توما الرسول في أقوال الباباوات

الباباوات فرنسيس وبنديكتوس السادس عشر والقديس يوحنا بولس الثاني الباباوات فرنسيس وبنديكتوس السادس عشر والقديس يوحنا بولس الثاني | Provided by: Vatican Media/Primate Cardinal Stefan Wyszynski Institute

ورد اسم توما الرسول مرّات عدّة في إنجيل يوحنا. وهو آرامي يعني التوأم، وباليونانيّة «ديدمس». فما تفسير اسم توما؟ وماذا قال عنه آخر ثلاثة باباوات؟

أعطى التقليد الكنسي، بحسب المطران فيليكس الشابي، تفسيرَيْن لمعنى اسم توما الرسول: الأوّل أنّه كان يشبه الربّ كثيرًا فسُمِّيَ بالتوأم، أي شبيه الربّ، والثاني أنه كان الأخ التوأم لمار أدّي الرسول، أحد التلاميذ الاثنين والسبعين.

وفسّر البابا بنديكتوس السادس عشر في مقابلة عامة بتاريخ 27 سبتمبر/أيلول 2006 أن «حالة توما الرسول مهمّة بالنسبة إلينا لثلاثة أسباب: أوّلًا، لأنّه يشجّعنا في أوقاتنا الصعبة. ثانيًا، لأنّه يبيّن لنا أن أيّ شكّ يمكن أن يؤدّي إلى مخرج منير. ثالثًا، لأنّ الكلمات التي وجّهها الربّ يسوع إلى توما «ألأنّك رأيتني آمنت؟ طوبى للذين يؤمنون ولم يروا» (يو 20: 29) تذكّرنا بالمعنى الحقيقي للإيمان الناضج، وتشجّعنا على الاستمرار في الاتحاد بشخص الربّ يسوع المسيح في مسيرتنا على الرغم من الصعوبات». وذكّر بالتقليد الذي ينقل إلينا أخبار تبشير توما سوريا وبلاد فارس والهند.

وكان البابا القديس يوحنا بولس الثاني قد كتب قبيل وفاته رسالة تطرّق فيها إلى لمس توما جروح الربّ القائم من بين الأموات. واعتبر أن «تلك الجروح المجيدة التي جعل المسيح القائم من الموت توما يلمسها، بعد ثمانية أيّام، تكشف رحمة الله الذي أحبّ العالم حتى بذل ابنه الوحيد من أجله».

وأوضح البابا فرنسيس في عظة أحد الرحمة الإلهيّة يوم 7 أبريل/نيسان 2013 كيف اختبر توما حقيقة «تلك الرحمة التي لها وجه ملموس، وجه يسوع القائم من بين الأموات». وبيّن فرنسيس صبر الربّ إزاء توما المشكّك. فيسوع لم يُهمل توما العنيد في عدم إيمانه إذ أعطاه أسبوعًا من الوقت. ولم يغلق الباب أمامه، بل انتظره. أمّا صيحة توما البسيطة والمفعمة بالإيمان «ربّي وإلهي»، فشكّلت جوابه على صبر يسوع، وهو «سمح لنفسه بأن تغمرها الرحمة الإلهيّة».

ودعا البابا فرنسيس في عظة له سنة 2022 إلى جعل توما الرسول أنموذجًا لنا في الإيمان لا الشك، وفي اكتشاف الرحمة الإلهيّة لأنّنا بتوما «نرى قصّة كل إنسان مؤمن»، على حدّ تعبيره. وعلى مثال توما الرسول، يمكننا أن نكتشف من جديد قلب الربّ يسوع ورحمته في اللحظات الصعبة من حياتنا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته