حامل ختم القبر المقدّس يكشف عن السمات المميّزة لمفتاح كنيسة القيامة

كنيسة القيامة أديب الحسيني يضع مفتاح كنيسة القيامة في القفل المخصّص له | Provided by: Adeeb Jawad Joudeh Alhusseini

تفرّدت كنيسة القيامة أو القبر المقدّس بعمارتها الرائعة ومفتاح بابها المميّز الذي سُلِّمَ إلى أسرة مسلمة في خلال الـ850 سنة الماضية.

ما قصّة مفتاح كنيسة القيامة؟ ولماذا تسلّمت عائلة غير مسيحيّة هذه الأمانة المقدّسة؟

في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، أخبر أديب جودة الحسيني، أمين مفتاح كنيسة القيامة وحامل ختم القبر المقدّس، قصّة تسلّمه «مفتاح أقدس المقدّسات لدى المسيحيين» بحسب تعبيره، مؤكدًا فخره بهذه الأمانة والحظوة التي نالتها عائلته.

وتناول بلد المنشأ للمفتاح ونسختيه، فقال: «صُنِعَ المفتاح في الصين، منذ زمن الإفرنج في 15 يوليو/تمّوز 1149». وأكمل: «كانت للمفتاح نسختان، لكن رأس إحداهما تعرّض للكسر قبل حوالى 500 عام، فبتنا نستخدم نسخة واحدة فقط منه».

أمّا عن سمات المفتاح الهيكليّة، فشرح: «هو مفتاح مصنوع من الحديد الخالص، يبلغ وزنه 250 غرامًا وطوله 30 سم. يختلف كلّيًّا عن بقيّة أنواع المفاتيح، فقد عمد بنّاؤو الكنيسة إلى طلب إعداده بشكل مميّز؛ في أحد طرفيه شكل مربّع. أمّا الطرف الآخر، فهو مدبّب ينتهي بدائرة مفرغة، ويدخل في القفل من الأعلى إلى الأسفل».

مفتاح كنيسة القيامة والقفل المخصّص له. Provided by: Adeeb Jawad Joudeh Alhusseini
مفتاح كنيسة القيامة والقفل المخصّص له. Provided by: Adeeb Jawad Joudeh Alhusseini

أمانة الأجداد إلى الأحفاد

إلى ذلك، روى الحسيني مختصرًا لقصّة تسلُّم عائلته المفتاح، قائلًا: «في العام 1187، اقترح السلطان صلاح الدين الأيوبي تسليم مفتاح كنيسة القيامة إلى عائلة مقدسيّة من سلالة نبي الإسلام كي لا يتجرأ أحد من الحكام المسلمين على إلحاق الضرر بالصرح المقدّس، مثلما حدث في زمن سابق».

وتابع: «تسلّمت عائلتي مفتاح كنيسة القيامة، وحملت الأمانة لأكثر من 850 سنة. أمّا أنا، فتسلّمت مفتاحها من والدي بعد وفاته سنة 1992، وسيُنقل إلى أحد أبنائي في المستقبل».

واستنتج: «وقع الاختيار على عائلتي لأنها مرموقة وطيّبة السمعة، ولأن رجالها شيوخ المسجد الأقصى. وتمّ ذلك بموافقة الكنائس الست الحاضرة في القدس آنذاك، منها الكنيسة الكاثوليكيّة».

وقال: «بالنسبة إلى المسلمين، تتطلّب الأمانة إرادة ومسؤوليّة، فنحن لسنا مالكي المفتاح بل غدونا أمناء له. من هنا، ظهرت رسالتنا في منح الأمن والأمان لكنيسة القيامة وجميع زائريها». وأردف: «إنّها مهمّة شرفيّة للعائلة، ونحن لا نتقاضى أجرًا عليها».

وفي مشهد يعكس العيش المشترك في الأراضي المقدّسة، ختم الحسيني حديثه عبر «آسي مينا» بالقول: «ستواصل عائلة آل الحسيني توريث أبنائها أمانة حمل مفتاح كنيسة القيامة من أجل استقبال جميع زائري كنيسة القبر المقدّس».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته