ماذا تعرف عن ترائي يسوع للأمّ تريزا؟

صورة من العام 2014 لتمثال القديسة تريزا في كنيسة الدير الأم لرهبانية مرسلات المحبة في كالكوتا-الهند تمثال القديسة تريزا دي كالكوتا في كنيسة الدير الأمّ لرهبانيّة مرسلات المحبّة في كالكوتا-الهند | Provided by: Zvonimir Atletic/Shutterstock

تراءى يسوع المسيح للقديسة تريزا دي كالكوتا قبل تأسيسها رهبانيّة مرسلات المحبّة. ولم يتطرّق أحد إلى ذلك حتى فُتِحَت قضيّة تطويبها، بعد عامَيْن فقط على وفاتها في العام 1997. 

حينها أُعْلِنَ وجود وثائق مكتوبة بخطّ يدها في أرشيف الآباء اليسوعيين في كالكوتا، تحدّثت فيها عن حوارات دارت بينها وبين الربّ يسوع. فقد أعلن صديق الأمّ تريزا لأكثر من 30 عامًا وشريكها في تأسيس رهبانيّة مرسلات المحبّة الأب سيباستيان فازاكالا، بعد انتقالها إلى السماء، امتلاكه وثيقة بخطّ يدها تتحدّث فيها عن تلك الرؤى. وأردف أنه لم يكن على علم بهذا الموضوع قبل تأسيس الرهبانيّة.

وكتبت الأمّ تريزا في الوثيقة، قائلةً إنها تلقّت توجيهات من الربّ يسوع لتأسيس هذه الجماعة عبر رؤى خاصة. وذكرت أنّها ذات يوم، في أثناء تناول القربان المقدّس (في خلال الذبيحة الإلهيّة)، سمعت يسوع يقول: «أريد راهبات هنديّات لمسهنّ حبّي يَكُنَّ مريم ومرتا، فيشعّ حبّي على النفوس من خلال اتّحادهن بي». 

وأخبرها يسوع أيّ نوع من الراهبات يريد لرهبانيّتها: «أريد راهبات متجرّدات متّشحات بفقر الصليب. أريد راهبات مطيعات تغمرهن طاعة الصليب. أريد راهبات ممتلئات بالحبّ تكسوهن محبّة الصليب».

وقال فازاكالا إن تريزا كانت في حالة اتّحاد تام مع يسوع، مكّنتها من الإشعاع بحبّه لا بحبّها. وأوضح أنّ الربّ سألها إن كانت ترفض القيام بذلك. وشرح يسوع لها: «لا أستطيع وحدي الذهاب إلى الفقراء، احمليني معكِ إليهم».

وبيّن فازاكالا أن هذه الرؤى امتدت من 10 سبتمبر/أيلول 1946 حتى 3 ديسمبر/كانون الأوّل 1947، بينما كانت القديسة لا تزال منتسبة إلى الأخوات المرسلات في رهبانيّة أخوات لوريتو الإيرلنديّة. وحينها كانت تعلّم في مدرسة القديسة مريم في كالكوتا.

قرابة العام 1949، بدأت الأمّ تريزا تعاني ظلامًا وجفافًا رهيبَيْن في حياتها الروحيّة. وإذ اعتقدت في بادئ الأمر أن آثامها وضعفها وعدم استحقاقها هي سبب ذلك، ساعدها مرشدها الروحي في ذلك الوقت لتفهم أن الجفاف الروحي طريقة أخرى أرادها يسوع أن تشارك من خلالها فقراء كالكوتا بؤسهم. 

واستمرت هذه الفترة قرابة خمسين عامًا حتى وفاتها. ووجدت تريزا هذه الخبرة مؤلمة جدًّا. ونقل الأب فازالاكا ما قالته الأمّ تريزا عن معاناتها: «إن كان بإمكان ظلامي وجفافي أن يكونا نورًا لأنفس كثيرة، فلأكن أوّل من يفعل ذلك».

وواصلت الأمّ تريزا عملها وتضحياتها بلا توقّف حتى سنّ 78 عامًا. وأعربت عن رغبتها في جذب النفوس إلى الله حتى بعد وفاتها: «عندما أموت وأعود إلى بيت الله، يمكنني أن أجتذب مزيدًا من النفوس إلى الله». وأضافت: «لن أنام في الجنّة بل سأعمل بجهد أكبر وبشكل آخر».

الجدير بالذكر أن الأمّ تريزا راهبة ألبانيّة كرّست حياتها للأعمال الخيريّة، ولا سيّما لخدمة فقراء كالكوتا. حازت الكثير من التكريمات والجوائز، منها جائزة نوبل للسلام عام 1979. أعلنها البابا فرنسيس قديسةً في 4 سبتمبر/أيلول 2016.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته