قصّة مزار فاطيما حيث ظهرت سيّدة الورديّة المقدّسة

مسيرة صلاة وشموع في مزار سيدة الوردية المقدسة بفاطيما-البرتغال مسيرة صلاة وشموع في مزار سيّدة الورديّة المقدّسة بفاطيما-البرتغال | Provided by: Ricardo Perna/Shutterstock

كانت قريةً صغيرةً عاديةً في وسط البرتغال قبل أن تتحوّل بعد ظهورات مريم العذراء فيها إلى واحدٍ من أهمّ مواقع الحج المسيحيّة في العالم. هي فاطيما، مكان ترائي سيّدة الورديّة المقدّسة على ثلاثة أطفال. إليكم تاريخ مزارها الشهير.

ظهورات مريم العذراء

عام 1917، ظهرت العذراء ستّ مرات على ثلاثة أطفال. في ظهورها الأوّل في مايو/أيّار، قالت لهم: «لا تخافوا. لن أؤذيكم. لقد جئت من السماء. وأريدكم أن تأتوا هنا في الثالث عشر من كل شهر حتى أكتوبر/تشرين الأوّل. بعدها، سأخبركم من أكون». وفي الظهور الثاني، طلبت صلاة المسبحة يوميًّا. وفي المرة الثالثة، أعطتهم سرًّا كُشِفَت أجزاؤه الثلاثة تباعًا. أما في الظهور الرابع، فشجّعتهم على الاستمرار في الصلاة. وفي المرة الخامسة، احتشد نحو 10 آلاف مؤمن، سجدوا وتلوا المسبحة الورديّة. وفي أثناء الظهور السادس، أعلنت مريم العذراء أنّ الحرب العالميّة الأولى ستنتهي قريبًا وأنّ الجنود سيعودون إلى منازلهم.

تاريخ مزار فاطيما

بعد الظهورات، بُنِيَ مزار ضخم لسيّدة فاطيما في تلك الأنحاء من البرتغال. وهو يضمّ اليوم بازيليك على اسم سيّدة الورديّة وأخرى على اسم الثالوث الأقدس وكابيلا الظهورات وغيرها من المباني التي تهدف إلى إظهار روحانيّة هذا المكان.

بُنِيَت كابيلا الظهورات للمرة الأولى في العام 1919، ثمّ مرة أخرى في أوائل عشرينيات القرن الماضي في الموقع المحدّد لترائي مريم العذراء على الأطفال. وفي 13 مايو/أيّار 1928، بدأ بناء بازيليك على اسم سيّدة الورديّة وفاطيما، إضافةً إلى ساحة كبيرة واستمرّ العمل فيهما حتى العام 1954. وفي العام 2007، دُشِّنَت بازيليك على اسم الثالوث الأقدس بُنِيَت بعدما ضاقت البازيليك الأولى بالحجّاج.

ويضمّ المزار أيضًا مركزًا رعائيًّا على اسم القديس بولس السادس ومركزَيْن للرياضات الروحيّة على اسم سيّدة الكرمل وسيّدة الأحزان. وعند مدخل المزار، وُضِعَ جزء من جدار برلين لتأكيد تأثير صلاة الورديّة وتقديم الذات لمريم العذراء، وهما جزآن من رسالة الظهورات، في سقوطه. وكانت روسيا قد كُرِّسَت في الثمانينيات لقلب مريم الطاهر بناءً على رسائل العذراء.

الباباوات وفاطيما

في العام 1942، كرّس البابا بيوس الثاني عشر العالم لقلب مريم الطاهر، بتناغم مع روحانيّة فاطيما. أما البابا يوحنا بولس الثاني، فاعتبر أنّ اليوم الذي تعرّض فيه لمحاولة اغتيال ليس مجرّد صدفة، بل رأى في نجاته تدخّلًا مباشرًا من سيّدة فاطيما لأنّ ذاك اليوم كان 13 مايو/أيّار، تاريخ بدء الظهورات في العام 1917.

وقصد البابا فرنسيس فاطيما في العام 2017 وصلّى للسلام العالمي. وسيزور فرنسيس فاطيما للمرة الثانية في خلال رحلته للمشاركة في الأيّام العالميّة للشباب في أغسطس/آب المقبل، طالبًا السلام في أوكرانيا. وهو كان قد كرّس روسيا وأوكرانيا لقلب مريم الطاهر بعد بدء الحرب.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته