بعد فقدان زوجها في الحرب السوريّة... نيفين كبرئيل: «الربّ وهبني القوّة لتربية ابنتي»

صورة عائليّة تجمع نيفين وزوجها الشهيد بيير كبرئيل وابنتهما صورة عائليّة تجمع نيفين وزوجها الشهيد بيير كبرئيل وتتوسّطهما ابنتهما ماريتا | Provided by: Nivine Gabriel

أرملة سوريّة شابّة اختبرت أصعب التجارب في الحياة إثر استشهاد زوجها وتربيتها طفلتها بمفردها. 11 سنة مرّت مليئة بالتحدّيات التي قاستها بقلبٍ مؤمن وواثق بوجود الله إلى جانبها في أكثر الليالي ظلمة.

نيفين جانجي كبرئيل، أرملة الشهيد بيير كبرئيل، تشارك قرّاء «آسي مينا» قصّتها الأليمة، وتخبر عن مسيرتها بعد فقدانها زوجها.

«تحلّى بيير بالغيرة الوطنيّة، وقرّر التطوّع في صفوف الجيش السوري للدفاع عن بلده. في عيد القديس فالنتين سنة 2012، أهداني ورقة تتضمّن قرار قبول تطوّعه في الجيش»، قالت نيفين.

المسبحة الورديّة تزيّن صورة الشهيد بيير كبرئيل. Provided by: Nivine Gabriel
المسبحة الورديّة تزيّن صورة الشهيد بيير كبرئيل. Provided by: Nivine Gabriel

وصيّة الشهيد بيير

عبّرت نيفين عن قلقها عندما اتصل زوجها يوم عيد ابنتهما ماريتا ليعتذر عن عدم الحضور للاحتفال بميلادها، قائلًا: «يجب عليكم الاعتياد على غيابي. أبلغيها سلامي وقبلاتي. ليباركها الربّ، وليمنحها أسعد الأيّام برفقتك، فأنا لن أدوم لها».

وأضافت: «بدأنا نتلقّى تهديدات بالقتل، ولم أعد أغادر المنزل إلا برفقة أهلي. استمرّت هذه الحالة لغاية 13 أكتوبر/تشرين الأوّل 2012، يوم تلقّيتُ اتصالًا من بيير ليخبرني عن حصار الإرهابيين للجامع الأموي، وهو داخله».

ثمّ تابعت: «لن أنسى كلماته: لقد نفدت ذخيرتنا، والإرهابيّون يحاصروننا من كل جانب. انتظري منّي اتصالًا لغاية السادسة مساءً. وإذا لم أتّصل، فاعلمي أنّني قد مُتّ».

جنازة شبيهة بعرس

استشهد بيير في ذلك اليوم، واتصل قائده ليقدّم لأرملته التهنئة باستشهاده، دفاعًا عن وطنه، وبالتحديد عن الجامع الأموي الذي رفض دخوله قبل خلع حذائه احترامًا لقدسيّة المكان بحسب قوله، وأخبرها عن الرصاصات التي أصابت قلب زوجها وكبده، فأردته شهيدًا.

وصفت نيفين جنازة زوجها بالعرس، قائلة: «حضر مئات الأشخاص الذين لا أعرفهم. دقّت الأجراس وأمطرت السماء رصاصًا لتزفّ زوجي الشهيد عريسًا».

أمّ وأب في حياة ابنتها

أخبرت نيفين طفلتها أن روح والدها ارتفعت إلى السماء لتتنعّم بحضور يسوع. وذاتَ يوم، بعد نموّ ماريتا في القامة، فاجأت والدتها بسؤالها: «ألا أستطيع وضع كرسي فوق السلّم على سطح المنزل لأصل إلى السماء، وأتحدّث مع أبي؟».

أكدت نيفين صعوبة عيشها دور الأب والأمّ معًا لتربية طفلتها تربيةً مسيحيّةً صالحة، فهي أمٌّ حنون تارةً، وأبٌ يبذل ذاته لتأمين لقمة العيش تارةً أخرى.

وختمت نيفين حديثها عبر «آسي مينا»، رافعةً صلاتها لله كي يمنحها القدرة على تربية ابنتها وتأمين حياة كريمة لها، فتغدو شابّة مسيحيّة بارّة، وشكرت الربّ على دعمها من خلال حضور أهلها معها.

كما استودعت زوجها بيير، عكّازها وسندها بحسب تعبيرها، بين يدي الله ليتقبّله في ملكوته السماوي.

 

المزيد

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته