بعد 70 عامًا... جرس كنيسة أثريّة لبنانيّة يُقرَع من جديد

عودة الاحتفالات الليتورجيّة إلى كنيسة سيّدة النجاة الأثريّة في بلدة بياقوت، لبنان عودة الاحتفالات الليتورجيّة إلى كنيسة سيّدة النجاة الأثريّة في بلدة بياقوت، لبنان | مصدر الصورة: أبرشيّة بيروت المارونيّة

كثيرة هي أجراس الكنائس التي غاب صداها عن مناطق لبنانيّة مختلفة بسبب ظروف متشعّبة. لكن، في كلّ مرّةٍ يعود جرسٌ ليُقرَع بعد طول انقطاع، تعود معه الحياة لتنبض في أبناء المكان. ذاك القرع يتزامن مع ترانيم تملأ الأرجاء والنفوس رجاءً وأملًا.

هي حال كنيسة سيّدة النجاة الأثريّة في بلدة بياقوت اللبنانية. اشتاق المكان وناسه إلى الاحتفالات الليتورجيّة بعد سكينة دامت 70 عامًا. ها هو جرسها يُقرع من جديد قبل أيام بعد إعادة ترميمها وتجديدها.               

تزامنَا مع احتفال لبنان بتذكار ميلاد مريم العذراء، احتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر بالذبيحة الإلهية لتكريس كنيسة سيّدة النجاة الأثريّة ومذبحها الجديد.

عبد الساتر يكرّس كنيسة سيّدة النجاة الأثريّة ومذبحها الجديد في بلدة بياقوت، لبنان. مصدر الصورة: أبرشيّة بيروت المارونيّة
عبد الساتر يكرّس كنيسة سيّدة النجاة الأثريّة ومذبحها الجديد في بلدة بياقوت، لبنان. مصدر الصورة: أبرشيّة بيروت المارونيّة

وقال عبد الساتر: «من يدخل كنيسة سيّدة النجاة الأثريّة يلمس عمق المحبّة التي دفعتكم إلى ترميمها وتجديدها وإنجاز مذبحها في ثلاثة أشهر. نشكر الله ونمجّده على كلّ فرد من بينكم، ووجودكم في هذا الوقت لنحتفل معًا بالقدّاس الإلهي هو علامة أيضًا على أنّ كنيسة بياقوت ليست فقط كنيسة الحجر بل هي أوّلًا كنيسة البشر». وأضاف: «تأمّلوا حجارة هذه الكنيسة. إنّ كلّ حجر لا يشبه الآخر، ولكنّه موضوع في مكانه، وغيابه يجعل البناء غير مكتمل. هكذا الكنيسة التي يبنيها ربّنا كلّ يوم وهي من صنع يديه. لننظر إلى بعضنا بعضًا، أيٌّ منّا لا يشبه الآخر ولكن كلّ واحد منّا أساسيّ وضروريّ في الكنيسة-الجماعة لتكتمل».

عبد الساتر يكرّس كنيسة سيّدة النجاة الأثريّة ومذبحها الجديد في بلدة بياقوت، لبنان. مصدر الصورة: أبرشيّة بيروت المارونيّة
عبد الساتر يكرّس كنيسة سيّدة النجاة الأثريّة ومذبحها الجديد في بلدة بياقوت، لبنان. مصدر الصورة: أبرشيّة بيروت المارونيّة

وأردف: «كرّسنا اليوم كنيسة الحجر، ولكنّ الربّ يسوع كرّسكم جميعًا كنيسة بشر متّحدين بفعل الروح القدس بالمحبّة. كلّ واحد وواحدة منكم أساسيّ وضروريّ لقيام الكنيسة واستمرارها».

بدوره، قال خادم الرعيّة الخوري شربل عون: «يعود تاريخ بناء كنيستنا إلى مئة وخمسين سنة خلت. هي كنيسة الأجداد والآباء والأحفاد، كنيستنا نحن اليوم. إن أمعنتم النظر جيدًا تشاهدون عرق الجبين محفورًا في كلّ حجر من حجارتها، وتبصرون تعب اليدين مرصوفًا في زوايا أساساتها ومداميكها، وعتيقَ الأيام والسنين قد شاخ في حنايا قُبّتها التي عادت لتحتضن صوت ترانيم الملائكة، ليتجدّد نسر شبابها».

وبعد القدّاس وزيّاح أيقونة العذراء مريم، التقى عبد الساتر أبناء الرعيّة وبناتها في ساحة الكنيسة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته