من القبر الفارغ نملأ حياتنا

قيامة يسوع المسيح من بين الأموات قيامة يسوع المسيح من بين الأموات | Provided by: ID 4222320 via Pixabay

قرأتُ يومًا ما مختصره أن كلّ القبور عليها شواهد تفيد بأسماء الراقدين فيها ما عدا القبر المقدّس الفارغ لأن من كان يُفترض أن يرقد فيه قد قام من بين الأموات وغلب الموت بالموت واهبًا الحياة للّذين في القبور!

حدث القيامة هو أساس إيماننا المسيحي، وفق ما أكد مار بولس قائلًا: «إن كان المسيح لم يَقُمْ، فباطلٌ تبشيرنا وباطلٌ إيمانكم، ونكون نحن شهود زور على الله... والحال أن المسيح قام من بين الأموات، وهو باكورة الراقدين!» (1 كو 15: 14-15 و20).

إن إعلان قيامة المسيح يتمّ من خلال عبارة «المسيح قام» وجوابها «حقًّا قام»!

يحوي هذا الإعلان حقيقة لاهوتيّة أكيدة إيمانيًّا وهي قيامة المسيح التي تستند إليها مسيحيّتنا بكلّ أبعادها…

لكن، بشريًّا، ترتبط حقيقة القيامة بشهادتنا لها بسلوكنا أمام الله والناس...

فمن لم يختبر حقًّا قيامة يسوع في حياته لن يتمكّن من الشهادة للمسيح القائم من بين الأموات في يوميّاته وأقواله وقراراته الحياتيّة!

وعليه، فالاحتفال بالقيامة لا معنى له إن لم يترافق مع قيامة روحيّة من موتنا وبُعدنا عن الله إلى حياةٍ هو محورها ومحرّكها الأساسي!

تتطلّب هذه القيامة الروحيّة إذًا توبة وقرارًا جريئًا بالانتقال من الغرق في الماضي إلى حاضرٍ دائم مع الربّ مُجَسَّدٍ بسلوكنا ومواقفنا، ولا سيّما في أوان الملمّات والصعاب حيث يضحي إيماننا بالقيامة أساس قدرتنا على الرجاء بدل اليأس وعلى الإيمان بدل الشكّ وعلى المحبّة والغفران بدل الأنانيّة أو الحقد!

برمزيّة جميلة، نأخذ اليوم من القبر الفارغ بركةً من الزهور التي وضعناها في يوم الجمعة العظيمة وكأنّ الربّ أخذ مع ورودنا أرواحنا الخاطئة وردّها إلينا نقيّة، ومقدّسةً، ومعطّرة بالقيامة...

كذلك، نضع على الصليب الفارغ وشاحًا أبيض، علامةً على قيامة الربّ، فنستخدم لفائف الكفن (علامة الموت) والصليب (علامة الآلام) لنعلن قيامة مخلّصنا...

لقد ترك الربّ يسوع وراءه علامات موته دليلًا على قيامته!

كلّ واحد منّا مدعوّ اليوم إلى ترك كلّ شيء يميته (يبعده) عن الله. وهذا لن يتحقّق من دون التحلّي بالجرأة لمواجهة الذات والاعتراف بكلّ شيء يسبّب هذا البعد عن الربّ أو عن الإخوة البشر.

في هذا اليوم، يصبح الصليب الفارغ من المصلوب علامةً لنا تذكّرنا بوجوب التشبّث بإيماننا ورجائنا المتمثّل في أنّنا نجد دائمًا بعد الصليب قيامة، قيامة من الموت والتعب والحزن إلى المجد والكرامة وخاصّة المحبّة التي أظهرها الله تجاهنا، ونحن مدعوّون لتجديدها اليوم وفي كلّ يوم لنكون فعلًا من أبناء القيامة الذين يشهدون بصوت واحد وقلب واحد: «المسيح قام! حقًّا قام»، لا في عيد القيامة وحسب بل في كلّ يوم من أيّام حياتنا!

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته