رئيس أساقفة الرباط لآسي مينا: نحضّر مشاريع لإعادة البناء بعد الزلزال

رئيس أساقفة الرباط الكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو رئيس أساقفة الرباط الكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو | مصدر الصورة: الياس الترك/آسي مينا

لا تزال آثار الزلزال المدمّر الذي ضرب المغرب ليل 8 سبتمبر/أيلول الحالي محفورةً في البيوت والنفوس. أمام هذه المأساة، لم تقف الكنيسة الكاثوليكية متفرّجةً، بل شرعت تقدّم المساعدات والدعم على أنواعه في محاولةٍ لتخفيف ثقل المعاناة.

على هامش مشاركته في «اللقاءات المتوسطية» في مدينة مرسيليا الفرنسيّة، والتي يختتمها البابا فرنسيس في إطار رحلته الرسوليّة إلى المدينة، تحدث رئيس أساقفة الرباط الكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو إلى «آسي مينا». وسلّط روميرو الضوء على تطوّرات المشهد في المغرب بعد الزلزال ومبادرات الكنيسة الكاثوليكيّة هناك، فضلًا عن أهمّية مشاركته في اللقاءات المتوسطيّة ودورها في تعزيز التعاون بين أوروبا وأفريقيا.

أكّد روميرو أنّ الوضع في المغرب مستقرّ الآن، وقد بدأت عملية إعادة البناء. وأشار إلى أنّ هذه الكارثة الطبيعية استدعت موجة تضامن كبيرة في الداخل وعلى الساحة الدولية. وإذ أشاد بردّة فعل الحكومة المغربية عبر القوات المسلحة والحماية المدنية، شدّد على أنّ كلّ المتضررين بات لديهم مأوى حتى لو كان موقتًا.

دور الكنيسة

حرصت الكنيسة الكاثوليكية في المغرب على مساندة المتضررين من الزلزال عبر المساعدات التي قدمتها منظمات كاثوليكية مثل «كاريتاس مدينة مراكش» و«كاريتاس الأبرشية في الرباط».

وفي هذا الإطار قال روميرو: «وفّرنا كثيرًا من الطعام والملابس والأدوية، والآن نعمل على تحضير بعض المشاريع لإعادة البناء. كثيرون من المتطوعين استجابوا بشكل رائع ونحن سعداء جدًّا بما فعلته الكنيسة».

اللقاءات المتوسّطيّة

في سياق منفصل، وعن فحوى مشاركته في اللقاءات المتوسطيّة في مرسيليا وأهميّتها في مساعدة المغرب وسكّانه قال روميرو: «تجاوزت اللقاءات المتوسطية الاهتمام الخاصّ ببلد معيّن أو موضوع محدّد مثل الهجرة». وأشار إلى أنّ «هذه اللقاءات تُسهم في تعزيز وعينا بدورنا كجسر بين الغرب والشرق، وبين أوروبا وأفريقيا». وأضاف: «المغرب مكانٌ لالتقاء جميع الثقافات. لذلك يمكن أن نؤدّي دورًا إيجابيًّا في بناء الوحدة والسلام في منطقة البحر الأبيض المتوسط».

وعمّا يمكن أن تقدمه أوروبا لمساعدة دول شمال أفريقيا، شدّد روميرو على أهميّة التعاون بين القارات قائلًا: «يتعيّن على أوروبا أن تفتح ذراعيها وقلبها لأفريقيا. لا يمكننا النظر إلى أفريقيا من منظور متعالٍ. جميعنا إخوة، وإذا كانت أوروبا تتحدث مع أفريقيا من باب الأخوّة، وتُعامل الأفارقة كإخوة، فسيكون ذلك رائعًا. ونحن، من شمال أفريقيا، يمكن أن نجسّد شهادةً لجميع كنائس أوروبا مفادها أنّ الأهم هو بناء مملكة الله معًا سواء كنّا كثرة أم قلّة». 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته