الراعي يحذّر في رسالة الميلاد من وجود مخطّط ضد لبنان

الراعي يحذّر في رسالة الميلاد من وجود مخطط ضد لبنان الراعي يحذّر في رسالة الميلاد من وجود مخطّط ضد لبنان | Provided by: Maronite Catholic Patriarchate of Antioch

حذّر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في رسالة الميلاد، من وجود مخطّط ضدّ لبنان لإحداث شغور رئاسي معطوف على فراغ دستوري يعقّد انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، مُجَدِّدًا الدعوة إلى عقد مؤتمر برعاية الأمم المتّحدة والدول الصديقة من أجل تحييد لبنان عن أيّ مواجهةٍ عسكريّةٍ وضبط الوضع في هذه المرحلة الإقليميّة المجهولة المصير.

واعتبر أن هيرودس متمثّل اليوم في المسؤولين السياسيين والنافذين الممعنين في قتل شعبنا بإفقاره وحرمانه وتشريده، وبتعطيل انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، وتفكيك المؤسّسات الدستوريّة، والحؤول دون تصويب الإدارة وحوكمتها، وإحياء النهوض الاقتصادي وإجراء الإصلاحات ولجم الدولار.

في المقابل، أكد الراعي أن يسوع المسيح أشرق على العالم فرح الرجاء بميلاده، وأن رجاءنا به لا يخيّب ولا يتزعزع.

وجاء في عظة الراعي ما يلي:

«والرجاء الصالح لبني البشر» (لو 2: 14).

1.بميلاد ابن الله إنسانًا في مذود بيت لحم، أشرق على العالم فرح الرجاء، مبدّدًا ظلمة اليأس والقلق لدى الضعفاء، وظلمة الكبرياء والاستضعاف والظلم والاستبداد لدى الأقوياء، وظلمة الخطيئة والشرّ لدى المستكبرين على الله. هذا الرجاء أعلنه ملائكة السماء ساعة ميلاد فادي الإنسان ومخلّص العالم، إذ أنشدوا «المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر» (لو 2: 14).

2.يسعدنا جدًّا أن نحتفل معًا ككل سنة بعيد الميلاد المجيد في هذا الكرسي البطريركي من خلال احتفال روحي ينظّمه الرؤساء العامّون والإقليميّون والرئيسات العامّات والإقليميّات لكل الرهبانيّات والجمعيّات الشاهدة والعاملة على أرض لبنان. ويطيب لي أن أشكركم على هذه المبادرة المُحِبَّة، وعلى كلمة المعايدة التي ألقتها باسمكم الأخت ماري أنطوانيت سعادة، الرئيسة العامّة لجمعيّة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات. ويسعدني من جهتي أن أعرب لكم، باسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان والأسرة البطريركيّة، وإخواني المطارنة والكهنة والمؤمنين القريبين والبعيدين، عن أخلص التهاني والتمنّيات بالأعياد الميلاديّة والعام الجديد 2023. هذه التهاني والتمنّيات نتوجّه بها معكم إلى أبناء كنائسنا، إكليروسًا وعلمانيين، في النطاق البطريركي وبلدان الانتشار.

3.الرجاء الذي أنشده الملائكة ليلة ميلاد المخلّص، المسيح الربّ، هو حاجة شعبنا ووطننا في لبنان، وأوطاننا في هذا الشرق، وفي عالم الانتشار. فشعبنا يعيش المضايق من كل نوع، ماديّة ومعنويّة وروحيّة: جوع وفقر وحرمان، مضايقات وابتزاز واضطهاد؛ حزن وقلق وإهمال؛ استضعاف وإقصاء كنفايات؛ فقدان الثقة والنقمة على المسؤولين السياسيين، ولا سيّما أولئك الذين سلبوا أموالهم وجنى عمرهم، ورموا المسؤوليّة على غيرهم، والذين يحرمون دولتنا من رئيسٍ من أجل مآرب شخصيّة وطائفيّة وخارجيّة.

4.كل هذا وسواه ممّا يعرفه الله بكامل تفاصيله يدعونا إلى الصمود بالرجاء. فالمسيح هو رجاؤنا الذي لا يخيّب. وبهذه الصفة هو محور وجودنا وحياتنا. ويشكّل جوهر صلواتنا وليتورجيّاتنا. فكم نكرّر على سبيل المثل هذه الصلاة: «المجد لمراحمك أيّها المسيح ملكنا، يا ابن الله الذي يسجد له كل مخلوق. فأنت ملكنا، وأنت إلهنا، وأنت علّة حياتنا، وأنت رجاؤنا العظيم!». بقوّة هذا الرجاء، تقدّس القديسون والطوباويّون والأبرار، واستشهد الشهداء. وعلى هذا الرجاء، رقد المؤمنون. وفي المناسبة، نذكر الطوباويين الشهداء المسابكيين الثلاثة الذين تفضّل البابا فرنسيس الأسبوع الماضي وقبل التماس سينودس كنيستنا المقدّس بإعلانهم قديسين على مذابح الكنيسة الجامعة.

5.الرجاء هبة من الله مع الإيمان والمحبّة. تُدْعَى هذه الثلاثة «فضائل إلهيّة». لكن الرجاء، على ما يقول الكاتب الفرنسي شارل بيغي، هو الهبة الأحبّ على قلب الله، لأنه الرابط بين الهبتَيْن الأخريَيْن: فالرجاء هو الثبات في الإيمان، ويستمدّ ثباته من محبّة الله. بهذا المعنى قال القديس أغسطينوس: «من يؤمن يرجو، ومن يرجو، يحبّ». فلا بدّ من التمييز بين الرجاء والآمال البشريّة.

فالرجاء يتناول كل ما له علاقة بحياة الإيمان على كل المستويات، ولا سيّما الروحيّة منها. فمن يضع رجاءه في الله، وفي كل ما يقوله الله ويرشد إليه، وإن بدا عصيًّا على الفهم، يبقى ثابتًا ولو خضع لامتحان قاسٍ لأنّ الامتحان يؤدّي إلى الثبات والتمسّك بمواعيد الله. وهذا ما تجلّى في موقف الشهداء الذين آثروا الموت على الكفر بالمسيح، معتبرين أن الموت مدخل إلى الحياة، بينما الكفر بالمسيح يبعدهم عنه إلى الأبد. ولقد عبّر القديس بولس الرسول أفضل تعبير عن نوعيّة هذا الرجاء عندما قال: «نفخر بالرجاء لمجد الله. وعدا ذلك، فإنّنا نفخر بشدائدنا لعلمنا أن الشدّة تلد الصبر، والصبر يلد الاختبار، والاختبار يلد الرجاء، والرجاء لا يخيّب صاحبه لأنّ محبّة الله أفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي وُهِبَ لنا» (رو 5: 2-5).

أمّا الآمال البشريّة فهي تنطلق من فكر الإنسان وحساباته والمشاريع التي يخطّط لها. ويمكن لهذه الآمال أن تتحقّق، إذا توفّرت لها الظروف الملائمة، كما يمكن أن تفشل لأسباب مرتبطة بالإنسان نفسه أو خارجة عن إرادته. في حال النجاح، يسعد الإنسان ويطمئن ويخطّط لمستقبل أفضل، غير عابئ بما يخبّئ له هذا المستقبل الذي لا يستطيع التحكّم به. أمّا في حال الفشل، فييأس الإنسان ويختبر الخيبة. وإذا ما تكرّر الفشل وتحكّم اليأس بصاحبه، فقد يؤدّي به إلى القعود عن العمل والتقهقر والانتحار. (المجمع البطريركي الماروني: كنيسة الرجاء، ص 22).

6.ولئن خيّب السياسيّون آمال الشعب اللبناني، فإنّ مخلّص العالم، يسوع المسيح، في ذكرى ميلاده، يثبّتنا ويثبّت شعبنا على صخرة الرجاء بأنّه قادر على أن يخرجه من مآسيه ساعة يشاء وكيفما يشاء.

إنّه في البداية يسائل ضمائر المسؤولين السياسيين عن موقفهم من عذابات الشعب؟ يرتفع سعر الدولار ولا أحدَ منهم يتحرّك! تهبط الليرة اللبنانيّة ولا يرفُّ جفن مسؤول! يستخفّون بأصحاب الودائع ويعدونهم بإعادة أموالهم فيما قرارات الدولة تُناقض هذه الوعود. الشعب يتسوّل الخبز والغذاء والدواء والكهرباء والمياه والغاز والمحروقات وفرص العمل والأجور والتعويضات، وهم غير معنيين! التحقيق في تفجير مرفأ بيروت ينتظر القضاء، والقضاء ينتظر نهاية المناكدات السياسيّة والمذهبيّة! حصلت جريمةٌ سياسيّةٌ في بلدة العاقبيّة الجنوبيّة واغتيل جنديٌّ إيرلنديٌّ من قوّات حفظ السلام، وكأنّه حدث عابر! في سجون لبنان مسجونون من كل الطوائف من دون محاكمة، وفي المحاكم دعاوى مكدّسة منذ سنين، والقضاء في حالة إضراب، والمسؤولون السياسيّون غير معنيين!

7.هذا، ومن المؤسف حقًّا أن كل المعطيات السياسيّة تؤكد وجود مخطّط ضدّ لبنان لإحداث شغور رئاسي معطوف على فراغ دستوري يعقّد أكثر فأكثر انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة. ألم تمنع فئاتٌ سياسيّةٌ تأليف حكومة قبل انتهاء ولاية الرئيس العماد ميشال عون رغم علمها أن الحكومة القائمة مستقيلة حكمًا وتُصرِّف الأعمال، وأنّها ستخلق إشكاليّاتٍ في تحديد دورها؟ ومن ثمّ صار تعطيل متعمّد لانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة ليصبح لبنان من دون أيّ سلطة شرعيّة. نسأل المعنيين بهذا المخطّط: ماذا تريدون؟ لماذا تنتقمون من لبنان؟ لماذا تهدمون دولة لبنان؟

مهما دارت الظروف لا أولويّةَ سوى انتخاب رئيس. لا توجد دولةٌ في العالم من دون رئيسٍ حتى في غياهب الكرة الأرضيّة. إن الذين يمنعون انتخاب رئيسٍ لكل لبنان، يمنعون قيامة لبنان. أمّا البطريركيّة المارونيّة، فمصمّمة على مواصلة نضالها ومساعيها في لبنان ولدى المجتمعَيْن العربي والدولي من أجل تسريع الاستحقاق الرئاسي. لكن الصراع الإقليمي يعيق هذه المساعي لأنّ هناك من يريد رئيسًا له لا للبنان ويريد رئيسًا لمشروعه لا للمشروع اللبناني التاريخي. وهذا أمرٌ لن ندعه يحصل، فلبنان ليس ملك فريقٍ دون آخر.

8.يعيش اللبنانيّون اليوم أزمة تفوق سائر الأزمات والحروب السابقة. وإذا كانت الأزمات السابقة وجدت لها حلولًا وتسويات بينما الأزمة الحاليّة لا تزال عصيّةً على الحلول والتسويات الوطنيّة، وحتى عصيّةً على الحوارات الداخليّة، فيعني أنّها أزمة مختلفة بجوهرها وغاياتها عن كل الأزمات السابقة. هذه أزمةٌ من خارج الكيان والنظام والشرعيّة. والمشكلة أن الذين يرفضون نظام لبنان وهويّته وخصوصيّته لم يقدّموا أيّ مشروع دستوري يكشف عمّا يريدون. والتسريبات المتناقلة عن مشروعهم لا تناسب أيّ مكوّنٍ لبناني سوى أصحاب المصالح الخاصّة، وليست بالتأكيد أفضل من لبنان القائم. حتى الآن لم يقدِّم أيّ طرف لبناني فكرة وطنيّة أو حضاريّة أفضلَ من الفكرة اللبنانيّة. وإذا كنّا دعونا -ونُصرّ- إلى مؤتمر برعاية الأمم المتّحدة والدول الصديقة خاصٍّ بلبنان، فلكي نحيّد لبنان عن أيّ مواجهةٍ عسكريّةٍ ويبقى الوضع مضبوطًا في هذه المرحلة الإقليميّة المجهولة المصير. ونقول أيضًا إن الدعوة من جهتنا إلى هذا المؤتمر تأتي لأننا يئسنا من السياسيين.

المزيد

9.إن السياسيين اللبنانيين لا يقدّرون إنجاز قيام دولة لبنان الكبير. جميع أقليّات الشرق الأوسط وإثنيّاته من أرمينيا إلى سوريا حاولت الحصول على دولٍ أو دويلاتٍ لها بعد الحرب العالميّة الأولى، لكنها أخفقت في مسعاها رغم كفاحها في المؤتمرات الدوليّة. وحدها البطريركيّة المارونيّة مع الجماعات اللبنانيّة المؤمنة بلبنان نجحت في انتزاع دولة لبنان الكبير التي كان يتصارع عليها الشرق والغرب. ولنعد إلى التاريخ معلّم الحياة، لذا، حريٌّ بكل لبناني أن يقدّر هذا الإنجاز الاستثنائي العظيم، خصوصًا أنّنا حرصنا على أن يكون لبنان هذا ملتقى مكوّناتٍ متعدّدة الأديان والحضارات ليكون رسالة. فلبنان ليس بلد الأقليّات أو الأكثريّات، بل هو وطن كل جماعةٍ تبحث عن قيم الروح وعن نمط حياةٍ حضاري وثقافي وعصري. لكن لبنان الرسالة يحتاج رسلًا. فأين الرسل اليوم؟

10.صحيح أن ما من مكوّن لبناني إلا وضحّى من موقعه في سبيل لبنان ودفع دمًا ثمن السيادة اللبنانيّة. ولكن هذه التضحيات لم تجمعنا ولم توحّدنا كفايةً لأن توظيف بعضها جاء خارج الدولة والولاء لها. فلذلك، قبل أن تتصالح الأطراف اللبنانيّة المتنازعة في ما بينها، جديرٌ بها أن تتصالح مع الوطن أوّلًا لأنّنا في الحقيقة لسنا على خلافٍ مباشر مع أحد، بل نحن على تباينٍ مع أطرافٍ هي في نزاعٍ مع الوطن. ومتى تصالحت هذه الأطراف مع الوطن، يلتقي الجميع ويتوحّد لبنان على الفور.

فإنشاء لبنان قام على مفهوم التعايش لا على مفهوم الانتصار والهزيمة بين مكوّناته. وإذا كان من انتصارٍ ينتظرنا فهو الانتصار على ذواتنا، فنُزيل منها الكراهية والأحقاد ونزعة الهيمنة على بعضنا البعض، فنستعيد رونق لبنان ونحيا في ظلّ الحرّية والأمن والكرامة. ومن يتوهّم داخليًّا أو خارجيًّا أنّه يستطيع أن يتصرّف انطلاقًا من معادلة الانتصار والهزيمة يُخطئ التقدير وهو مهزومٌ سلفًا. فكلّما اشتدّت التحدّيات، زاد الصمود في وجه المخطّطات، وصولًا إلى إنقاذ لبنان وتثبيت وجوده. ولن نغيّر عاداتنا، من أجل كل لبنان وجميع اللبنانيين.

يجوز لكل مواطنٍ أو جماعةٍ أن يعمل على تطوير الدولة والمجتمع ووضعهما على سكّة الازدهار والتقدّم. أمّا أن يعيد النظر في إيمانه وولائه وانتمائه إلى الوطن الذي يحمل هويّته، فليس كذلك تبقى الأوطان وتتطوّر نحو الأمام.

أيّها الإخوة والأخوات الأحبّاء

11.ثلاثة تلقّوا خبر ميلاد المسيح المخلّص والملك الجديد: الرعاة وعلماء الفلك وهيرودس الملك.

رعاة بيت لحم تلقّوه من فم الملاك، فآمنوا وجاؤوا مسرعين في ظلمة الليل إلى المذود حاملين هداياهم: الحليب للطفل، والحمل ليوسف، وكلمة البشرى لمريم (مار أفرام). وعلماء الفلك-المجوس قرأوا الخبر في حركة النجوم، فآمنوا وأسرعوا من بلادهم إلى المكان البعيد في المشرق على هدي النجم، حاملين هم أيضًا هداياهم النبويّة: الذهب للملك، والبخور للكاهن، والمرّ للفادي. وهيرودس الملك بلغه الخبر من المجوس وتأكد من مكان الحدث من علماء الكتب المقدّسة، فخاف على كرسي ملكه، وامتلأ قلبه حسدًا وحقدًا، فأرسل جنوده وأمر بقتل جميع أطفال بيت لحم من ابن سنتَيْن فما دون، لعلّه يكون بينهم الطفل «ملك اليهود» (راجع متى 2).

(تستمر القصة أدناه)

الرعاة والمجوس هم جماعة الرجاء وانتظار تجلّيات الله، أمّا هيرودس الملك فيمثّل جماعة الممتلئين من ذواتهم، الغارقين في مصالحهم، المنتزعين الله وكلامه وإيحاءاته وعلاماته من قلوبهم وعقولهم وأفكارهم.

12.وُلِدَ المسيح فقيرًا في مذود حقير لكي نراه ونخدمه ونعبّر له عن حبّنا في الفقراء و«إخوة المسيح الصغار»: الجياع والعطاش والعراة والغرباء والمرضى والسجناء (راجع متى 25: 35-40) ماديًّا وروحيًّا ومعنويًّا. نجد المثال في رعاة بيت لحم ومجوس المشرق. وهذا ما أنتم ونحن فاعلون تجاه إخوتنا وأخواتنا في حاجاتهم في الرهبانيّات والأبرشيّات والرعايا والمؤسّسات، وما نحن كلّنا مدعوّون لمضاعفته من خدمة للمحبّة. أمّا هيرودس، فمتمثّل اليوم في المسؤولين السياسيين والنافذين الممعنين في قتل شعبنا بإفقاره وحرمانه وتشريده، وبتعطيل انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، وتفكيك المؤسّسات الدستوريّة، والحؤول دون تصويب الإدارة وحوكمتها، وإحياء النهوض الاقتصادي وإجراء الإصلاحات ولجم الدولار.

لكن رجاءنا بالمسيح، سيّد العالم، لا يخيّب ولا يتزعزع.

وُلِدَ المسيح، هللويا!

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته