عانقته كورونا وأردته طريح الفراش قبيل مجيء البابا للعراق بأيام 

هاني حافظ الياس قداس البابا فرنسيس في أربيل | ACI MENA
هاني حافظ الياس قداس البابا فرنسيس في أربيل | ACI MENA
هاني حافظ الياس قداس البابا فرنسيس في أربيل | ACI MENA
هاني حافظ الياس قداس البابا فرنسيس في أربيل | ACI MENA
هاني حافظ الياس قداس البابا فرنسيس في أربيل | ACI MENA
هاني حافظ الياس قداس البابا فرنسيس في أربيل | ACI MENA
هاني حافظ الياس ACI MENA
هاني حافظ الياس قداس البابا فرنسيس في أربيل | ACI MENA

قبل سنة من الآن، سمعت بخبر زيارة البابا فرنسيس للعراق، كانت فرحتي لا توصف بأنني سـأرى البابا بل في بلدي أيضا، حلم سيتحقق، بينما كنت أنتظر هذه الزيارة بشغف وفرح، تمت دعوتي للتطوع في خدمة تنظيم القداس الذي سيكون في مدينتي أربيل، أصبحت الفرحة فرحتين، سأرى البابا وسأخدم في قداسه. بدأ العمل للجنة الخاصة لإيبارشية أربيل الكلدانية لتنظيم القداس، الجميع فرح والكل مبتسم، والجميع يتحدث عن أهمية الزيارة لبلدي العراق ولمؤمني العراق.

قداس البابا فرنسيس في أربيل. ACI MENA
قداس البابا فرنسيس في أربيل. ACI MENA

فها هو الجالس على الكرسي الرسولي، البابا فرنسيس، الذي لطالما قد أغنانا برسائله وكرازاته عن المسيح ورجاؤه للبشرية، سيزور بلدي الجريح، رجل السلام في أرض مشتاقة للسلام.

بدأت العمل مع بقية المتطوعين، الأبتسامة لا تفارق وجهي، لكن يا للأسف حيث كانت النكبة وأصبت بفيروس العصر (كورونا) وأضحيت طريح الفراش، لقد أبعدتني مدة أسبوعين عن العمل والتحضيرات، مشاعر إمتزجت بين الصدمة والألم وبين الفرحة بالزيارة، إبتعد الأمل باللقاء بالبابا بسبب المرض، أصاب الفيروس عائلتي أيضا، وأنتكست والدتي وأغدت بحالةسيئة، أصبح الأمل بعيدا.

قداس البابا فرنسيس في أربيل. ACI MENA
قداس البابا فرنسيس في أربيل. ACI MENA

كنت أصلي كل يوم، رجائي من الله أن نمتثل للشفاء وأن نكون حاضرين في هذا القداس مع عائلتي، عندها سمعت الله يتكلم معي من خلال أصدقائي وكاهن الرعية والكاهن المسؤول عن التحضيرات والأخوات الراهبات أيضا، كانوا يمدوني بالطاقة الإيجابية كل يوم، لا تجعل من هذا المرض عائقا، الحلم مازال في يدك، بعضهم زارني للمنزل غير آبه بخطورة المرض، الله معي، لتكن مشيئتك يارب.

بدأت بالتحسن، كما بدأت التحضيرات بالتزايد... إقترب الموعد. سارعت بعمل الفحوصات لأجد أنني قد تغلبت على المرض وأصبح جسدي خاليا منه، أنا الآن أقوى من قبل. شكرا لك يارب.

ACI MENA
ACI MENA

نزلت طائرة البابا في بغداد، يا إلهي، الحلم صار حقيقة، البابا في بغداد، في هذه المدينة التي عانت ومازالت تعاني من الحروب، رجل السلام هنا.

سمعت كل كلماته وكرازاته في كل مكان بالعراق، كنت جائعا لمثل هذه الكلمات، كلماته بسيطة سهلة الفهم وعميقة بذات الوقت، الجميع يفهمها كأنه يتحدث معنا باللهجة العراقية، كأنه عاش معنا في معاناتنا.

رجعت للخدمة، لأرى أصدقائي وعائلتي كلها سعيدة بالتحضيرات، مكاني كان موجود وينتظرني للخدمة.

إستيقظت فجر الأحد ولشدة لهفتي لم أنم إلا دقائق معدودات، ذهبنا للعمل ضمن فرق، كل حسب موقعه وعمله، خلية نحل متكاملة تعمل لعرس كبير. المؤمنون يتوافدون الى الملعب بالآلاف، الكل فرح، الكل مبتسم. جاء الكثير منهم قبل الموعد بساعات، شوق كبير لهذا اللقاء، أعيش أوقاتا حيث الكل سعيد والكل يترقب لحظات رائعة وخبرة إيمانية كبيرة، الكل سيلتقي رجل السلام في أرض إبتعد عنها السلام.

قداس البابا فرنسيس في أربيل. ACI MENA
قداس البابا فرنسيس في أربيل. ACI MENA

خرج البابا للجموع بسيارته الخاصة (البابا موبيل) مستقبلين إياه بالتراتيل والأهازيج.. الحلم تحقق.

بدأ القداس، ورغم تواجد الآلاف في الملعب كان الصمت سيد الموقف، الكل يتأمل ويصلي، وها إن الجميع يتلو قانون الإيمان والصلاة الربية بصوت واحد، آلاف إتحدت بالصلاة، مشهد عظيم لا يتكرر، آلاف تناولت جسد المسيح من خلال القربان المقدس وهم يتأملون هذا الحدث الرائع.

قداس البابا فرنسيس في أربيل. ACI MENA
قداس البابا فرنسيس في أربيل. ACI MENA

في النهاية قال البابا:

المزيد

"اليوم أستطيع أن أرى وألمس لمس اليد أن الكنيسة في العراق حية، وأن المسيح حي ويعمل في شعبه المقدس والمؤمن"

بهذه الكلمات ختم قداسة البابا زيارته الى العراق، هذه الكلمات هي بمثابة تذكير وتأكيد على دور شعبنا المسيحي بالعراق فقد قالها الحبر الأعظم وهي ناتجة عن خبرته في هذه الأيام الثلاث، قد ذكرنا بأننا أحياء في المسيح.. وما زلنا، كما سنظل كذلك. فالمسيح يعمل فينا.

قداس البابا فرنسيس في أربيل. ACI MENA
قداس البابا فرنسيس في أربيل. ACI MENA


رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته