ما أبرز محطات تحديد تاريخ عيد القيامة؟

حجّاج يزورون كنيسة القيامة في القدس حجّاج يزورون كنيسة القيامة في القدس | Provided by: CNS/Debbie Hill/NCR

عيد القيامة أهمّ الأعياد عند المسيحيين حول العالم. متى احتُفل به للمرّة الأولى، وكيف حُدِّدَ تاريخه؟

يرتبط عيد القيامة في التاريخ المسيحي الباكر بالديانة اليهوديّة والتقويم العبري. فعيد الفصح اليهودي يبدأ في 15 نيسان العبري (خر 12: 6). ويسوع بحسب إنجيل يوحنا صُلِبَ يوم الجمعة 14 نيسان أي في وقت إعداد خروف الفصح، وقبل ساعات من حلول المساء والدخول في يوم العيد، السبت، وأكل الفصح. (اليوم يبدأ عند اليهود مع الغروب).

وقد احتفل المسيحيّون في القرن الأوّل وفي بعض فترات القرن الثاني بعيد الفصح يوم 14 نيسان، وارتبطت عندهم كلمة «فصح» آنذاك بموت يسوع وليس بقيامته. ومع الثلث الثاني من القرن الثاني، بدأ المسيحيّون يولون أهمّية أكبر لقيامة المسيح، وبدأت مظاهر الاحتفال بهذا الحدث تتّضح. لكن الانقسامات ظهرت حول تحديد تاريخ العيد واحتدّت النقاشات بين فئتين؛ فئة أولى بقيت على تاريخ 14 نيسان العبري ليكون يوم العيد عندها متغيّرًا كعيد الميلاد. وتضمّ هذه الفئة كنائس آسيا الصغرى وكيليكيا وسوريا الطبيعيّة وما بين النهرين. لاحقًا، شكّل اعتماد العيد بناءً على إقرار اليهود تاريخ عيدهم الخاصّ حرجًا للمسيحيين ومشكلةً لهم، خاصّة مع اختلاف موعد الفصح اليهودي بين يهود الشتات بسبب بُعد المسافات وعدم بلوغهم الخبر.

فلجأ البعض إلى حلّ المشكلة بتعيين العيد في 14 من الشهر المقدوني Artemisios الموافق 6 أبريليس في التقويم اليولياني الثابت. كما عيّنت الكنائس في كابادوكيا بحسب روزنامتها يوم 14 من شهر Teireix، الموافق 25 مارتيوس. وقال العالم August Strobel إن بعض المجتمعات المسيحيّة في آسيا الصغرى وسوريا وإسبانيا وبلاد الغال وشمال إيطاليا احتفل بعيد القيامة سنويًّا في ذلك التاريخ.

أما الفئة الثانية، فوضعت للعيد يومًا ثابتًا، وهو الأحد على أن يقع مباشرةً بعد عيد الفصح اليهودي، وهذا شمل كنيسة أورشليم والإسكندرية، ثمّ روما. ومع الوصول إلى منتصف القرن الثالث، أصبح الاحتفال في يوم الأحد الأكثر قبولًا لدى أكثريّة الكنائس.

في مجمع نيقيا سنة 325، أُقِّرَ الاحتفال بالقيامة في يوم الأحد الذي يقع بعد أوّل بدر الربيع. لكن المسيحيين ظلّوا يحتفلون في أوقات مختلفة لقرون لاحقة بسبب الخلافات الفلكيّة على تحديده.

في المقابل، أكد المتخصّص في علم الفلك الأب جاك بلاسار اليسوعي أن الغالبيّة العظمى من المسيحيين احتفلت بوقتٍ واحد بين عامي 780 و1582، قبل أن يعود الخلاف مجدّدًا -الممتدّ حتى يومنا الحالي- بسبب اتّباع الكنائس تقويمين مختلفين، يولياني وغريغوري.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته