بيتسابالا خائف على مسيحيّي غزة... ولاجئ يروي معاناته

دمار في غزة بسبب القصف الإسرائيلي دمار في غزة بسبب القصف الإسرائيلي | مصدر الصورة: جريس ميشيل

في ظل تصاعد حدة الحرب في قطاع غزة، يعيش المسيحيون أوقاتًا عصيبة ويكافحون من أجل الحياة أسوة بباقي السكان. 

فقد نزح عدد كبير من مسيحيي القطاع مع بداية الحرب إلى كنيستَي العائلة المقدسة للاتين والقديس برفيريوس للروم الأرثوذكس. وبعد تعرّض مبنى تابع لكنيسة القديس برفيريوس قبل يومين لقصفٍ إسرائيلي ووفاة 18 شخصًا مسيحيًّا وفقدان 10 أشخاص من أصل 86 شخصًا كانوا في المبنى، انتقل كثيرون من اللاجئين والجرحى من كنيسة القديس برفيريوس إلى كنيسة العائلة المقدسة وفقًا لما قاله بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا في مقابلة مع القناة الإيطالية تي جي 2000

وأعرب بيتسابالا عن تخوّفه من تعرّض حياة اللاجئين الـ500 في كنيسة العائلة المقدسة للخطر، لأنّ الحي والمنطقة اللذَين تقع فيهما الكنيسة هما هدف عسكري.

وفسّر بيتسابالا أنّ التحذيرات قد وصلت إلى اللاجئين في الكنيسة لإخلائها لكنّ كثيرين من المؤمنين قرّروا البقاء لأنهم لا يعلمون إلى أين يذهبون، ولأنهم يجدون أنّ القطاع كلّه غير آمن، وقد قرروا وضع رجائهم في الربّ. 

الوضع مروع  

في حديث إلى «آسي مينا»، كشف جريس ميشيل، لاجئ في دير اللاتين-غزّة، عن الوضع الصعب الذي يواجهه مسيحيو القطاع نتيجة الحرب. فشرح ميشيل أنّ «أوضاع المسيحيين في غزة صعبة للغاية». وأشار إلى أنّ عددًا كبيرًا من منازل المسيحيين قد تعرض للتدمير، في حين تعرضت بقية المنازل لأضرار جسيمة. 

وتقع كنيسة العائلة المقدسة للاتين في شمالي القطاع. وكان الجيش الإسرائيلي قد طلب الأسبوع الماضي من المدنيين الفلسطينيين إخلاء المنطقة والتوجّه جنوبًا، لكنّ كثيرين من مسيحيّي القطاع لا يزالون هناك. 

وأكّد ميشيل أنّ الحياة في غزة بشكل عام صعبة للغاية. إذ يعاني المدنيون دمار الحرب الهائل. وتابع: «الوضع في غزة مروّع بالفعل. هذه هي الحرب الأصعب التي واجهتها شخصيًّا».

صعوبات وانقطاع خدمة الإنترنت

أضاف ميشيل: «تواجه العائلات صعوبات كبيرة ولا نعلم ما الذي سيحدث لنا». وبسبب سوء خدمة الإنترنت في المنطقة، يواجه المسيحيون أيضًا صعوبة في التواصل مع أقاربهم خارج القطاع.

وأشار ميشيل إلى أنّ الحصول على مياه نظيفة صعب للغاية وينقص المأكل بسبب الزيادة في عدد العائلات ومحدودية مخزون الطعام. وأكّد وجود أكثر من 500 شخص في الكنيسة الكاثوليكية في غزة. وهناك نحو 63 شخصًا من ذوي الاحتياجات الخاصة يلجأون اليوم إلى الرعية ويحتاجون إلى رعاية خاصة. 

ينامون على الأرض

أردف ميشيل بحسرة: «لا تتوفر المستلزمات الحياتية الأساسية للعالقين في الكنيسة، حيث يضطرون للنوم على الأرض من دون أسرّة، على سبيل المثال». وتشكّل الكهرباء تحديًا كبيرًا، فهم يشهدون انقطاعات طويلة، والكنيسة تعتمد على مولد كهربائي يعمل لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات في اليوم فقط. فتُستَخدَم الكهرباء عند الضرورة وفي أثناء الصلوات بسبب نقص الوقود للمولد الكهربائي.

لكنّ حياة المؤمنين الروحية لا تزال فاعلة. فهم يصلّون في الكنيسة دومًا من أجل انتهاء الحرب. فتُقام الصلوات مرتين يوميًّا في الكنيسة، عند الساعة الثامنة صباحًا والخامسة مساءً. وعلى الرغم من الخوف والقلق اللذَين يعيشهما العالقون هناك، يبقى إيمانهم ورجاؤهم بأنّ الحياة ستنبض من جديد في منطقتهم ورعيتهم. 

شاحنات مساعدات

يُذكر أنّ 20 شاحنة مساعدات دخلت اليوم إلى القطاع عبر معبر رفح. تحمل هذه الشاحنات أدوية ومستلزمات طبية وكمية محدودة من المواد الغذائية. وستهتمّ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا» بتوزيع المساعدات، كما نقلت قناة الجزيرة

وتحمل إحدى هذه الشاحنات نعوشًا حسب ما نقلت شبكة بي بي سي. فقد توفّي آلاف الفلسطينيين في القطاع في خلال الأسبوعين الأخيرين. 

المزيد

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته