ما هو عيد الجسد الإلهي؟

العشاء السرّي. لوحة للفنّان فينشينزو بيريتيني ببازيليك القديس لورنزو في داماسو، روما-إيطاليا «العشاء السرّي» لوحة للفنّان فينشينزو بيريتيني ببازيليك القديس لورنزو في داماسو، روما-إيطاليا | Provided by: Renata Sedmakova/Shutterstock

منذ العام 1264، عرفت الكنيسة الكاثوليكيّة عيد الجسد الإلهي. وقد أقرّ البابا أوربان الرابع الخميس الثاني بعد العنصرة موعدًا للاحتفال به، إثر أعجوبة حدثت في قرية بولسينا الإيطاليّة حينما تدفّق الدم من القربان عند كسره في خلال القداس. فما هو عيد الجسد الإلهي؟

لا يستذكر هذا العيد حدثًا معيّنًا في حياة المسيح الأرضيّة، بل الحضور الحقيقي والدائم لكلمة الله في سرّ القربان الأقدس تحت شكلَي الخبز والخمر. ففي كسر الخبز وتقاسم الكأس تعبير عن «حضور الله المقدّس وشكر الإنسان لخالقه»، بحسب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة (رقم 1148).

ورأى البابا بنديكتوس السادس عشر، في عظة بمناسبة عيد الجسد سنة 2007، أن هذا الاحتفال نشأ في ظرف تاريخي وثقافي معيّن ولهدفٍ محدّد هو المجاهرة العلنيّة بإيمان شعب الله القائل إن يسوع المسيح حيّ وحاضر حقًّا في سرّ القربان الكلّي القداسة. وأضاف بنديكتوس أن هذا العيد أُنشِئَ للسجود للربّ وتسبيحه وحمده بشكل علني لأنّ الله يستمر في سرّ الإفخارستيا بمحبّته لنا حتى النهاية. ولفت البابا إلى أن هذا العيد هو بمثابة رجوع إلى خميس الأسرار، طاعةً لوصيّة المسيح.

وأكد البابا فرنسيس، في عظة بمناسبة عيد الجسد سنة 2016، أن الإفخارستيا «قوّة محبّة الله القائم من الموت الذي يكسر الخبز لنا اليوم أيضًا»، معتبرًا إيّاها محور حياة الكنيسة.

وتناول فرنسيس أيضًا، في كلمة قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بمناسبة عيد الجسد سنة 2020، موضوع الشركة الروحيّة المتبادلة بين الذين يشاركون في القداس. فاعتبر أنّه «لا يمكننا المشاركة في القداس الإلهي من دون الالتزام في أخوّة متبادلة صادقة». ورأى أن الذين يشاركون في الذبيحة الإلهيّة يصبحون جسدًا واحدًا. وأردف: «نحن جماعة، يغذّيها جسد المسيح ودمه. والشركة في جسد المسيح علامة فعّالة على الوحدة والشركة الروحيّة والمشاركة».

بحسب وصيّة الربّ القائل: «اصنعوا هذا لذكري» (لوقا 22: 19)، نعيد الاحتفال بسرّ الإفخارستيا بإيمان، ونصغي إلى الكتاب المقدّس : «كلّما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس، تخبرون بموت الربّ إلى أن يجيء» (1 كورنتوس 11: 26). ونسعى بذلك لنكون على مثال المسيحيين الأوائل الذين «كانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات» (أعمال 2: 42).

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته