قدّيسة أمطرت ورود نِعمها من أعلى السماء

القديسة تريزا الطفل يسوع القديسة تريزا الطفل يسوع | مصدر الصورة: Pinterest/BP.blogspot

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديسة تريزا الطفل يسوع في 1 أكتوبر/تشرين الأوّل من كلّ عام. هي من جُنَّت بمحبّة الطفل الإلهي حتّى الرمق الأخير.

ولدت تريزا عام 1873 في مدينة ألنسيون بمقاطعـة نورماندي الفرنسيّة. نشأت وسط أسرة مسيحيّة تقيّة. نالت سرّ العماد بعد يومين من ولادتها، ولمّا بلغت الرابعة والنصف من عمرها، رقدت أمّها بسلام بعد صراع مرير مع مرض السرطان تاركةً الأثر العميق في وجدانها.

بكت تريزا كثيرًا يوم تقدّمت من المناولة الأولى، لأنّها شعرت بحلول جميع النعم الإلهيّة في قلبها البشري بواسطة ذلك السرّ الإلهي العظيم. ولمّا بلغت الخامسة عشرة من عمرها، دخلت إلى دير سيّدة الكرمل في ليزيو، بعدما عرفت معارضات عدة بسبب صغر سنّها، لكنّ إرادة الله كانت فوق جميع التحديّات، وهذا ما قاله لها البابا لاون الثالث عشر عندما زارته مع أبيها من أجل نيلها موافقته للدخول إلى الرهبنة: «ستدخلين الدير إذا كانت هذه إرادة الله».

اعتقدت تريزا في مطلع حياتها، أنّ بلوغ القداسة يستوجب قهر الذات، لكن حين بلغت الثانية والعشرين من عمرها، أيقنت أنّ القداسة ترتكز على ممارسة الأعمال اليوميَّة البسيطة، فسارت عندئذٍ في طريق البساطة الروحيّة حتّى ارتقت في سنوات قليلة أعلى قمم الإيمان والرجاء.

وقد جُنَّت في محبّة الطفل الإلهيّ وكانت تقول: «سوف أبقى أبدًا طفلةً ابنة سنتين أمامه تعالى كي يضاعف اهتمامه بي». وفي المرحلة الأخيرة من عمرها، عرفت مرارة الألم بسبب مرض السلّ الذي أصابها، ولكنّ ابتسامتها لم تفارقها، إلى أن رقدت بسلام في 30 سبتمبر/أيلول 1897، ممطرةً ورود نعمها من أعلى السماء. 

أقرَّ البابا بيوس الحادي عشر قداستها عام 1925، ثمّ جعلها شفيعةً للمرسلين في العالم. وفي اليوبيل المئوي على وفاتها عام 1997، أعلنها القديس البابا يوحنا بولس الثاني «معلّمة الكنيسة الجامعة».

لِنُصَلِّ مع تريزا الطفل يسوع، ونحن نُنْشِدُ معها كلماتها: «نفسي لا تخافي، نفسي لا تضطربي، من له يسوع له كلّ شيء».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته