كيف عاش القدّيس برونو مع رهبانه في برّية كارتوزيا؟

القدّيس برونو، لوحة زيتيّة من القرن السادس عشر للفنان جيرولامو ماركيزي القدّيس برونو، لوحة زيتيّة من القرن السادس عشر للفنان جيرولامو ماركيزي | مصدر الصورة: Public Domain via Wikimedia Commons

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بتذكار القديس برونو الكاهن في 6 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام. هو من رَغِبَ بعيش الخلوة، فكانت حياته مفعمة بالصلاة والإيمان والمعرفة.

أبصر برونو النور في مدينة كولونيا بألمانيا في النصف الأول من القرن الحادي عشر، وترعرع وسط أسرة نبيلة. درس في باريس، فبلغ في وقت قصير درجة عالية من المعرفة والعلم، حتّى أصبح مُعَلِّمًا في الفلسفة واللاهوت. 

رُسِمَ كاهنًا، لكنَّه رَغِبَ من الصميم في إنشاد حياة الخلوة، فَتَبِعَه ستة أشخاص من رفاقه الذين باعوا ممتلكاتهم ووزعوا ثمنها على الفقراء. ثمّ أسَّس برونو معهم وبمساعدة هوغس، أسقف مدينة غرنبلة، ديرًا في برّية كارتوزيا، ومنها جاءَت تسمية رهبنة الكَرتوزيّين.

كانت تلك البريَّة واسعة جدًّا، باردة ومقفرة، لا تصلح إلّا للوحوش كي تعيش فيها. لكنّ ذلك الواقع، لم يُحَطِّم عزيمة هؤلاء الرهبان ورغبتهم القوية في عيش العزلة، فشيّدوا لهم كنيسة هناك على قمة الجبل، وحولها قلالي للرهبان، وكان ذلك الحدث عام 1084. ارتكزت حياتهم على العزلة والصلاة والتأمّل والعمل اليدوي مع قليل من الحياة الجماعية المشتركة.

كما بنى برونو أديارًا أخرى، سار رهبانها على النهج نفسه الذي اعتُمد في الدير الأول، وكان محوره الصلاة والعمل. ثمّ عيَّنه البابا أوربانوس الثاني مُستشارًا له، من أجل مساعدته في تدبير أمور الكنيسة. وبعد حياة مكلَّلة بالجهاد والإيمان وعمق المعرفة، رقد بعطر القداسة في إقليم كالابرِيا في إيطاليا، عام 1101. كما اكتشف رفاقه بعد وفاته، كتابًا يتضمّن تعاليمه التي دوَّنها قانونًا لحياة رهبانه، وفي العام 1176 صادق عليه الكرسي الرسولي.

أيُّها الرب يسوع، يا من غمرت القديس برونو بفيض نعمك اللامتناهية، نسألك أن تعانقنا بها نحن أيضًا كي تغدو حياتنا على مثاله مفعمة بالصلاة والإيمان الحق ونور المعرفة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته