افتتاح الجمعيّة السينودسيّة القارّية للكنائس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط

افتتاح الجمعيّة السينودسيّة القارّية للكنائس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط-1 افتتاح الجمعيّة السينودسيّة القارّية للكنائس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط | Provided by: Maronite Catholic Patriarchate of Antioch

افتتح مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك صباح اليوم الجمعيّة السينودسيّة القارّية للكنائس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط المنعقدة من 13 إلى 18 شباط الحالي في بيت عنيا-حريصا في لبنان، بعد سنة على افتتاح المسار السينودسي الذي ينتقل إلى مرحلته القارّية الثانية، إثر مشاركة الملايين من كل أنحاء العالم في مرحلته الأولى الاستشاريّة.

وركّزت كلمات المشاركين في الجلسة الافتتاحيّة على كيفيّة تحقيق الهدف الأساسي للسينودس أي الشركة والمشاركة والرسالة، والإصغاء إلى شعب الله والكنائس المحلّية والتمييز على أساس قارّي، وتجدُّد رسالة الكنيسة بإعلان الإنجيل وسرّ موت المسيح وقيامته من أجل خلاص العالم.

تحقيق «السير معًا»

تناول البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في كلمته التي ألقاها في افتتاح الجمعيّة السينودسيّة القارّية للكنائس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط، هذه المرحلة من المسيرة السينودسيّة، قائلًا: نحن البطاركة والأساقفة من الكنائس الشرقيّة البطريركيّة واللاتينيّة، مثل غيرنا من المجالس الأسقفيّة، نفتتح المرحلة الثانية من المسيرة السينودسيّة المرتكزة على ثلاث: الشركة والمشاركة والرسالة.

وتابع: تقود تفكيرنا «وثيقة المرحلة القارّية»، حصيلة المرحلة الأولى الاستشاريّة على المستوى العالمي. على ضوئها، نتابع طريق السعي إلى عيش كنيسة سينودسيّة؛ كنيسة تتعلّم من سماع كلمة الله وقراءة علامات الأزمنة كيف تجدّد رسالتها بإعلان الإنجيل وسرّ موت المسيح وقيامته من أجل خلاص العالم.

وأكد أن تحقيق «السير معًا» يرتكز على الصلاة وسماع كلمة الله وروح التوبة والارتداد والحوار والتمييز، مشيرًا إلى أن مهمّة البطاركة والأساقفة في هذه الجمعيّة القارّية تتمثّل في تحديد الأولويّات التي ستُدرس في الجمعيّة العموميّة المقبلة.

الراعي يلقي كلمته في افتتاح الجمعيّة السينودسيّة القارّية للكنائس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط. Provided by: Maronite Catholic Patriarchate of Antioch
الراعي يلقي كلمته في افتتاح الجمعيّة السينودسيّة القارّية للكنائس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط. Provided by: Maronite Catholic Patriarchate of Antioch

المرحلة القارّية تمييز عميق

من جهته، شدّد المقرّر العام للسينودس الكاردينال جان-كلود هولريخ على أن هذه الجمعيّة تساهم في إيجاد الجواب المناسب عن السؤال الآتي: كيف يتحقق «السير معًا» الذي يسمح للكنيسة بإعلان الإنجيل وفقًا للرسالة الموكلة إليها والواجب تحقيقها على مستويات مختلفة (من المستوى المحلّي إلى العالمي)؟

وقال إن هذه المرحلة القارّية هي عمليّة تعميق للتمييز من الأفراد المختارين لتمثيل الكنائس المحلّية، وتتكوّن من وقت للإصغاء إلى شعب الله والكنائس المحلّية والتمييز على أساس قارّي.

شروط نجاح المسيرة السينودسّية

بدوره، ألقى الأمين العام لسينودس الأساقفة الكاردينال ماريو غريش كلمة بعنوان «المرحلة القارّية: خطوة غير مسبوقة في مسيرة السينودس»، مسلّطًا الضوء على جانبَيْن من جوانب المسيرة؛ الأوّل: اعتماد نجاح المسيرة على المشاركة الفعّالة لشعب الله والرعاة، والثاني: أهمّية الإصغاء إلى الروح القدس الذي يكلّم الكنيسة.

وأكد غريش أن التمييز المطلوب من الجمعيّات القارّية ليس عملًا منفردًا يمكن أن يتجاهل استشارة شعب الله في الكنائس الخاصّة والتمييز في مؤتمرات الأساقفة وحسب، بل هو «مرحلة» أو لحظة مهمّة في مسيرتنا نحو هدف هذا السينودس أي الفهم الكامل للصيغة السينودسيّة للكنيسة، ولا سيّما في العناصر الثلاثة التي تظهرها: الشركة والمشاركة والرسالة.

وأضاف: يمكن للكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة أن تساعدنا كثيرًا، وتوحّد الأمانة للكرسي الرسولي، مع ممارسة السينودسيّة، النموذجيّة في الشرق المسيحي.

الإصغاء إلى الروح القدس

كما ألقى الأمين العام لمجلس البطاركة ومنسّق أعمال الجمعيّة القارّية الأب خليل علوان كلمة بعنوان «في الشرق، نكون مسيحيين معًا أو لا نكون»، مؤكدًا أن الحضور المسيحي في الشرق متجسّد وفاعل وأصيل في اللغة العربيّة والتراث العربي والحضارة العربيّة، وخدمة الإنسان من دون تفرقة أو تمييز، وحضور مسكوني للتعاون المشترك، وحضور الحوار مع ذوي الإرادة الصالحة من مسلمين ويهود، وشركة الإيمان والمحبّة والانتماء الحضاري أينما وجدنا.

وأشار علوان إلى أن هذه الجمعيّة تختلف عن بقيّة الجمعيّات القارّية، وتتميّز عن بقيّة المجالس الأسقفيّة في العالم بأنها تتكوّن من سبع كنائس كاثوليكيّة رسوليّة وبطريركيّة وذاتيّة، وتحتكم إلى مجموعة قوانين الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة.

المزيد

وقال: إننا نجتمع اليوم، سبع كنائس كاثوليكيّة: أقباط، وسريان، وموارنة، وملكيّون، وكلدان، وأرمن، ولاتين. توافدنا من الأراضي المقدّسة والأردن ولبنان وسوريا ومصر والعراق وأرمينيا لنصغي إلى «ما يقوله الروح للكنائس» (رؤيا 2: 7) ونصلّي ونفكّر معًا حول همومنا المشتركة ونتشارك تطلّعاتنا المستقبليّة بالرجاء الذي لا يخيب (عب 10: 23).

وأوضح أن هذه الجمعيّة تهدف إلى مقاربة ما أجمعنا عليه في أجوبتنا الوطنيّة مع ما جمعته الوثيقة القارّية ممّا «قاله شعب الله في العالم كلّه في السنة الأولى للمسار السينودسي»، ما يجعل الوثيقة القارّية الوسيلة الفضلى التي يمكن بواسطتها تحقيق حوار الكنائس المحلّية بعضها مع بعض، ومع الكنيسة الجامعة.

وقد شارك في الجلسة الافتتاحيّة للجمعيّة السينودسيّة القارّية للكنائس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط رئيس الجمعيّة السينودسيّة ورئيس مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، والسفير الباباوي في لبنان المطران باولو بورجيا، والأمين العام لسينودس الأساقفة الكاردينال ماريو غريش، ومنسّق الجمعيّة العامة المقبلة لسينودس الأساقفة الكاردينال جان كلود هولريخ، وبطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس مار إغناطيوس أفرام الثاني مُمَثَّلًا بالمطران مار كلمنس دانيال ملاك كورية، وبطريرك كيليكيا للأرمن الأرثوذكس آرام الأوّل كشيشيان مُمَثَّلًا بالأسقف المتقدّم كوميداس أوهانيان النائب الكاثوليكوسي في الشؤون الكنسيّة.

وشارك أيضًا في الجلسة الافتتاحيّة نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب مُمَثَّلًا بالشيخ محمد حجازي، وشيخ العقل لطائفة الموحّدين الدروز سامي أبي المنى مُمَثَّلًا بمستشاره الشيخ عامر زين الدين، ورئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجيليّة في سوريا ولبنان القسّ جوزيف قصاب مُمَثَّلًا بالقسّ جورج مراد، ولفيف من الرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين من سوريا، ومصر، والأردن، والأراضي المقدّسة، والعراق، ودول الخليج.

وكان البابا فرنسيس قد دعا كل الكنائس الكاثوليكيّة في العالم إلى «السير معًا» على ضوء الإنجيل، تحضيرًا للسينودس الذي سيُعقد في الفاتيكان في أكتوبر/تشرين الأوّل 2023 بعنوان «من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته