نتجدّد مع الله

التجدّد في السنة الجديدة التجدّد في السنة الجديدة | Provided by: Rakicevic Nenad via Pexels

في هذا اليوم الذي تنطلق فيه مسيرة عامٍ جديد، لا بدّ لكلّ واحدٍ منّا أن يقف أمام ذاته ليميّز، على ضوء كلام الربّ، ما الذي يحتاج أن يجدّده في حياته كي يكون أكثر انسجامًا مع كونه مسيحيًّا، فيقرن مسيحيّته الانتمائيّة بمسيحيّته العمليّة في خلال العام الجديد!

تحتفل الكنيسة اليوم برأس السنة الميلاديّة كما تحتفل بذكرى ختانة الربّ يسوع.

في العهد القديم، اعتُبِرَ الختان علامة العهد ما بين الله وشعبه «المختار»...

لكن مع تبلور فهم البشريّة لإرادة الله، تبيّن لها، خاصّةً مع تجسّد الربّ يسوع المسيح، أنّ الله لم يحصر الخلاص بشعبٍ بعينه، بل أراد أن ينشل كلّ بني آدم من الموت الروحي الذي تغلغل في البشريّة مع تسرّب سمّ الخطيئة إلى شرايين الروح الإنسانيّة!

قد يستغرب البعض أن يكون الربّ الذي تمثّل جوهر رسالته في تجديد الإنسان وكلّ ما يجمعه بالله، ضمن ذلك تجديد الشرائع، قد خضع لهذه الشريعة التي لم تعد لاحقًا ذات أهمّية في المسيحيّة...

ولكن مَنْ يقرأ الإنجيل سيجد حكمًا أنّ الربّ لم يتعامل مع الشرائع بروح التمرّد، بل بروح التجديد وإعادة التذكير بأنّ هدف الشرائع هو الوصول إلى الله ومحبّة الإنسان وبأنّ كل ما يُعيق أو يعرقل هذا الهدف يناقض جوهر الشرائع ولو كان واردًا ضمنها!

مع العهد الجديد، أضحى الختان روحيًّا أي ختان القلب عن كلّ «ما» أو «من» يبعدنا عن الربّ، أي عن مصدر الحياة وخالقها! فكلّ واحدٍ منّا مدعوّ لأن يلقي خارج ذاته كلّ ما يبعده عن الربّ، فيختن كيانه عن الخطيئة عبر الطاعة لشريعة الربّ التي أوكل إلينا أمر الحفاظ إليها والعمل بمقتضاها...

هذا يجعلنا أهلًا كي نحمل مجدّدًا اسم الربّ يسوع بجدارة، فمن أطاع الله غلب الخطيئة واستحقّ أن يحمل اسمه لا قولًا فقط بل فعلًا أيضًا!

في مطلع السنة، ستواجهنا ظواهر كثيرة مناقضة لروح إيماننا كالتنجيم أو السكر أو حتى العربدة ربّما، ولكن مَنْ إيمانه صلبٌ سيعلم بأنّ لا سلامَ خارج قلب الله ورضاه.

إن تجدّدنا من الداخل، سنتمكّن من اختبار السلام من جديد في حياتنا ومع من هم حولنا، على الرغم من كلّ ما يحيط بنا من حروب عسكريّة ونفسيّة وروحيّة...

في رأس السنة، دعوةٌ للجميع للعودة إلى سيّد الزمن وربّ السلام الذي وحده له الحقّ والسلطة على حياة الإنسان ومصيره... لنعد إليه، فهو من فيه كلّ المحبّة والحنان اللذَيْن ما انفكّ الإنسان يبحث عنهما في كلّ مكان ما عدا حيث هما موجودان حقًّا: في حضن «الآب السماوي»، «الضابط الكلّ»...

فإليه اليوم نرفع صلاتنا لنقول له (كما في الإفخارستيا): «يا حنون، يا رحوم، يا محبّ البشر، ارحمنا»، آمين...

وكلّ سنة وأنتم بخير!

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته