وصفة أكبر معمّرة في العالم الأخت الراحلة أندريه لعيش حياة سعيدة

الأخت الفرنسيّة الأخت أندريه | Provided by: Married Biography/Pinterest

قبل رحيلها، سُئِلَت أكبر معمّرة في العالم الراهبة الفرنسيّة أندريه عن الوصفة التي اتّبعتها لعيش حياة سعيدة، فاختصرتها بشرطَيْن: «الصلاة وشرب كوب من الكاكاو الساخن يوميًّا».

انتقلت الأخت أندريه إلى الحياة الأبديّة في 17 يناير/كانون الثاني 2023 عن 118 عامًا في فرنسا، حسبما أعلنت دار المسنّين التي قطنتها. وكانت قد أصيبت بفيروس كورونا العام الماضي، وتعافت منه. فما قصّة حياة الأخت لوسيل راندون التي دُعيت الأخت أندريه؟

وُلِدَت لوسيل في 11 فبراير/شباط 1904، وتربّت في أسرة بروتستانتيّة لكنها تحوّلت إلى الكاثوليكيّة عندما بلغت التاسعة عشرة. في العام 1922، عملت مربّية ومعلّمة لدى إحدى عائلات مدينة فرساي حيث عاشت قرب أحد أشقّائها الأكبر سنًّا في أثناء إقامته بمنطقة هودان بعد تعيينه قاضيًا للصلح فيها.

اسم جديد لبداية جديدة

تلقّت لوسيل سرّ العماد في السادسة والعشرين من عمرها، وتميّزت حياتها بعلاقتها الوطيدة مع أشقّائها، ما دفعها إلى تغيير اسمها في العام 1944 من لوسيل إلى الأخت أندريه تكريمًا لأخيها المتوفّى، عند رسامتها راهبةً لدى رهبنة «بنات المحبّة» التي أسّسها القديس منصور دي بول.

أكدت الأخت أندريه ذات مرّة أن أحبّ الذكريات إلى قلبها يتمثّل في عودة إخوتها سالمين من القتال في نهاية الحرب العالميّة الأولى، فقالت: «كان أمرًا نادر الحدوث، فقد اعتادت العائلات استقبال شهيدَيْن في خلال الحرب، لا ابنَيْن على قيد الحياة».

التفاني في الخدمة المجّانيّة

بعد انتهاء الحرب العالميّة الثانية، أُرْسِلَت الأخت أندريه في مهمّة إلى مستشفى في فيشي حيث خدمت أربعين يتيمًا وعجوزًا، واستمرّت في مهمّتها تلك طوال 28 عامًا. وأُرْسِلَت مجدّدًا إلى مستشفى آخر في العام 1973 لتعمل في المناوبات الطبّية الليليّة.

في العام 1979، تقاعدت الأخت أندريه عندما كانت في الخامسة والسبعين من عمرها، وأقامت في منشأة لكبار السنّ في سافوا، وبقيت فيها 30 عامًا، ثمّ نُقلت إلى دار للمسنّين في مدينة تولون الفرنسيّة في 25 أكتوبر/تشرين الأوّل 2009.

الأخت أندريه على كرسيّها المتحرّك. Provided by: Nytimes/Pinterest
الأخت أندريه على كرسيّها المتحرّك. Provided by: Nytimes/Pinterest

وصفة الحياة السعيدة

أُصيبت الأخت أندريه في العقد الأوّل من القرن الحادي والعشرين بإعاقة بصريّة جعلتها مكفوفة، ثمّ استخدمت كرسيًّا متحرّكًا إلّا أنها أولت الكثير من الاهتمام بالمسنّين المقيمين معها في الدار، وكان بعضهم أصغر منها سنًّا. لم تخف من الموت، بل طلبته من الربّ رغبةً منها في الانضمام إلى أخيها الحبيب، لكن الله لم يستجب لها.

بلغت الأخت أندريه عامها الخامس عشر بعد المئة في العام 2019، فأرسل لها البابا فرنسيس رسالة شخصيّة ومسبحة مباركة. أمّا في عمر الـ116، فتحدّثت عن الوصفة التي تتّبعها لعيش حياة سعيدة وهي «الصلاة وشرب كوب من الكاكاو الساخن يوميًّا».

في العام 2021، شُخِّصَت إصابتها بفيروس كورونا من دون أن تظهر عليها أعراض، فعُزِلَت عن باقي المقيمين في الدار. وعندما سُئلت عمّا إذا كانت خائفة من إصابتها بهذا الفيروس، أجابت: «لا، لست خائفة لأنّني لم أخف الموت يومًا، وأنا سعيدة لوجودي هنا، لكنني أتمنّى أن أكون في مكان آخر أنضمّ فيه إلى أخي الأكبر وجدّي وجدّتي».

رحيل الأخت أندريه

توفّيت الأخت أندريه في أثناء نومها، الثلاثاء 17 يناير/كانون الثاني 2023، في دار رعاية المسنّين التي كانت تقطنها في مدينة تولون جنوب فرنسا.

يُذكر أنها عاصرت 27 رئيسًا للبلاد، وهي أكبر معمّرة في العالم، وفقًا لموسوعة غينيس للأرقام القياسيّة.

المزيد

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته