ما سبب التوتّر بين الملك تشارلز وقادة الكنيسة الأنجليكانيّة؟

الملك تشارلز والعائلة المالكة يشاركون صباح الأحد الماضي بصلوات عيد الفصح في كنيسة القديس جورج-وندسور الملك تشارلز يشارك مع العائلة المالكة صباح الأحد الماضي بصلوات عيد الفصح في كنيسة القديس جورج-وندسور | Provided by: The Royal Family-Facebook

تشهد العلاقة بين رجال الدين في كنيسة إنكلترا والملك تشارلز الثالث بعض التوترات. ويعود سبب ذلك إلى تحديد دور المشاركين في مراسم حفل تتويج هذا الأخير على عرش المملكة المتّحدة في السادس من مايو/أيّار المقبل في كنيسة وستمنستر.

فقد نقلت صحيفة «ذا ميل أون صنداي» البريطانيّة عن مصادر كنسيّة أن الملك قد طلب من قادة إنكليز روحيين إعطاء زعماء الديانات الأخرى حيّزًا أوسع في الحفل. ويرغب تشارلز في أن تكون المراسم أكثر تنوّعًا عبر السماح لهؤلاء القادة بتلاوة بعض الصلوات. وهو ما أثار حفيظة الكنيسة، واعتبره البعض سبب عدم إصدار كتاب الرتبة حتى الآن. لكن مصادر قصر باكنغهام، مكان إقامة الملك في لندن، نفت أن يكون هناك أيّ تأخير.

من جهتها، لفتت صحيفة «ديلي ميل» البريطانيّة إلى أن القانون الكنسي الأنجليكاني يستبعد المشاركة الفعليّة لأيّ جهة لا تؤمن بعقيدة الثالوث الأقدس. من هنا، قالت «ديلي ميل» إن حصلت هذه المشاركة، فهي ستتعارض مع القوانين الكنسيّة القديمة، ومع تقاليد الاحتفال بهذا الحدث الدستوري الذي يعود تاريخه إلى حوالى 1000 عام. بينما اقتصار مشاركة زعماء الديانات على الحضور في الكنيسة والموكب مقبول من الجميع.

الملك تشارلز يشارك مع العائلة المالكة صباح الأحد الماضي بصلوات عيد الفصح في كنيسة القديس جورج-وندسور. Provided by: The Royal Family-Facebook
الملك تشارلز يشارك مع العائلة المالكة صباح الأحد الماضي بصلوات عيد الفصح في كنيسة القديس جورج-وندسور. Provided by: The Royal Family-Facebook

هذه المعلومات المستجدّة تعيدنا إلى ثلاثة عقود خلت، وتحديدًا إلى العام 1994، عندما أدلى تشارلز بتصريحٍ مثير للجدل في مقابلة له ضمن فيلم وثائقي، معلنًا أنّه في حال أصبح ملكًا، سيتخلّى عن وصفه الملكي التقليدي «حامي الإيمان» لأنه يرى نفسه مدافعًا عن الإيمان في بريطانيا.

لكن في العام 2015، في مقابلة مع إذاعة «بي بي سي 2»، أوضح أن آراءه هذه قد أُسيء تفسيرها، وأردف: «لطالما بدا لي أنه بينما تكون مدافعًا عن الإيمان، يمكنك في الوقت نفسه أن تكون حاميًا للأديان».

ويُقصَد بـ«حامي الإيمان» حامي كنيسة إنكلترا. وهو لقب يخصّ الملك لكونه «الحاكم الأعلى للكنيسة» منذ حوالى 500 سنة حتى اليوم، ولو كان شرفيًّا وبصورة اسميّة.

يُذكر أن لقب «حامي الإيمان» كاثوليكي في الأساس ويعني حامي الإيمان المسيحي الكاثوليكي. وكان البابا لاوون العاشر قد منحه للملك هنري الثامن في العام 1521 مكافأةً له على أطروحته اللاهوتيّة ضد البروتستانتيّة «الدفاع عن الأسرار السبعة». وبعدما انفصل الملك عن الكرسي الرسولي في العام 1536، نزعت روما اللقب عنه، قبل أن يعيد البرلمان منحه للملك، بدءًا من عهد إدوارد السادس.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته