«أسير نحوك»… شبيبة الحركة الساليزيانيّة على خطى القديس أرتيميد زاتي

لقاء شبيبة دون بوسكو الكفرون صورة جماعيّة للشبيبة والمربّين المشاركين في لقاء «أسير نحوك» | Provided by: Marina Yazbek
لقاء شبيبة دون بوسكو كفرون حلقات حوار تضمّ المشاركين في لقاء «أسير نحوك» | Provided by: Marina Yazbek
لقاء شبيبة دون بوسكو الكفرون القداس الإلهي في ختام لقاء «أسير نحوك» | Provided by: Marina Yazbek

أقامت الحركة الشبابيّة الساليزيانيّة «MGS» لقاءً بعنوان «أسير نحوك» من أجل تنشئة الأعضاء بعمر الشباب الثانوي والجامعي، ونشر القيم الروحانيّة الساليزيانيّة، وتقوية التواصل المسيحي بينهم بشكل فعّال، ليصبح لهم حضور وتأثير في الكنيسة والمجتمع.

بلغ عدد المشاركين في اللقاء 100 شاب وصبيّة من منطقة الكفرون ومشتى الحلو-طرطوس ممّن ينتمون إلى المركز ويتبنّون روحانيّته وأهدافه، ويحملون رسالة دون بوسكو، مربّين كانوا أم أعضاء ليعيشوا مع بعضهم يومَيْن غنيَّيْن بالفرح والخبرات الروحيّة والاجتماعيّة، ويكونوا شبيبة ملتزمة قلبًا وقالبًا.

أمّا ملصق اللقاء، فحمل رسمًا لشفيع هذا النشاط أرتيميد زاتي، وهو قديس جديد في الرهبنة الساليزيانيّة، أعلن البابا فرنسيس قداسته في 9 أكتوبر/تشرين الأوّل 2022، وكان قد عاش رسالته مع المرضى واعتنى بهم، واعتاد استخدام الدرّاجة الهوائيّة في أثناء تنقّله، لذا نراه في الملصق إلى جانب درّاجة.

ملصق لقاء «أسير نحوك». Provided by: Marina Yazbek
ملصق لقاء «أسير نحوك». Provided by: Marina Yazbek

ثمار الغنى الروحي

تحدّثت الأخت مارينا يزبك، مسؤولة إدارة المركز والنشاطات الرعويّة فيه، لـ«آسي مينا» عن برنامج اللقاء، مشيرةً إلى أهمّ فقراته، ومن بينها سهرة السجود في الليلة الأولى، فقالت: «منح السجود لكلٍّ منّا فرصة عيش لقاء شخصي بيسوع، من خلال تجربة روحيّة غنيّة نحمل ثمارها إلى جميع من حولنا، وقدّمت الشبيبة من خلاله صلوات جماعيّة وتأمّلات روحيّة وتراتيل مرنّمة من القلب. وفي يوم السبت، اختُتم اللقاء بإقامة ذبيحة إلهيّة اشترك فيها جميع الحاضرين، مقدّمين شكرهم للربّ على حضوره الدائم في اللقاء وفي حياتهم الشخصيّة».

وأضافت: «إن مركز دون بوسكو كفرون يشعّ، على غرار أيّ مركز ساليزياني آخر، بالفرح والرجاء برسالته، من خلال لقاءات التعليم المسيحي صيفًا شتاءً. وأنا شخصيًّا أعيش رسالتي الغنيّة والمثمرة في المركز منذ نحو 13 سنة برفقة إخوتي المسؤولين والمربّين لنصل بالأعضاء إلى الربّ يسوع».

أمّا عن ميزة مركز كفرون الساليزياني، فقالت إنّه «يتفرّد في الشرق الأوسط بإدارته العلمانيّة، وهو ما يضع مسؤوليّة كبيرة على عاتق هذه الإدارة».

وشرحت الأخت مارينا سبب اختيار القديس زاتي شفيعًا للّقاء، فقالت: «كان زاتي يعلم جيّدًا مشيئة الربّ في حياته. وعلى الرغم من مرض السلّ الذي أصابه في سنّ العشرين، واضعًا حدًّا لحلمه بأن يصبح كاهنًا، كرّس حياته للمرضى، ولا سيّما للأشدّ فقرًا والمتروكين والمهمّشين، وبقي أخًا راهبًا ولم يبتعد عن الله، بل أكمل رسالته ومَنَحَ المحبّة للمرضى كي يبلغ القداسة».

وتابعت: «تحتاج الشبيبة في يومنا هذا إلى معرفة مشيئة الله في حياتها، وما هي وجهتها. وقد كان القديس زاتي خير مثال للشباب كي يعرفوا أن الطرق المؤدّية إلى الله كثيرة والوسائل متعدّدة، سواء أكانوا مكرّسين أم علمانيّين، أطبّاء أو مهندسين أو طلّابًا. فما يهمّ هو زرع المحبّة ورؤية الله في الآخر وتقديم أعمالنا كلّها لمجد الله والخير العام».

القداس الإلهي في ختام لقاء «أسير نحوك». Provided by: Marina Yazbek
القداس الإلهي في ختام لقاء «أسير نحوك». Provided by: Marina Yazbek

بذور الحبّ ودروب القداسة

إلى ذلك، تحدّثت ريتا زينو عن الخبرة التي كوّنتها بفضل مشاركتها في اللقاء، فقالت لوكالتنا: «انطلق لقاؤنا بعنوان "أسير نحوك" كي نتعرّف على القديس زاتي الذي قرّر تكريس حياته لخدمة الله والآخر. ومن خلال حلقات الحوار، تبادلنا الآراء حول قدرة الإنسان على عدم الاستسلام، بل سعيه الدائم ليصل في نهاية دربه إلى القداسة التي دعانا الله إليها. فالقديس زاتي جعل من خدمة الربّ هدفًا أساسيًّا، لكنّه قدّمها بأسلوب آخر، فخدم المرضى وزرع الحبّ في كل جوانب حياته».

وقالت: «أما الألعاب والسهرات والطعام والأمور التي تشاركناها جميعًا، فكان لها طعم ثانٍ ونكهة لذيذة. لقد عاينتُ حبّ المسؤولين لنا واحترامنا المتبادل لهم ولبعضنا البعض، ورأيتُ الفرح في قلب كل شاب وشابة. أحسَّ الجميع بالراحة، فهم بين إخوتهم وأهلهم، يشكّلون عائلة ساليزيانيّة كبيرة. أشكر الربّ على منحني هذه الفرصة».

كما تحدّث خليل سليمان لوكالتنا عن مشاركته في اللقاء، فقال: «أنا في سنّ المراهقة وأبلغ 15 عامًا. هذه المرحلة العمريّة مليئة بالاضطرابات والضياع والمشاعر المختلطة من يأس وخوف من المستقبل وصعوبة في اختيار قرارات الحياة التي قد تكون مصيريّة بالنسبة إلى البعض منّا، وهو ما يضعنا أمام تقلّبات نفسيّة وروحيّة. وقد مررتُ في هذا الضياع إلى أن شاركتُ في لقاء شبيبة دون بوسكو. لقد كان العنوان "أسير نحوك" كافيًا لأتأكد من أن الله يمسك يدي ويقول لي مرارا ألّا أشعر بخوف لأنّه باقٍ معي».

وأكمل خليل: «ساهم الموضوع الذي تناولناه في اليوم الأوّل حول القديس زاتي في تغيير وجهة نظري تمامًا بأسلوب عمل الله في حياتنا الشخصيّة. فعند إصغائي إلى خبرات إخوتي وشهاداتهم بشأن عمل الله المثمر في حياتهم، بدأتُ بالتأمّل في حكمة الربّ بكل الأحداث التي عشتها في السنوات الماضية لأتأكّد من أن كل ما حدث لم يكن مجرّد صدف، وتأكّدتُ من حضور الربّ ويده التي احتضنتني لتحقيق الخير الأكبر لي. وفي اليوم الثاني، رفعنا صلواتنا وشكرنا الله على هذه التجربة الرائعة، وعلى الأشخاص الذين وضعهم في دربنا ليرشدونا كي نعود بعد الختام إلى منازلنا حاملين لأهلنا خبرات عظيمة وفرحًا كبيرًا».

حلقات حوار تضمّ المشاركين في لقاء «أسير نحوك». Provided by: Marina Yazbek
حلقات حوار تضمّ المشاركين في لقاء «أسير نحوك». Provided by: Marina Yazbek

المزيد

بدورها، تحدّثت لوريت طوبيا عن تأثّرها الشخصي بسيرة القديس زاتي، بسبب تحدّيات المرحلة العمريّة التي تمرّ بها، فقالت: «إن الأفكار التي تخطر في بال كل واحد منّا تتعلّق بوجهتنا، وبمشيئة الله في حياة كلٍّ منّا، وكيفيّة تقديم العون لمن حولنا ليسيروا نحو القداسة ونحن لسنا كهنة. فكان الجواب لهذه التساؤلات أنّني أستطيع ذلك كما فعل القديس العظيم. فعلى الرغم من تخلّيه عن حلمه بالكهنوت، استطاع أن يخدم الربّ من خلال خدمة الآخرين. ونحن علمانيّون أيضًا ونستطيع فعل ذلك».

وأضافت: «أستطيع الوصول إلى القداسة من خلال ابتسامة أرسمها على وجه من حولي بالبساطة والتواضع والفرح الداخلي الذي أرسله إلى الجميع، كما فعل القديس زاتي. ليمنحنا بشفاعته القدرة على مساعدة جميع من حولنا والقدرة على تقبّل مشيئة الله في حياتنا».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته