أوجه الاختلاف بين المكرّم والطوباوي والقديس في الكنيسة الكاثوليكيّة

القديس والطوباوي قديسون من الكنيسة الكاثوليكيّة | Provided by: Building Faith/Pinterest

يرتقي البارّ سلّم القداسة، فتعلنه الكنيسة خادم الله ثمّ مكرّمًا وطوباويًّا ليُرفع بعدها قديسًا على مذابح الربّ. ما الإجراءات المتّبعة في دائرة دعاوى القديسين لإعلان التطويب والقداسة؟ وما أوجه الاختلاف بين المكرّم والطوباوي والقديس في الكنيسة الكاثوليكيّة؟

أدرجت الكنيسة الأولى أسماء مئات الأشخاص في سنكسار القديسين وضبطت في القرون المسيحيّة الوسطى عمليّة إعلان القداسة عبر وضعها الكثير من الإجراءات والخطوات التي يُعْمَل بموجبها بعد مرور خمس سنوات على وفاة المرشّح لنيل درجة التطويب أو القداسة، وتأكيد الأسقف المحلّي حقّه في نيل أيٍّ من الدرجتَيْن.

في خطوة أولى، تطلق الكنيسة لقب «خادم الله» على المرشّح للتطويب أو القداسة، ثمّ تبدأ لجنة من المؤرّخين واللاهوتيين درس تفاصيل حياته للتأكد من عيشه «بطولة الفضائل»، وفق الإيمان والرجاء والمحبّة والجهاد المسيحي. بعدئذٍ، يرسل الأسقف ملخّصًا عن حياة «خادم الله» إلى دائرة دعاوى القديسين في روما والتي تصدر بدورها «إقرارًا ببطولة فضائل الحياة التي عاشها خادم الله» وتمنحه لقب «مكرّم».

يلي ذلك إثبات حدوث معجزة واحدة بشفاعة المكرّم، يجري التحقّق منها عبر ثلاثة مستويات مختلفة. ومن المهمّ أن تتضمّن المعجزة شفاءً ليس له أيّ تفسير منطقي أو علمي، بعد انعقاد اجتماع للجنةٍ من الأطبّاء الخبراء في البداية، ثمّ اجتماع للاهوتيين لدرس الملفّ، ويليه اجتماع للكرادلة والأساقفة الأعضاء في دائرة دعاوى القديسين.

بعدئذٍ، يُعْلَن خادم الله المكرّم «طوباويًّا» ليشكّل ذلك الأمر أوّل إعلان رسمي صادرٍ عن الأب الأقدس يسمح فيه للمسيحيين بتكريم الطوباوي في صلواتهم أو قداديسهم على مستوى الأبرشيّة أو الرهبنة التي انتمى إليها. أمّا إذا توفّي شهيد الإيمان، فتعلنه الكنيسة طوباويًّا من دون الحاجة للاستناد إلى معجزة.

تُخْتَم الخطوات في ما بعد بمرحلة إعلان الطوباوي «قديسًا»، وهو ما يحتاج تأكيد حدوث معجزة ثانية بشفاعته (إذا لم يكن شهيد الإيمان) ليُعلن البابا قداسته ويسمح بإدراج اسمه في سنكسار القديسين وتكريمه والاحتفال به على مستوى الكنيسة الجامعة.

إن سعي المؤمن المسيحي لممارسة الأعمال الصالحة مع إخوته البشر ما هو إلّا تجديد لدعوة يسوع لنا جميعًا بقوله: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنَّنِي أَنَا قُدُّوسٌ» (1 بط 1: 16). فلنُصْغِ إلى تلك الدعوة لنكون أمناء لربّنا يسوع المسيح.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته