الأساقفة الأميركيّون يعتبرون «معاناة لبنان» أولويّة عبر انتخاب مطران ماروني لمنصب مهمّ

المطران الماروني عبد الله الياس زيدان المطران الماروني عبد الله الياس زيدان | Provided by: Screenshot of YouTube video/CNA

انتُخِبَ المطران الماروني عبد الله الياس زيدان لترؤس مؤتمر لجنة الأساقفة الأميركيين الكاثوليك حول العدالة الدوليّة والسلام، الأسبوع الماضي في بالتيمور.

بعد انتخابه، تحدّث زيدان، مطران أبرشيّة سيّدة لبنان في لوس أنجلس، مع وكالة الأنباء الكاثوليكيّة عن دور الكنيسة في ظلّ الاضطرابات السياسيّة والاقتصاديّة في وطنه.

وقال زيدان الذي سيتولّى منصبه من نوفمبر/تشرين الثاني 2023 إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2026: «إن الشعب اللبناني يعاني».

وتناول الصعوبات التي تواجهها بلاده، معتبرًا أن «لبنان مُهْمَل إلى حدّ ما حاليًّا، فهو ليس أولويّة بالنسبة إلى كثير من البلدان، ولا سيّما وسط الحرب في أوكرانيا وجبهات أخرى».

وتتمثّل مهمّة اللجنة المذكورة آنفًا في تقديم المشورة لأساقفة الولايات المتحدة بشأن القضايا الدوليّة. وقد اختير زيدان الذي كان عضوًا في اللجنة رئيسًا بغالبيّة 148 صوتًا مقابل 95 صوتًا للأسقف نيلسون بيريز من فيلادلفيا. وهو سيخلف في هذا المنصب الأسقف ديفيد ج. مالوي، من روكفورد في إلينوي.

عدّد زيدان مجموعة كبيرة من الصراعات التي تسبّبت في عدم الاستقرار في لبنان، بما في ذلك عدم القدرة على انتخاب رئيس جديد، والعملة اللبنانيّة التي فقدت قيمتها، ومعدّلات البطالة المرتفعة.

وقال: «أصبح كل شيء أكثر كلفة، وارتفع معدّل البطالة بشكل كبير في لبنان بسبب فقدان الثقة والفساد»، لافتًا إلى أن نقص البنية التحتيّة اللازمة لقطاع الكهرباء وغيره من الضروريّات دفع بالناس إلى تدبّر أنفسهم بمفردهم.

وأضاف: «إذا كانت للمواطنين اللبنانيين عائلاتٌ خارج البلاد يمكنها مساعدتهم ماليًّا، فإنّ هذه المئات القليلة من الدولارات تُحدث فارقًا كبيرًا بالنسبة إليهم»، لكنه أردف: «إذا لم يكن لديهم أيّ شخص في الخارج، يكون الأمر صعبًا جدًّا، ولهذا السبب يرغب الناس في الرحيل».

وعلى الرغم من الظروف المؤسفة التي تثقل كاهل اللبنانيين، شدّد زيدان على أن الكنيسة في لبنان تبذل كل ما في وسعها لتكون قريبة من الناس الذين يعانون، مشيدًا بعمل مؤسّسة كاريتاس الدوليّة، الذراع الإنسانيّة للكنيسة، ومثنيًا على استخدامها مواردها لمساعدة الناس.

واعتبر زيدان أن «الكاهن غالبًا ما يكون أوّل شخص نقصده لأنه يعرف شعبه. وهو يعلم من هم المحتاجون الذين ليس هناك من يساعدهم»، مشيرًا إلى أن الكثير من الكهنة يتّصلون بأساقفتهم ويأخذون زمام المبادرة لمساعدة رعيّتهم.

ووجّه رسالة شكر إلى كهنة الرعايا في لبنان، قائلًا إنه «يثني عليهم لوقوفهم مع شعبهم وخدمته في كل الصعوبات وبذلهم قصارى جهودهم من أجله».

وحضّ زيدان «الجميع، هنا، وأينما كانوا، على أن يضعوا لبنان في تفكيرهم أوّلًا. ضعوا إخوتنا وأخواتنا في تفكيركم وصلواتكم. وكل ما يمكنكم توفيره هنا يمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا في لبنان».

وذكّر بأنّ يسوع هو دومًا الأقرب إلى المتألّمين والمحتاجين، قائلًا: «كل ما عملتموه لأحد إخوتي هؤلاء الصغار، فلي عملتموه... هذا ما أخبرنا به المسيح». وقال إن هناك قصصًا ملهمة كثيرة عن أفراد محتاجين يساعدون شخصًا ما يعيش وضعًا أسوأ منهم، معتبرًا أن «هذا الأمر مدهش».

وأكد زيدان أن الموارنة في لبنان لعبوا دورًا مهمًّا في جعل بلادهم دولة عظيمة، مشيرًا إلى أن البطريرك الماروني الياس الحويك (1898-1931) «كان له دور فعّال في جعل لبنان عظيمًا».

وشدّد على أهمية أن يكون لبنان «منارة أمل» و«ملاذًا» للمسيحيين في الشرق الأوسط.

وأردف: «لبنان، مثلما قال البابا يوحنا بول الثاني، رسالة للشرق والغرب، للمسيحيين والمسلمين، وحتى للمسيحيين أنفسهم، الكاثوليك والأرثوذكس. وهذه مهمّة فريدة من هذا المنظور».

وذكّر زيدان بأنّ الكثير من اللبنانيين هاجروا إلى الولايات المتحدة على مدى السنوات المئة المنصرمة، قائلًا: «نحن نفكّر دائمًا بلبنان على أنه الكنيسة الأمّ وفروعها المنتشرة في كل أنحاء العالم والموجودة في أجزاء مختلفة من الأرض».

المزيد

وختم زيدان بالقول: «آمل أن نتمكّن من جني الثمار وأن نجعل الكنيسة الأمّ تتمتّع ببعض هذه الثمار أيضًا».

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته