دائرة العنف تتّسع... وكنائس القدس تدعو إلى حماية المدنيّين

من مراسم دفن ضحايا انهيار مبنى تابع لكنيسة القدّيس برفيريوس في غزّة بعد تعرّضه للقصف من مراسم دفن ضحايا انهيار مبنى تابع لكنيسة القدّيس برفيريوس في غزّة بعد تعرّضه للقصف | مصدر الصورة: الأب غبريال رومانيلّي

على وقع الاشتباكات المستمرّة في الأراضي المقدّسة، وفيما تواصل الكنيسة نعي ضحاياها الذين سقطوا باستهداف مبنى تابع لكنيسة القديس برفيريوس في غزّة، ترتفع الأصوات الداعية إلى التهدئة وتحييد المدنيين.

ففي آخر المواقف والتحركات الكنسيّة، اجتمع بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس مع رئيس أساقفة كانتربري ورأس الكنيسة الأنغليكانية جاستن ويلبي في القدس، ودعوا إلى ضبط النفس وتهدئة العنف وحماية المدنيين.

وقال المجتمعون في بيان: «نعلن موقفنا الواحد ونعبر بأقوى العبارات الممكنة عن إدانتنا للضربات الإسرائيلية التي استهدفت من دون سابق إنذار مجمع كنيسة القديس برفيريوس الأرثوذكسية في غزة. وأدت هذه الانفجارات إلى الانهيار المفاجئ والكارثي لقاعتين في الكنيسة، كان ينام فيهما عشرات اللاجئين، بينهم نساء وأطفال. ووجد العشرات أنفسهم مصابين على الفور تحت الأنقاض وأصيب كثيرون منهم بجروح خطيرة».

وأضافوا: «على الرغم من الدمار الذي لحق بمؤسساتنا وغيرها من المؤسسات الاجتماعية والدينية والإنسانية، فإننا، بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، لا نزال ملتزمين بشكل كامل بالوفاء بواجبنا المقدس والأخلاقي المتمثل في تقديم المساعدة والدعم والملجأ للمدنيين المتضررين الذين يأتون إلينا وهم في أمسّ الحاجة إلى خدماتنا. وحتى في ظل مواجهة المطالب العسكرية المستمرة بإخلاء مؤسساتنا الخيرية ودور العبادة، فإننا لن نتخلّى عن هذه المهمة النابعة من معتقدنا المسيحي، لأنه لا يوجد مكان آمن آخر يلجأ إليه هؤلاء الأبرياء».

من آثار الاشتباكات في قطاع غزة. مصدر الصورة: Anas Mohammed/Shutterstock
من آثار الاشتباكات في قطاع غزة. مصدر الصورة: Anas Mohammed/Shutterstock

وشدّد المجتمعون على أنّ «السيد المسيح يدعونا إلى خدمة الفئات الأكثر ضعفًا. ويجب علينا أن نفعل ذلك ليس فقط في أوقات السلام. يجب على الكنيسة أن تتصرف ككنيسة وبخاصة في أوقات الحرب، لأنّ المعاناة الإنسانية تكون في ذروتها. ومع ذلك، لا يمكننا إنجاز هذه المهمة بمفردنا. لذلك، ندعو المجتمع الدولي إلى فرض تدابير حماية فورية لأماكن اللجوء في غزة، مثل المستشفيات والمدارس ودور العبادة. كما ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية حتى يتسنّى تسليم المواد الغذائيّة والماء والإمدادات الطبية الحيوية بأمان إلى وكالات الإغاثة التي تخدم مئات الآلاف من المدنيين في غزة، بما في ذلك تلك التي تديرها كنائسنا».

وختم البيان: «ندعو جميع الأطراف إلى وقف العنف والتوقف عن استهداف المدنيين بشكل عشوائي، والعمل ضمن القواعد الدولية للحرب. ونعتقد أنه بهذه الطريقة فقط، يمكن وضع أسس لإطار النشاط الدبلوماسي للتعامل مع المظالم التاريخية، حتى يُفتَح المجال لتحقيق سلام عادل ودائم في جميع أنحاء أرضنا المقدسة الحبيبة، سواء في عصرنا هذا أم للأجيال المقبلة».

الكنيسة المارونيّة في روما تصلّي

في إطار الصلوات التي يرفعها العالم على نيّة السلام في الأراضي المقدّسة، صلّى المؤمنون في كنيسة مار مارون-روما (المعهد الحبري الماروني) اليوم من أجل انتهاء العنف في الأراضي المقدّسة. وجاء ذلك في خواتيم القداس الإلهي الذي ترأسه البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي.

تحذيرات عبر الهواتف

في التطوّرات الميدانيّة، أشار الفلسطينيّون، وفقًا لما نقلت وكالة رويترز، إلى أنهم «تلقوا تحذيرات متجددة من الجيش الإسرائيلي بالتحرك من شمال غزة إلى جنوب القطاع». وبدأ إرسال التحذيرات منذ يوم أمس السبت عبر رسائل صوتية إلى الهواتف المحمولة في جميع أنحاء قطاع غزة، وفق «رويترز». في غضون ذلك، اتّسعت رقعة الاشتباكات إذ شنّ الجيش الإسرائيلي غارة على الضفة الغربية، ليل السبت الأحد، على ما ذكرت قناة الحرّة.­

دفعة جديدة من المساعدات

إنسانيًّا، دخلت اليوم دفعة جديدة من الشاحنات التي تحمل المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح. ويُذكر أنّ 20 شاحنة كانت قد دخلت أمس إلى القطاع، تحمل أدوية ومستلزمات طبية وكمية محدودة من المواد الغذائية.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته