ما دور الكنيسة الكاثوليكيّة في دعم الشباب اللبناني؟

الخوري روفايل زغيب والشباب اللبناني دور الكنيسة الكاثوليكيّة في دعم الشباب اللبناني | Provided by: Father Raphael Zgheib/ACI MENA
الخوري روفايل زغيب والشباب اللبناني-4 دور الكنيسة الكاثوليكيّة في دعم الشباب اللبناني | Provided by: Father Raphael Zgheib/ACI MENA
الخوري روفايل زغيب والشباب اللبناني-3 دور الكنيسة الكاثوليكيّة في دعم الشباب اللبناني | Provided by: Father Raphael Zgheib/ACI MENA
الخوري روفايل زغيب والشباب اللبناني-2 دور الكنيسة الكاثوليكيّة في دعم الشباب اللبناني | Provided by: Father Raphael Zgheib/ACI MENA
الخوري روفايل زغيب الخوري روفايل زغيب | Provided by: Father Raphael Zgheib/ACI MENA

"إن التغيير الذي تتوقون إليه على أرضكم يتطلّب أوّلًا وقبل كل شيء تغييرًا في قلوبكم" (كلمة البابا يوحنا بولس الثاني إلى شبيبة لبنان في أيّار 1997).

إن الشباب هم ثروة لبنان، وقلب الكنيسة النابض… يناضلون في أرض القديسين في ظلّ أزمات خانقة تثقل كاهلهم من دون تمكّنها من سرقة أحلامهم، متسلّحين بإيمانهم بالله وحبّهم الحياة كي يواصلوا مسيرتهم، بقلوب مفعمة بالرجاء.

وسط الانهيار الذي يقوّض أركان الوطن، ما دور الكنيسة الكاثوليكيّة في دعم الشباب؟

الشباب اللبناني والتغيير المنشود

في حديث خاصّ لـ"آسي مينا"، أكد الخوري روفايل زغيب، المشرف على مكتب رعويّة الشبيبة في الدائرة البطريركيّة المارونيّة ومدير مركز مار سركيس وباخوس البطريركي للتنمية المستدامة والتمكين والمدير الوطني للأعمال الرسوليّة البابويّة في لبنان، أن التغيير الذي تحدّث عنه البابا يوحنا بولس الثاني في كلمته الموجّهة إلى شبيبة لبنان داخليّ ويتمثّل في جعل المسيح الأوّل في حياتنا، مشدّدًا على أن التغيير المنشود لا يبدأ بالثورات الخارجيّة فقط، بل يكتب سطوره الأولى عبر الارتداد والتوبة اللذين يترجمان على الصعيد العمليّ.

للتمسّك بالتغيير!

في سياق متصل، أوضح الخوري زغيب أن كلمة البابا يوحنا بولس الثاني تُوَجَّه اليوم أيضًا إلى الشباب وتختصر تحدّيهم اليومي بعد الربيع العربي، مضيفًا: ما زلنا نرى أن الاحتجاجات التي عمّت كل البلدان لم تتحوّل بعد إلى تغييرات سياسيّة ومجتمعيّة وكنسيّة، بل سبّبت انقسامًا في صفوف الشباب تجاه المؤسّسة الدينيّة، فالبعض ما زال متعلّقًا بها في حين أن البعض الآخر ابتعد عنها.

ورأى وجوب تخطّي الشعور بالنقمة، والتمسّك بالتغيير كي يكون واقعيًّا وبنّاءً، كما أراده البابا يوحنا بولس الثاني الذي لم يفصل بين التغييرَيْن الداخليّ والخارجيّ، لأن الأوّل يقود إلى تغييرَيْن سياسيّ ومجتمعيّ، عندما تتجلّى الروحانيّة والصلاة في الخيارات الاستراتيجيّة.

انتظارات الشباب اللبناني

إلى ذلك، أكد الخوري زغيب أن الشبيبة في لبنان تطمح إلى أن يكون لها حضور مؤثر ليس فقط على صعيد الصلاة والتجمّعات، إنما على صعيد البنى التفاعليّة أي التفاعل مع السلطة الكنسيّة ومشاركة الطموحات التطويريّة للانخراط في العمل الكنسيّ والشأن العام، فتشكّل الشبيبة عندئذٍ قوّة فاعلة في المجتمع على صعيد المواطنة والعمل الاجتماعي، لافتًا إلى ضرورة تأهيلها وتطوير مهاراتها القياديّة كي تكون شاهدة للمسيح في الكنيسة والمجتمع.

المزيد

دور الكنيسة الكاثوليكيّة في دعم شبيبة لبنان

تناول الخوري زغيب دور الكنيسة الكاثوليكيّة في دعم شبيبة لبنان، قائلًا: لقد أعرب البابا فرنسيس عن رغبته في دعم الشبيبة، خاصّة في المسيرة السينودسيّة "نسير معًا"، لأنه رأى أن المرأة والشباب لا يؤدّون دورهم الفعليّ في الكنيسة، موضحًا: على الرغم من تأكيدنا أن الشباب هم حاضر الكنيسة ومستقبلها، فهم لا يشاركون واقعيًّا في مراكز القرار إذ بقي دورهم هامشيًّا.

وشدّد على أن التحدّي الكبير الراهن يكمن في تمكين الشباب من المشاركة الفعّالة والمؤثرة في الحياة الكنسيّة ووضع خبرتهم في خدمة الكنيسة من خلال خلق نماذج جديدة من التعاون والانفتاح على الشأن العام، فيصبح الشباب مشاركين في وضع البرامج والاستراتيجيّات الهادفة إلى إفادة الجميع.

وأكد الخوري زغيب إدراك الفاتيكان والبطريركيّة المارونيّة أن الشباب يستطيعون العمل في التنمية المستدامة والتمكين، والاضطلاع بدور كبير في هذا الشأن، ويمكنهم أن يكونوا قلب الكنيسة النابض على الأصعدة كافة، في حين أظهرت جائحة كورونا نقص الموارد البشريّة في هذا المجال.

(تستمر القصة أدناه)

وتابع: بدأت الكنيسة تعي دور الشباب وتدعمهم من خلال توفير فرص العمل، والمشاريع السكنيّة، واستثمار الأراضي، وتنظيم الدورات التدريبيّة الزراعيّة، وهي بحاجة إلى هذه الطاقات الشبابيّة في السياسة في ظلّ غياب شباب مؤمنين برسالتها ورؤيتها يعملون في السياسة والاقتصاد، لافتًا إلى أن المبادرات الكنسيّة ما زالت خجولة في انتظار أن يقوم الشباب بتطويرها، ما سيخلق التنمية في المجتمع والالتزام في قلب الكنيسة الذي لا يقتصر على الصلاة وعبادة القربان المقدّس والمشاركة في اللقاءات الروحيّة بل يترجم في خيارات اقتصاديّة وسياسيّة وعمليّة.

وأشار إلى أن الشباب هم القلب النابض لهذه المشاريع، على سبيل المثال شبيبة بكركي والمركز البطريركي للتنمية المستدامة.

مبادرات الكنيسة وثني الشباب عن الهجرة

في سياق آخر، قال الخوري زغيب إن دور الكنيسة لا يقتصر على منع الشباب من الهجرة، وسط الانهيار الكبير في البلد، بل يكمن التحدّي في التواصل معهم أينما حلّوا لأن الهجرة لا تعني أنهم تركوا إيمانهم، مؤكدًا أن المهاجرين اللبنانيين هم أداة تجدّد وبشارة وشهادة للمسيح في عملهم وانخراطهم في الكنيسة والمجتمع.

آلام الشباب اللبناني ستُزهر رجاءً

وختم الخوري زغيب حديثه عبر "آسي مينا" بالقول: على الرغم من كل الصعوبات، ما زال الشباب الأمل الوحيد للكنيسة والوطن، وكلّي ثقة بأن آلامهم وانتظاراتهم ستُزهر رجاءً وتنمية وتطلّعات جديدة لأن الربيع سيطلّ بعد الشتاء. "الذين يزرعون بالدموع، يحصدون بالتهليل" (مز 126: 5). إننا نزرع بالدموع لكن يجب علينا أن نثق بأن الربّ ينمّي الزرع، وسنحصد بالتهليل إن شاء الله.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته