البابا فرنسيس يهدي ذخيرة عود الصليب إلى الملك تشارلز الثالث لحفل تتويجه

«صليب ويلز» الذي سيقود مسيرة الدخول في حفل تتويج الملك تشارلز الثالث «صليب ويلز» الذي سيقود مسيرة الدخول في حفل تتويج الملك تشارلز الثالث | Provided by: Paul Ellis/AFP via Getty Images

وُضعت ذخيرتان من عود الصليب، كانتا محفوظتين في قاعة ليبسانوتيكا بمتاحف الفاتيكان، أهداها البابا فرنسيس إلى الملك تشارلز الثالث في «صليب ويلز» الذي سيقود مسيرة الدخول بحفل تتويج تشارلز في 6 مايو/أيّار المقبل بدير وستمنستر، لندن.

وأكد اليوم رئيس دار الصحافة الفاتيكانيّة ماتيو بروني أن «الشظيّتَيْن من ذخيرة الصليب الحقيقي التي أُعطيت في بداية أبريل/نيسان الحالي، عبر السفارة الباباويّة، إلى جلالة الملك تشارلز الثالث، رأس كنيسة إنكلترا، كعلامة مسكونيّة بمناسبة مئويّة الكنيسة الأنجليكانيّة في ويلز».

وصُنِعَ الصليب، حامل الذخيرتين، بحسب فنّ العصور الوسطى الويلزي، من سبائك فضّة مُعاد تدويرها. وكُتبت عليه باللغة المحلّية جملة أُخذت من العظة الأخيرة للقديس دافيد، شفيع البلاد: «كُنْ فرحًا. حافظ على الإيمان. قُمْ بالأمور الصغيرة». وستستلم كنيسة ويلز هذه القطعة الليتورجيّة في احتفال رسمي بعد التتويج كي تستخدمه الكنيستان الأنجليكانيّة والكاثوليكيّة.

وتُعَدُّ رغبة تشارلز باستخدام الذخيرتَيْن في حفل اعتلائه الكرسي الملكي علامة مهمّة، نظرًا للعلاقات المتوترة التي شهدتها العائلة الحاكمة مع الكرسي الرسولي طوال قرون الانشقاق الكاثوليكي-الأنجليكاني. ولفتت الصحافة البريطانيّة إلى أن هذه المبادرة ستدخل حتمًا في تاريخ هذه العائلة.

وقد غرّد سفير المملكة المتحدة لدى الكرسي الرسولي عبر تويتر معبّرًا عن تأثره العميق وامتنانه للحبر الأعظم على هذه الهديّة النادرة. فهي تعكس، على حدّ تعبيره، قوّة العلاقة بين الفاتيكان وبلاده التي تطوّرت طوال عهد الملكة الراحلة إليزابيث الثانية إذ كانت هذه الأخيرة قد التقت 5 باباوت.

يُذكر أن تقليدًا قديمًا جدًّا يُعيد اكتشاف صليب يسوع المسيح إلى القديسة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين، في القرن الرابع. وقد وصلت، في القرون اللاحقة، ذخائر من هذا العود إلى كل أقطار العالم، وهي اليوم مكرّمة في معابد عدّة، منها كنيسة صليب أورشليم المقدّس في روما وكاتدرائيّة نوتردام في باريس وغيرها.

ذخيرة عود الصليب في كنيسة صليب أورشليم المقدّس-روما. Provided by: Daniel Ibáñez-CNA
ذخيرة عود الصليب في كنيسة صليب أورشليم المقدّس-روما. Provided by: Daniel Ibáñez-CNA

ويُذكر أيضًا أن ملك إنكلترا يحمل لقب «حامي الإيمان» الذي كان البابا لاوون العاشر قد منحه لهنري الثامن في العام 1521 بعد أطروحته اللاهوتيّة ضد البروتستانتيّة «الدفاع عن الأسرار السبعة». وبعد انفصال الملك عن روما في العام 1536، نزع الكرسي الرسولي هذا اللقب عنه، قبل أن يعيده البرلمان إليه، بدءًا من عهد إدوارد السادس. وقد عبّر تشارلز الثالث في مقابلات صحافيّة سابقة، عندما كان أميرًا، عن رغبته في الدفاع عن الإيمان بشكل عام في بريطانيا وليس فقط عن الإيمان الأنجليكاني.  

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته