"هذا هو الإنجيل النقي": البابا فرنسيس يتأثر بشهادة المسيحيين في العراق

البابا فرنسيس يتحدث خلال مؤتمر صحفي على متن الطائرة في طريقه من روما إلى العراق البابا فرنسيس يتحدث خلال مؤتمر صحفي على متن الطائرة في طريقه من روما إلى العراق في 8 مارس 2021 | Colm Flynn/CNA

أفاد البابا فرنسيس، يوم الإثنين، إن مشهد الكنائس والآثار المدمرة في الموصل وسهل نينوى في شمال العراق جعله عاجزاً عن الكلام.

وايضا أفاد البابا فرنسيس في 8 مارس "عندما توقفت عند الكنيسة المدمرة، لم يكن لدي أي كلمة تفوق الخيال".

وفي حديثه إلى الصحفيين خلال مؤتمر صحفي على متن الطائرة، قال البابا إنه قرأ وشاهد صوراً للدمار في شمال العراق ، لكن ما رآه شخصياً في الموصل وقرقوش كان لا يمكن تصوره.

وكان وصول البابا فرنسيس إلى العراق- بغداد في الفترة من 5 إلى 8 مارس ومنها توجه إلى مسقط رأس إبراهيم، وأخيراً بعدها الى مدينة الموصل التي تناثرت فيها الأنقاض،حيث أعلن في عام 2014 تنظيم الدولة الإسلامية خلافته فيها.

وأفاد البابا فرنسيس أيضا بعد عودته إلى روما: "لكن أكثر ما لمسني في بعد ذلك هو شهادة أم في قرقوش".

هي امرأة فقدت إبنها في تفجيرات الدولة الإسلامية ، وقالت كلمة: "المغفرة" ومرت.

التقى البابا فرنسيس في الأم التي فقدت ابنها ،ضحى صباح عبد الله ، في كنيسة الحبل بلا دنس للسريان الكاثوليك(كنيسة الطاهرة) في بخديدا، المعروفة أيضًا باسم قرقوش. والتي تقع على بعد 20 ميلاً جنوب الشرقي من الموصل والتي كانت محتلة من قبل تنظيم الدولة الاسلامية في الموصل في عام 2014-2016.

شاركت ضحى القصة مع البابا والمجتمعين في الكنيسة عن حادثة القصف في عام 2014 والتي أدت إلى مقتل إبنها وإبن عمه وشاب جارهم أيضا.

المزيد

وقالت أيضا "لا شك أن قوتنا تأتي من إيماننا بالقيامة ،وهو مصدر رجاء لنا". إيماني يخبرني أن أطفالي هم في أحضان ربنا السيد المسيح ونحن، الناجين، نحاول أن نغفر لأعدائنا، كما غفر سيدنا يسوع المسيح جلاديه وقالت المرأة العراقية: " من خلال الإقتداء به في آلامنا ومعاناتنا نشهد أن الحب أقوى من كل شيء."

وأفاد البابا فرانسيس خلال المؤتمر الصحفي على متن الطائرة: "إغفر.. هذه كلمة فقدناها.. نحن نعرف كيف نهين الوقت الكبير.. نحن نعرف كيف ندين بطريقة كبيرة ... ولكن أن نسامح ،ونغفر لأعدائنا.. هذه هي نقاوة الإنجيل .. شعرت بهذا في قرقوش.

كما تحدث البابا عن لقائه مع والد آلان كردي ، الطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات والذي توفي في غرق سفينة بينما حاولت عائلته عبور بحر إيجه مع لاجئي الحرب السوريين الآخرين.

وأفاد البابا إن صورة الصبي المتوفى "تتجاوز الطفل الذي مات أثناء الهجرة فقط". بل إنها رمز للحضارات المحتضرة التي لا يمكن أن تحيا". كرمز للإنسانية.

(تستمر القصة أدناه)

كما أشار البابا البالغ من العمر 84 عاماً إلى أنه شعر بتعب أكثر خلال رحلتهِ إلى العراق مقارنةً بالرحلات السابقة.

متذكراً اليوم الأخير من رحلته، وقال : "بالأمس، أثناء قيادتنا للسيارة من قرقوش إلى أربيل، كان هناك الكثير من الشباب ... العديد من الشباب الصغار في العمر". وكان السؤال الذي طرحه أحدهم عليّ قائل: " وهؤلاء الشباب، ما هو مستقبلهم؟ أين يذهبون؟ سيضطر الكثيرون لمغادرة البلاد .. الكثيرون".

حوالي 60٪ من سكان العراق تقل أعمارهم عن 25 عاماً. ويقدر معدل البطالة بين الشباب في العراق بـ 36٪، مع انخفاض أسعار النفط، والاهمال الحكومي، والفساد، ويزيد الوضع الأمني السيء الذي يعيق بشكل أكبر إمكانيات البلاد للنمو الاقتصادي.

وشدد البابا على أن الهجرة يجب أن تكون "حقاً مزدوجاً " مع "الحق في عدم الهجرة والحق في الهجرة".

وأضاف "لكن هؤلاء الاشخاص ليس لديهم أي منهما".

انخفض عدد المسيحيين في العراق بشكل مطرد لعقود من الزمن، من حوالي 1.4 مليون في عام 2003 إلى حوالي 250 ألف مسيحي في البلاد.

وأفاد البابا "هناك حاجة لإتخاذ إجراءات عاجلة لضمان حصول الناس على وظائف في أماكنهم وعدم الحاجة إلى الهجرة، وكذلك تدابير لحماية الحق في الهجرة".

وعبر البابا فرنسيس عن إمتنانه للدول التي رحبت باللاجئين والمهاجرين، خاصة لبنان والأردن.

وكشف البابا أن الكاردينال بشارة بطرس الراعي، بطريرك لبنان الماروني، طلب منه إضافة توقف في العاصمة بيروت خلال زيارته للعراق.

لكن البابا فرنسيس قال إنه قرر عدم القيام بذلك لأنه شعر أن البلاد تستحق زيارة أكثر جوهرية.

و قال البابا حينها، "كتبت رسالة وتعهدت بالقيام برحلة إلى لبنان".

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته