القديسة تريزيا الطفل يسوع في تعاليم البابا بنديكتوس السادس عشر

صورة القديسة تريزيا الطفل يسوع والبابا الراحل بنديكتوس السادس عشر صورة القديسة تريزيا الطفل يسوع والبابا الراحل بنديكتوس السادس عشر | Provided by: Vatican Media/ACI MENA

في 6 أبريل/نيسان 2011، سلّط البابا الراحل بنديكتوس السادس عشر الضوء على تعليم ملفانة الكنيسة الكاثوليكيّة، القديسة تريزيا الطفل يسوع، متناولًا مراحل حياتها الأساسيّة ليبيّن كيف حافظت على فرحها وابتسامتها حتى في لجّة الألم، مردّدةً على الدوام: «يسوع، فرحي هو أن أحبّك»، وإذ عاشت الحبّ الأكبر في أمور الحياة اليوميّة الصغيرة، أكملت القديسة دعوتها بأن تكون الحبّ في قلب الكنيسة.

أكد البابا بنديكتوس السادس عشر أن «تريز الصغيرة» لم تتوقف أبدًا عن مساعدة النفوس البسيطة والفقيرة والمتألمة التي تتضرّع إليها، لكنها أنارت كل الكنيسة بتعليمها الروحي العميق إلى درجة أن البابا يوحنا بولس الثاني، في العام 1997، أراد أن يعطيها لقب ملفانة الكنيسة، إلى جانب كونها شفيعة الرسالات، كما أرادها بيوس الحادي عشر في العام 1939.

ولفت إلى أن سَلَفَه وصفها بـ«الخبيرة في علم الحبّ» (بداية الألفيّة الثالثة، 27)، مضيفًا: هذا العلم الذي يرى في المحبّة إشعاع كل حقيقة الإيمان عبّرت عنه تريزيا في سيرة حياتها التي نُشِرَتْ بعد سنة من موتها تحت عنوان «قصّة نفس».

ودعا البابا بنديكتوس إلى إعادة اكتشاف هذا الكنز الصغير-الكبير، وهذا التعليق النيّر على الإنجيل المعاش بالكامل، مشدّدًا على أن قصّة نفس هي في الواقع قصّة حبّ رائعة، تُسرد بأصالة وبساطة.

وأوضح: هذا الحبّ له وجه، له اسم، هو يسوع! مردفًا: ماتت تريزيا متلفّظة بهذه الكلمات البسيطة: «يا إلهي، أنا أحبّك!»، وهي تنظر إلى المصلوب الذي كانت تضمّه بين يديها. كلماتها الأخيرة مفتاح تعليمها وتفسيرها للإنجيل.

وشدّد على أن فعل الحبّ الذي عبّرت عنه في نفسها الأخير كان نَفَس حياتها الدائم، ومثل نبض قلبها، لافتًا إلى أن فعل الحبّ نحو يسوع يجعلها تغوص في الثالوث الأقدس.

وقال إن القديسة تريزيا من بين صغار الإنجيل الذين يسمحون لله بأن يقودهم في عمق سرّه. هي دليل للجميع، وخصوصًا لأولئك الذين يقومون بين شعب الله بخدمة اللاهوتيين. من خلال التواضع والمحبّة والإيمان والرجاء، تدخل باستمرار في قلب الكتاب المقدّس الذي يتضمّن سرّ المسيح.

أما الإفخارستيّا، فشرح البابا بنديكتوس أنها بالنسبة إلى تريزيا سرّ الحبّ الإلهي الذي ينحدر إلى أقصى الحدود لكي يرفعنا إليه، مشيرًا إلى أنها كتبت في رسالتها الأخيرة: «لا يمكنني أن أخاف إلهًا أضحى صغيرًا لأجلي! أنا أحبّه! لأنه ليس إلا محبّة ورحمة!

وقال الأب الأقدس إن القديسة تريزيا اكتشفت في الإنجيل رحمة يسوع، فكتبت: «لقد أعطاني رحمته اللامتناهية، ومن خلالها أتأمّل الكمالات الإلهيّة الأخرى وأسجد لها! وعندها تظهر لي كلّها مشعّة بالحبّ… عندما ألقي نظرة على الإنجيل المقدّس، أتنشّق فورًا عطور حياة يسوع وأعرف في أيّ اتجاه يجب أن أركض»…

وخلص البابا الراحل إلى أن الثقة والحبّ هما مثل منارتَيْن تضيئان درب قداستها لكي تقود الآخرين على «طريق الثقة والحبّ» في الطفولة الروحيّة، مستنتجًا أن تريزيا تعلّمنا جميعًا أن الحياة المسيحيّة تتألف من عيش نعمة المعموديّة بشكل كامل في هبة الذات بكلّيتها لحبّ الآب لكي نعيش مثل المسيح في نار الروح القدس، حبّ الله بالذات نحو الآخرين.

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته