لماذا اختار البابا بنديكتوس انتعال أحذية حمراء؟

أحذية البابا بنديكتوس السادس عشر أحذية البابا بنديكتوس السادس عشر | Provided by: TIM SLOAN/AFP via Getty Images/CNA

عندما استقال البابا بنديكتوس السادس عشر في العام 2013، تنحّى عن منصب أسقف روما ولم يعد ينتعل أحذيته الجلديّة الحمراء الشهيرة.

في خلال حبريّته، أصبحت أحذية بنديكتوس الحمراء أشبه بعلامة مميّزة دفعت شبكة ABC News إلى وصفه بأنه «محبٌّ للموضة»، بينما أطلق موقع Esquire على البابا لقب رجل العام لأفضل الأكسسوارات.

وقد أثارت أحذية بنديكتوس جدلًا بعدما سرت شائعاتٌ مفادها أنها من صنع دار الأزياء الإيطاليّة الفاخرة «برادا» ليتبيّن لاحقًا أن هذه الادّعاءات خاطئة.

وقد لفتت أحذية بنديكتوس الحمراء الانتباه في شكلٍ خاصّ لأنّ سلفه البابا القديس يوحنا بولس الثاني وخَلَفَهُ البابا فرنسيس اختارا انتعال أحذية عاديّة، غير أن باباوات الكنيسة ظلّوا ينتعلون أحذية حمراء على مدى قرون عدّة. 

وفي صور نشرها الفاتيكان لجثمانه، ظهر البابا الراحل بنديكتوس في ثوب أحمر، وفي قدمَيْه حذاء أسود عادي.

بعيدًا من الموضة، يرمز اللون الأحمر في الإيمان الكاثوليكي إلى الاستشهاد وآلام المسيح. بمعنى آخر، يشير هذا اللون إلى أن البابا يسير على خطى المسيح.

وقد عمل إسكافيّان إيطاليّان على تصميم أحذية بنديكتوس في خلال حبريّته، هما أدريانو ستيفانيلي وأنطونيو أريلانو.

صنع ستيفانيلي، وهو حرفي إيطالي، أحذية لمجموعة كبيرة من القادة البارزين، بينهم القديس يوحنا بولس الثاني والرئيسان الأميركيّان السابقان باراك أوباما وجورج بوش الابن، وفقًا لوكالة الأنباء الإيطاليّة (ANSA).

وأفادت وكالة الأنباء الكاثوليكيّة من جهتها بأن ستيفانيلي سلّم أحذية إلى الفاتيكان للمرّة الأولى عندما شاهد يوحنا بولس الثاني يتألّم في العام 2003. وقتذاك، سأل نفسه عمّا يمكنه فعله شخصيًّا من أجل المساعدة، فقرّر صنع الأحذية. وقد استمرّ هذا التقليد مع بنديكتوس السادس عشر.

وقال ستيفانيلي لصحيفة «أوسيرفاتوري رومانو» إن «أعظم شعور بالرضا هو أن نرى، من خلال النظر إلى صور بنديكتوس السادس عشر، أن الحذاء كان مريحًا».

أمّا الحرفي الآخر أريلانو، فكان يصلّح الأحذية لبنديكتوس عندما كان كاردينالًا. يتحدّر أريلانو من تروخيو في البيرو، وقد انتقل إلى روما في العام 1990 كي يفتح متجرًا لتصليح الأحذية.

وعندما أصبح صديقه الكاردينال بابا، شعر بالبهجة. وروى لوكالة الأنباء الكاثوليكيّة أن «الجميع كانوا يركضون في الشوارع، ورأيتُ الكاردينال راتزينغر يظهر على شاشة التلفزيون. اندهشتُ لأنه كان زبونًا عندي، وأحسستُ بفرح كبير».

قال أريلانو إنه تذكّر في تلك اللحظة أن مقاس حذاء بنديكتوس يبلغ 42، فقرّر منح البابا الجديد حذاءً أحمر في أثناء تجمّع بالفاتيكان.

وأضاف: «عندما وصلنا إلى هناك لاستقباله، تذكّرني وابتسم قائلًا: «ها هو صانع أحذيتي. كانت لحظة رائعة لأنه يجعلك تشعر بأهمّيتك. لقد باركني مع عائلتي وودّعناه».

بعد هذه الهديّة، طلب الفاتيكان حذاءً آخر كي ينتعله البابا في خلال تطويب يوحنا بولس الثاني.

وتابع أريلانو: «لقد كان ذلك رائعًا لأنني شعرتُ حينها فعلًا بأنني صانع أحذية الأب الأقدس».

وعندما تقاعد، وضع البابا الفخري أحذيته الحمراء جانبًا، واختار انتعال أحذية جلديّة صمّمها إسكافي كاثوليكي مكسيكي هو أرماندو مارتن دوينياس.

المزيد

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته