قديس تحوّل من المانويّة إلى المسيحيّة وحارب البِدع والهرطقات

لوحة للقديس أغسطينوس في بلنسية، إسبانيا لوحة للقديس أغسطينوس في بلنسية، إسبانيا | Provided by: Renata Sedmakova/Shutterstock

تحتفل الكنيسة المقدسة بتذكار القديس أغسطينوس في تواريخ مختلفة، ومنها 28 أغسطس/آب من كلّ عام. هو من اختبر الضلال والخطيئة، بلغ بفضل دموع أمه وصلاتها عمق التوبة الحقيقية.

ولِدَ أغسطينوس في طاغاست (الجزائر) في العام 354. كان أبوه وثنيًّا، أمّا أمه فهي القديسة مونيكا. أحبّ العلم لكنه انجرف إلى الخطيئة بسبب رفاق طائشين، فسافر وعاش حياة لهوٍ ولم يأبه لنصائح أمّه التي صلّت وذرفت الدموع من أجله وحاولت غرس مبادئ الديانة المسيحية في وجدانه، لكنها لم تنجح، لأنّه ترك الكنيسة وتبع الديانة المانويّة. درس أغسطينوس المحاماة والفلسفة، وسافر إلى قرطاجة وروما باحثًا عن معنى الحياة.

بدأت حياته تتبدّل في ميلانو، وشرع يبحث عن علّة حياته وسر وجوده. وفي تلك الحقبة من أيامه، ذهبت والدته إليه من أجل العمل مجددًا على إقناعه باعتناق المسيحية، فهي لطالما تضرعت إلى الربّ وذرفت الدموع في سبيل توبته. وحين قرأ الكتاب المقدس، فهم من الصميم أنّ المسيح سرّ وجدانه.

ولامست كيانه سيرة القديس أنطونيوس الكبير، وشهادة حياة القديس أمبروسيوس وعظاته فأحسّ برغبة قوية في اعتناق الإيمان المسيحي. حينها، تخلّى عن منصبه في جامعة ميلانو، وفي العام 387 نال سرّ العماد على يدَي أمبروسيوس. وبعدها عاد إلى أفريقيا الشمالية حيث رُسم كاهنًا ثم عُيّن خلفًا لمطران أبرشية هيبونا، قرب قرطاجة. وهكذا أصبح واعظًا مهمًّا في الكنيسة، ومحاربًا للبدع والهرطقات.

رقد بعطر القداسة في العام 430. له مؤلَّفات لاهوتية شديدة الأهمية والعمق، أشهرها: «مدينة الله» و«الاعترافات»، والتي باتت مرجعًا مهمًّا في قلب الكنيسة المقدسة.

لِنُصَلِّ مع القديس أغسطينوس معلّم الكنيسة، لنتعلّم كيف نتوب عن خطايانا، مؤكّدين ما قاله: «لقد خلقتنا لك يا ربّ، وسيظل قلبنا قلقًا مضطربًا إلى أن يرتاح فيك يا الله».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته