ما هو الحجر الأساس الذي بنى مار فرنسيس عليه رهبنته؟

مار فرنسيس الأسيزي مار فرنسيس الأسيزي | Provided by: Bradley Weber via Flickr CC BY NC ND 20/CNA

فرنسيس الأسيزي... وُلِدَ في أسيزي في إيطاليا حوالى 1181. وهو ابن أحد تجّار القماش الأغنياء. في مستهلّ شبابه، كان يعيش حياة ترف، ويحلم بأن يكون فارسًا. لكن بعد الحرب مع بيروجيا، قُبِضَ عليه ووُضِعَ في السجن بهدف الحصول على فدية. من ثمّ، عانى في خلال تلك المرحلة من مرض شديد، ربّما كان السبب المباشر في تبديل نظرته من الوجود بشكل جذري. وتخلّى بعدها، أي في مطلع العشرين من عمره، عن الأمور الدنيويّة وكلّ ما له علاقة بحياته السابقة.

قرّر فرنسيس بيع كلّ ما يملك وتوزيعه على المحتاجين، بعدما سمع صوت الله يصرخ في أعماقه بقوّة. كما راح يهتمّ بالمرضى والبرص، ولم يكن يخاف الاقتراب منهم وحتى تقبيلهم، بل كانوا يشفون فورًا عند لمسه. لكن هذا الواقع لم يعجب والده الذي اعتبر أنّ ابنه يقوم بهدر أمواله في أعمال الصدقة. قام فرنسيس عندها في حضور الأسقف في ساحة أسيزي بخلع ثيابه وإعطائها إلى أبيه، وهو يعلن تخلّيه عن حقوقه البنويّة وتكريس ذاته بشكل مطلق للآب السماوي. وأنجز الكثير من الأعمال في حقل الربّ، منها بناء الكنائس وترميمها.

كتب فرنسيس قاعدة بسيطة إلى رهبانه في العام 1209، غارفًا مضامينها من الكتاب المقدّس. من ثمّ، ذهب مع تلاميذه الاثني عشر إلى روما حيث نالوا موافقة البابا إنوسنت الثالث على تأسيس الرهبنة الفرنسيسكانيّة.

منذ البداية، أعلن فرنسيس لأتباعه أنّه لا يريدهم أن يعتزلوا العالم ويبقوا في الدير ولا أن يركّزوا اهتمامهم على خلاص أنفسهم وحسب، بل عليهم أن يذيعوا بين الناس محبّة المسيح أيضًا. وفي العام 1212، سمعت كلارا الأسيزيّة عظة فرنسيس، فقرّرت حينها ترك كلّ شيء كي تعيش فضيلة الفقر لأجل ملكوت السماوات. وهكذا تأسّست الرهبنة الفرنسيسكانيّة الثانية، أو راهبات القديسة كلارا.

توجّه القديس فرنسيس إلى العزلة في جبل فيرنا من أجل الصلاة في سبتمبر/أيلول 1224. وبعدما اختبر الصوم لأربعين يومًا، استحق حينها أن ينال من الله نعمة جراحات المسيح الخمسة المقدّسة التي عانقته حتى موته. بعد تلك المرحلة، تمّ نقل فرنسيس إلى أسيزي حيث أمضى سنواته الأخيرة، وهو يعاني المرض، كما فقد بصره. وفي 4 أكتوبر/تشرين الأوّل 1226، رقد فرنسيس بسلام، منتقلًا إلى أحضان السماء. أعلنه البابا غريغوريوس التاسع قديسًا على مذبح الربّ، أي بعد سنتين من وفاته.

نسألك، يا ربّ، يا من غرستَ في قلب مار فرنسيس وعقله أزاهير فرح التخلّي عن مجد الأرض الفاني، أن تنير أعماقنا كي نتبصّر على غرار هذا القديس البارّ قيمة الفرح في السير على خطاك حتى النفس الأخير.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته