فرنسيس الأسيزيّ... رجلٌ أصبح صلاة

لوحة زجاجيّة للقدّيس فرنسيس الأسيزيّ لوحة زجاجيّة للقدّيس فرنسيس الأسيزيّ | مصدر الصورة: godongphoto/Shutterstock

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بتذكار القديس فرنسيس الأسيزي في 4 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام. هو من خَصَّه الله بنعمة حمل سمات المسيح المصلوب أي الجروح المقدسة في يديه ورجليه وجَنْبِه.

أبصر فرنسيس النور في أسيزي بإيطاليا قرابة العام 1181. نشأ وسط أسرة ثريَّة، كان أبوه يعمل في تجارة القماش. عرف في مطلع شبابه حياة الترف، وكان طموحه أن يغدو فارسًا. ولكن في أحد الأيام، اختبر السجن بعد مشاركته في معركة بين مدينتَي أسيزي وبيروجيا. ولمّا سمع صوت الربّ يناديه، ترك كلّ شيء ووزَّع أمواله على الفقراء والمحتاجين، حتّى إنّه أعلن تخلّيه عن ميراث أبيه مكرِّسًا ذاته للمسيح.

ارتدى فرنسيس ثيابًا رثَّة، وسار في طريق التقشّف والتوبة والتسلّح بفضيلة التواضع وصنع أعمال الرحمة. اهتمّ بالمرضى والبرص، ولم يخشَ الاقتراب منهم وحتى تقبيلهم. أعاد ترميم ثلاث كنائس. ووعظ الناس بالمثل الصالح أكثر منه بالكلام، فتبعه كثيرون.

صلّى كثيرًا للربّ في المغاور والمناسك حتّى قيل فيه أنّه ليس رجلًا يصلّي بل رجل أصبح صلاة. ثمّ وضع قانونًا للرهبان الذين تبعوه غارِفًا مضامينه من الكتاب المقدس. وبعدها أعطاه البابا إنوشنسيوس الثالث موافقته على تأسيس رهبانية الإخوة الأصاغر.

سافر فرنسيس لزيارة الأراضي المقدسة والتقى السلطان الكامل في مصر عام 1219. كتب نشيد المخلوقات، وهو عبارة عن نشيد نثري، دعا من خلاله جميع الخلائق إلى تسبيح الخالق وتمجيده. اعتزل عام 1224، في جبل لا فيرنا بمنطقة توسكانا الإيطالية للصوم والصلاة، فخَصَّهُ الله بنعمة سمات المسيح أي أن يحمل جروح المصلوب المقدسة في يدَيه ورجلَيه وجنبه، وظلّت آثارها بارزة حتّى بعد موته. عاش أسير المرض في سنواته الأخيرة، فَفَقدَ بصره. وفي 4 أكتوبر/تشرين الأول 1226، رقد بسلام. ورُفِعَ قديسًا على مذبح الربّ، بعد سنتين من موته. 

يا ربّ، علّمنا كيف نتخلّى عن مجد الأرض كي نربح الفرح الأبدي على مثال القديس فرنسيس.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته