كيف تبلغ الأنجلة الجديدة الشباب؟

شباب يسبّحون الله شباب يسبّحون الله | Provided by: NATHAN MULLET via Unsplash

لا يقتصر التبشير على إعلان بشرى الإنجيل لمن لم يعرفوها بعد، بل يشتمل أيضًا على إشعال جذوة الإيمان ودعوة المؤمنين إلى تعميق علاقتهم مع الله عبر إعلان جديد للإنجيل. في عالم اليوم المتسارع، تتعاظم أهمية البشارة، ولا سيّما بقدر تعلّقها بفئة الشباب لأنهم في أمسّ الحاجة إلى من يشركهم في «الأنجلة الجديدة أو التبشير الجديد» مثل حاجة الكنيسة إليهم، فهم مستقبلها ومصدر طاقتها المتجدّد بكل ما يمتلكونه من حماسة ورؤى واعدة.

في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، تناول الأب ميلان ككوني، كاهن في إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة ويتابع دراسات عليا في الأنجلة الجديدة والشباب بالجامعة الفرنسيسكانيّة في ولاية أوهايو الأميركيّة، السبل المثلى للوصول بشكل فعّال إلى الشباب، مؤكدًا ضرورة استخدام الطرائق الحديثة، كوسائل التواصل الاجتماعي وكل ما توفّره التكنولوجيا من أساليب إبداعيّة لتعزيز حياة إيمانيّة نابضة بالحياة والحيويّة تؤهّل الشباب ليصبحوا مشاركين فاعلين في رسالة الكنيسة ويكونوا الجيل المقبل من المبشّرين، بإلهامهم وتمكينهم من اعتناق حقيقي لإيمانهم ومشاركته مع الآخرين.

وأوضح أن الشباب يواجهون تحدّيات جمّة تفرضها ثقافات عالم اليوم المُغْرِق في الماديّة، ولا سيّما مع تأثير أقرانهم، ما يجعلهم يحتاجون في هذه المرحلة الحاسمة من تكوين الهويّة والبحث عن المعنى والهدف إلى الإرشاد ليتمكّنوا من اقتناص فرصة رائعة للنموّ الشخصي والتطوّر الروحي.

واستطرد مبيّنًا أن التبشير الفعّال يلزمه بناء علاقات حقيقيّة مع الشباب وإنشاء مساحات يشعرون فيها بالترحيب والاحترام والاستماع وبناء صلات حقيقيّة يمكن للمبشّرين من خلالها فهم نضالات الشباب وتطلّعاتهم وتصميم مناهج تلبّي احتياجاتهم.

ورأى ككوني وجوب أن «يتناول التبشير التجارب الفريدة والتحدّيات التي يواجهها شباب اليوم، ويحاول تكييف الأساليب التقليديّة للتبشير لتتوافق مع سياقات الحاضر، باستخدام اللغة المعاصرة والتكنولوجيا وأشكال التعبير الموائمة لجعل الرسالة أقرب إلى متناول الشباب».

واعتبر أن توفير أساس متين من العقيدة واللاهوت يعضد الشباب للتغلّب على تعقيدات الحياة، مشدّدًا على ضرورة أن يشمل التبشير فرصًا للتعليم المسيحي ودراسة الكتاب المقدّس والتكوين الروحي، تُمَكِّن الشباب من أن يعمّقوا فهمهم محبّة الله ويطوّروا علاقتهم مع المسيح.

وتابع: «يحتاج الشباب إلى خبرات تسمح لهم بلقاء يسوع لقاءً شخصيًّا بطريقة تحويليّة، عبر الخلوات والحج وخدمات الصلاة أو من خلال شهادة الأفراد الذين يعيشون حقًّا وفقًا لإيمانهم».

وخلص الأب ككوني عبر «آسي مينا» إلى التشديد على أن تبشير الشباب مهمّة حاسمة في عصرنا الحاضر، ترتكز على الاعتراف باحتياجاتهم الفريدة وبناء علاقات وثيقة معهم واستغلال الأساليب والفرص كافة للانخراط معهم في رحلة إيمانهم لتغذية نموّهم الروحي وتهيئتهم لينقلوا نور المسيح إلى العالم.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته