قديسة والدة قديس… لمَ انكبّت على الصلاة لأجله؟

لوحة زجاجية للقديسة مونيكا والقديس أغسطينوس في كاتدرائية القديس أغسطينوس في توكسون أريزونا-الولايات المتحدة الأميركية لوحة زجاجية للقديسة مونيكا والقديس أغسطينوس في كاتدرائية القديس أغسطينوس في توكسون أريزونا-الولايات المتحدة الأميركية | Provided by: Bill Perry/Shutterstock

تحتفل الكنيسة المقدسة بتذكار القديسة مونيكا في تواريخ مختلفة، منها 27 أغسطس/آب من كلّ عام. هي نموذج الأمومة الحقيقيّة، وقوّة الصلاة، والصبر، والثقة المطلقة برحمة الله اللامتناهيّة.

أبصرت مونيكا النور في قرية تاغستا بالجزائر في القرن الرابع. غرست أسرتها في وجدانها ومنذ طفولتها أسمى الفضائل المسيحيّة، فكانت تواظب على الصلاة والتأمّل والذهاب إلى الكنيسة. كما اهتمت بخدمة المرضى ومساعدة الفقراء والمحتاجين.

لكنّها أُجبرت على الزواج برجل وثنيّ اسمه باتروشيوس، لم يحسن معاملتها، فاختبرت معه كلّ أنواع العذاب. صبرت على آلامها، وأمضت وقتها في الصلاة والتضرُّع إلى الله من أجل توبة زوجها وارتداده إلى الديانة المسيحيّة.

رُزقت مونيكا ثلاثة أطفال، فكانوا موضع اهتمامها وعنايتها، ولكنها لم تتمكّن من منحهم سرّ العماد. وكان أكبرهم القديس أغسطينوس الذي عرف الضلال والخطيئة في شبابه. عندئذٍ، انكبّت مونيكا على التضرّع إلى الربّ يسوع من أجل خلاص ابنها وتوبته.

وبعد مرور سنوات عدّة، وهي تصلّي وتذرف الدموع، أشرقت نورانيّة صلاتها أوّلًا في توبة زوجها الذي أعلن إيمانه القويم، ونال سرّ العماد. ولكن بعد مضي سنة على إيمانه، أصيب بالمرض ورقد بسلام. 

التقت مونيكا في ميلانو الأسقف أمبروسيوس الذي رافق أغسطينوس روحيًّا لسنوات عدّة، فعزّاها بينما كانت تصلّي باكيةً، قائلًا لها: «إنّ ابن هذه الدموع لن يهلك». وبعد طول انتظار، استجاب الربّ يسوع لها، فطلب أغسطينوس إلى الأسقف أمبروسيوس أن يمنحه سرّ العماد.

ولمّا بلغ الخبر مسمع والدته فرحت فرحًا لا يوصف، وشكرت الله على نعمه اللامتناهيّة. ثمّ انتقلت إلى مجد الحياة الأبديّة في النصف الثاني من القرن الرابع. تألم القديس أغسطينوس كثيرًا بغيابها، وذكر في كتابه «الاعترافات» أمورًا كثيرة عنها، أيّ عن عاداتها، وطاعتها للكنيسة المقدسة، وصبرها العميق والطويل عليه حتّى اهتدائه. 

لِنُصَلِّ مع القديسة مونيكا كي نتعلم العيش على مثالها، مؤكّدين أنّ بقوّة صلاتنا ننتصر على كلّ التجارب الأليمة ونملك على قلب الربّ يسوع الذي له كلّ مجد وتسبيح إلى أبد الآبدين.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته