البابا فرنسيس يشرح غيرة القديسة تريزيا الطفل يسوع الرسوليّة بحضور ذخائرها

البابا فرنسيس صباح اليوم أمام ذخائر القديسة تريزيا الطفل يسوع في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان البابا فرنسيس صباح اليوم أمام ذخائر القديسة تريزيا الطفل يسوع في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان | Provided by: Daniel Ibáñez/CNA

أكد البابا فرنسيس صباح اليوم في خلال المقابلة العامة الأسبوعيّة، متابعًا سلسلة التعليم في «الغيرة من أجل الأنجلة» بساحة القديس بطرس الفاتيكانيّة، أن المرسل هو من يكون، أينما وُجِدَ، أداة لمحبّة الله، ومن يفعل كل شيء كي يوصل المسيح للآخرين عبر شهادته وصلاته.

خصّص الأب الأقدس كلمته للتكلّم عن سيرة حياة القديسة تريزيا الطفل يسوع، شفيعة الرسالات التي وُلِدَت منذ 150 عامًا، لافتًا إلى أنّه سيخصّص رسالة لهذه المناسبة. وأشار إلى وجود ذخائرها على المنصّة بالقرب منه.

شرح الحبر الأعظم أن تريزيا لم تكن يومًا مرسلة، لكن قلبها كان مرسلًا، على الرغم من ضعفها وصغرها ومرضها. فهي أخبرت في مذكّراتها أنّها كانت تتوق إلى الرسالة، ورافقتها هذه الرغبة طوال حياتها.

وأضاف فرنسيس أنّها كانت «أختًا روحيّة» للكثير من المرسلين الذين رافقتهم برسائلها وصلواتها، مقدّمةً التضحيات من أجلهم. وأردف أنّها قبلت المرض وأحكام أخواتها الراهبات وسوء التفاهم معهن بفرح من أجل الكنيسة حتى تنثر «الزهور على الجميع»، على حدّ تعبيرها.

وتساءل الأب الأقدس عن مصدر قوّتها الرسوليّة وفرحها، فأعطى مثلَيْن من سيرة حياتها؛ الأوّل ما حصل في عيد الميلاد سنة 1886 قبيل بلوغها 14 عامًا، عندما لم يرغب والدها في حضور فتح هداياها. فحزنت تريزيا وبكت، لكنّها عادت بعد دقائق لتعزّي أباها. منذ تلك الليلة، تعلّمت أن تُسْكِنَ المحبّة في قلبها وتحمل التعزية للآخرين. وكتبت في إحدى رسائلها: «يسوع مريض بنقص الحبّ (...) ولا يمكن شفاء هذا المرض إلا بالحبّ» إذ اختارت أن تجعل المسيح محبوبًا وتخلّص النفوس وتقضي سماءها بفعل الخير على الأرض.

أمّا المثل الثاني، فهو صلاتها لرجلٍ يُدعى إنريكو برانزيني، حُكِمَ عليه بالموت بالمقصلة بعد ارتكابه جرائم فظيعة. رفض برانزيني تعزية الإيمان، فصلّت تريزيا بحرارة من أجل اهتدائه وطلبت إشارة صغيرة تُظهر قبوله رحمة الله. في اليوم التالي، قرأت تريزيا خبرًا في الجريدة، مفاده أن برانزيني أخذ صليبًا قدّمه له أحد الكهنة وقبّله ثلاث مرّات. فكتبت شفيعة الرسالات: «ذهبت نفسُه (برانزيني) لتنال الحكم الرحيم ممّن أعلن أن في السماء يكون الفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من 99 بارًّا لا يحتاجون إلى التوبة».  

وختم الأب الأقدس كلمته، قائلًا إن الكنيسة بحاجة أوّلًا إلى قلوب شبيهة بقلب القديسة تريزيا، تجذب الناس إلى المحبّة والله، أكثر من حاجتها إلى الوسائل والطرق والهيكليّات. وسأل الحاضرين أن يطلبوا من تريزيا تخطّي الأنانيّة والتحلّي بالغيرة من أجل الشفاعة حتى يكون يسوع معروفًا ومحبوبًا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته