دعوى تطويب حارسة سرّ ظهورات فاطيما الأخت لوسيا تتقدّم خطوة إضافيّة

الأخت لوسيا ليسوع والقلب الطاهر الأخت لوسيا ليسوع والقلب الطاهر | Provided by: Ncregister/Pinterest

بعد لقائه رئيس مجمع دعاوى القديسين الكاردينال مارتشيلو سيميرارو، وافق البابا فرنسيس على إعلان «بطولة فضائل» الأخت الكرمليّة لوسيا ليسوع والقلب الطاهر. وهي لوسيا دوس سانتوس، الشاهدة الثالثة على ظهورات العذراء مريم في فاطيما سنة 1917، ما يعني أن الكنيسة تنتظر اليوم حصول أعجوبة بشفاعتها من أجل تطويبها.

وُلِدَت الأخت لوسيا سنة 1907 في بلدة ألجوستريل البرتغاليّة. كانت تبلغ عشر سنوات من العمر في خلال الظهورات المريميّة. أمضت الخمسين سنة الأخيرة من حياتها في دير الكرمل في كويمبرا بالبرتغال حيث توفّيت سنة 2005. فُتِحَت دعوى تطويبها سنة 2008.

في خلال ظهورات فاطيما، شاهدت لوسيا مع الطفلَيْن الآخرَيْن رؤى، وأعطتهم العذراء مريم رسائلَ عدّة، وطلبت منهم عدم الكشف عنها، فصارت لاحقًا تُعرف بـ«سرّ فاطيما». تألّف الجزآن الأوّلان من «السرّ» من رؤيتهم جهنّم وطلب مريم العذراء نشر إكرام قلبها الطاهر وتكريس روسيا له ووقوع العالم في حرب عالميّة ثانية في حال عدم اهتداء البشر. وقد كشفت لوسيا هذَيْن الجزأَيْن في مذكّراتها سنة 1941.

الأخت لوسيا ليسوع والقلب الطاهر. Provided by: Lucia pt/Pinterest
الأخت لوسيا ليسوع والقلب الطاهر. Provided by: Lucia pt/Pinterest

أمّا الجزء الثالث، فكتبته لوسيا سنة 1944، وبقي مخفيًّا في أرشيف الفاتيكان السرّي لعقود طويلة. وبعدما قرأه باباوات كثيرون، فضّلوا عدم نشره إلى أن طلب القديس يوحنا بولس الثاني في يوبيل العام 2000 من مجمع عقيدة الإيمان إعلانه.

احتوى الجزء الثالث على رؤيا الأطفال «أسقفًا يرتدي ثيابًا بيضاء»، قالت لوسيا إنّهم تصوّروا أن هذا الأسقف يمثّل البابا، وهو يصعد جبلًا مع أساقفة وكهنة ومكرّسين ومكرّسات ومؤمنين علمانيين. عند وصول الأسقف ومرافقيه أمام صليب كبير على قمّة الجبل، تقتلهم مجموعة جنود وتنثر الملائكة دماء الشهداء على النفوس المتّجهة نحو الله.

الأخت لوسيا ليسوع والقلب الطاهر. Provided by: I pinimg/Pinterest
الأخت لوسيا ليسوع والقلب الطاهر. Provided by: I pinimg/Pinterest

ربط كثيرون هذا الجزء من «السرّ» بمحاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني في ساحة مار بطرس بالفاتيكان في 13 مايو/أيّار 1981، تاريخ ذكرى بدء ظهورات العذراء على الأطفال سنة 1917. وبعد نجاته من إطلاق النار عليه، زار يوحنا بولس البرتغال، بعد عام بالتحديد على الاعتداء، وترك الرصاصة التي اخترقت صدره في فاطيما، قائلًا إن رعاية العذراء هي التي نجّته من الموت.

حافظت لوسيا على سرّية الجزء الثالث طوال عقود، ولم تسبق الكنيسة في الكشف عنه. وجمعتها بيوحنا بولس الثاني علاقة مودّة حتى إنها توفّيت قبله ببضعة أسابيع سنة 2005. أمّا اليوم، مع إعلان «بطولة فضائلها»، لم يعد سرًّا أن لوسيا جسّدت الحياة المسيحيّة الحقّة، بل ما صنعه الله بالخفاء في يوميّاتها عبر سرّ نعمته الإلهيّة قد كُشِفَ أمام أعين العالم.

القديس يوحنا بولس الثاني يلتقي الأخت لوسيا في العام 2000. Provided by: Jornal O Bom Católico, CC BY 2.0, via Wikimedia Commons
القديس يوحنا بولس الثاني يلتقي الأخت لوسيا في العام 2000. Provided by: Jornal O Bom Católico, CC BY 2.0, via Wikimedia Commons

يُذكر أن البابا فرنسيس سيزور فاطيما في 5 أغسطس/آب المقبل في خلال رحلته إلى البرتغال بمناسبة الأيّام العالميّة للشبيبة. وكان فرنسيس قد أعلن قداسة الشاهدَيْن الآخرَيْن في فاطيما جاسينتا وفرانشيسكو مارتو سنة 2017. وتوفّي الطفلان الراعيان اللذان يُعدّان من أصغر القديسين غير الشهداء في تاريخ الكنيسة الكاثوليكيّة في سنّ العاشرة والحادية عشرة على التوالي.

وتجدر الإشارة إلى أن فرنسيس قد وافق في خلال لقائه سيميرارو على إعلان الإسبانيين مانويل غونزاليس سيرنا رودريغز وأصدقائه الـ19 شهداء، وإعلان «بطولة فضائل» الأسقف البرازيلي أنطونيو دي ألميدا لوستوزا والكاهن الإيطالي أنطونيو باغاني والراهبة الكوبيّة ماري لأنجي والراهبة الإيطاليّة أنّا كانتالوبو.

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته