم ماسك بيده صليبًا» فعمّروا أديارًا وكنائس كثيرة. فباركهم وقدّسوا وتناولوا، قبل وفاته عام 363.

تحتفل كنيسة المشرق بتذكار مار أوجين في الجمعة الأولى من زمن تقديس البيعة المصادف 10 نوفمبر/تشرين الثاني هذا العام.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته