قدّيسة فضّلت التقشّف على حياة النبلاء حبًّا بالمسيح

القديسة كلارا الأسيزية، زجاجية من كنيسة تهي نيغي في مدينة هو تشي مينه-فيتنام القديسة كلارا الأسيزية، زجاجية من كنيسة تهي نيغي في مدينة هو تشي مينه-فيتنام | Provided by: Godongphoto/Shutterstock

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بتذكار القديسة كلارا في 11 أغسطس/آب من كلّ عام. هي من نذرت بتوليتها للمسيح، فلمّا سمعت بالقديس فرنسيس الأسيزي تعرفت إليه، وسارت على خُطى المسيح معه مختارةً عيش الفقر والتأمل والعفة والصلاة والطاعة.

ولدت كلارا أوفريدوتشيو عام 1194 في مدينة أسيزي الإيطالية. نشأت وسط أسرة عريقة، فتحلّت بأجمل الفضائل المسيحية التي تجلّت في وداعتها ورصانتها ومحبتها لذويها وللفقراء. لم ترغب في الزينة والظهور، بل عكفت على الصلاة والاختلاء بالنفس، ونذرت بتوليتها للربّ يسوع. 

تعرّفت إلى القديس فرنسيس عام 1211، وشاركته عشقها للمسيح، ثم طلبت إليه الإرشاد والترهّب. فألبسها الثوب الرهباني، وأدخلها دير الراهبات البندكتيات للقديس بولس في منطقة باستا، وكانت تبلغ من العمر يومها ثمانية عشر عامًا.

سارت كلارا على مثال القديس فرنسيس. وما لبثت أن تبعتها شقيقتها كاترينا التي عُرفت بعد ذلك بالقديسة أغنيس، كما عدد من العذارى. ثمّ تأسَّست «رهبانيّة السيدات الفقيرات» المعروفة بالكلاريس، بمساعدة القديس فرنسيس. فكانت كلارا رئيستهنّ، مؤكدةً لهنّ أهمية السير في كلّ الواجبات الرهبانية. وتشدّدت في حفظ القوانين التي وضعها لهنّ القديس فرنسيس الذي كان يشرف عليهنّ ويرشدهنّ بكلامه. وفي العام 1212، ثبّت البابا إينوشنسيوس الثالث رهبانيتها. وبعد موت القديس فرنسيس، أكملت كلارا مسيرتها وزادت في تقشفاتها، مجسّدةً الحرمان وقهر الجسد لتنقية الروح. 

كانت كلارا متعبدةً للقربان المقدس، وانتصرت على كلّ المحن التي اعترضت سبيلها بقوة المسيح ونعمته. كما أدارت أمور رهبانيتها أربعين عامًا بكلّ محبة وغيرة وأمانة على الرغم من مرضها الأليم والمستمرّ. منحها الله نعمة صنع المعجزات في حياتها وبعد مماتها. رقدت بسلام في 11 أغسطس/آب 1253. وكانت آخر كلماتها: «مباركٌ أنت يا خالقي، إنني أحبّك». رُفِعت قديسةً على مذابح الربّ في العام 1255، وتعدّ اليوم شفيعة عالم التلفزيون.

يا ربّ، علمنا كيف نتحصّن بالفضائل المسيحية على مثال القديسة كلارا، مؤكّدين معها أنّ مجد هذا العالم باطل، وأنّ معانقة وجهك القدوس هي سرّ فرحنا الأبدي.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته