لبنان يصلّي ويشرّع... من يوقف آلة القتل الطائش؟

الطفلة اللبنانيّة نايا حنّا التي فارقت الحياة بعد إصابتها برصاصة طائشة في بلدة الحدت، جبل لبنان الطفلة اللبنانيّة نايا حنّا التي فارقت الحياة بعد إصابتها برصاصة طائشة في بلدة الحدت، جبل لبنان | مصدر الصورة: الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكيّة في لبنان

قبل أيّام أعاد نائبٌ في البرلمان اللبناني فتح جرحٍ لم يندمل ولن يندمل. نشر أديب عبد المسيح على صفحته في «فيسبوك» مقتطفًا من مؤتمره الصحافي لشرح تفاصيل اقتراح قانون يهدف إلى تشديد العقوبة على مطلقي العيارات النارية في الهواء. خطوة لم تأتِ من العبث، فما الحكاية؟

ليست المرة الأولى وقد لا تكون الأخيرة طالما أنّ الإفلات من العقاب هو سيّد الموقف. الرصاص الطائش اخترق قلب لبنان أكثر من مرّةٍ فأبكاه وأدماه. الحكاية نفسها، الطريقة نفسها، والنتيجة نفسها. قهر يسكن البيوت والنفوس.

لم تجفّ دموع اللبنانيين بعد على ابنة السنوات السبع. هي آخر ضحايا الفرح الطائش. مضت ثلاثة أسابيع على انضمام الطفلة نايا حنّا إلى قافلة أجسادٍ طريّة اصطادها الموت بالطريقة عينها. لم يسمع أهل الطفلة الضحيّة أو أيٌّ من اللبنانيين خبر توقيف الفاعل.

قانون باسمها

هذه الفاجعة التي لم تحرّك ضمير الفاعل، حرّكت ضمائر المسؤولين فسارع النائب عبد المسيح، إلى اقتراح قانون معجّل مكرّر حمل اسم قانون «نايا حنا»،  يهدف إلى رفع عقوبة مطلقي العيارات النارية في الهواء وشمولها الشركاء والمحرّضين والمسهّلين. وهنا السؤال: هل يُقرّ القانون ويُنشر في الجريدة الرسميّة؟

 كيف بدأت القصّة الحزينة؟

بدأت قصّة نايا الحزينة مطلع أغسطس/آب الماضي. رصاصة طائشة أطلقها مبتهجون في أعقاب إصدار نتائج الامتحانات الرسمية استقرّت في جسدها. رصاصة اختارت طفلة كانت تشارك في مخيّم صيفي مع رفاقها في ملعب مدرسة القلبين الأقدسين في بلدة الحدت (جبل لبنان). ثلاثة أسابيع أمضتها نايا في غيبوبة. لم تتوقف في خلالها صلوات اللبنانيين من مختلف المناطق والمشارب. على نيّة شفائها أقيمت القداديس وأضيئت الشموع استجابةً لدعوة والدَيها بالصلاة لأجلها. وحّد الأمل أبناء الوطن، قبل أن يوحّدهم الحزن والصلاة على نيّة روح طفلة أخرى تسقطها عادات طائشة.

وكانت صفحة الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكيّة في لبنان في «فيسبوك» نشرت كلمةً باسم أمينها العام الأب يوسف نصر قال فيها: «نايا، يا ملاكنا الطاهر وابنة مدرستنا الكاثوليكية. إنّ الله منحك نعمة الانتقال في هذه السنّ المبكرة إلى ملكوته لمعاينة وجهه القدّوس. صلّي عنّا ومعنا، نحن السالكين في دنيا الأوجاع، ليخفّف الله عنّا حدّة العذابات الدنيوية».           

أرقام غير مطمنئة

يعجّ سجلّ الرصاص الطائش في لبنان بالضحايا الأطفال. قد تطول القائمة طالما أنّ عادات إطلاق النار في الأفراح والأحزان ما زالت سائدة. عادات تحصد بحسب ما تشير أرقام «الدولية للمعلومات» 8 ضحايا و15 جريحًا في المتوسط السنوي لضحايا الرصاص الطائش في لبنان.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته