كاهن فرنسي «مؤثّر» يثير جدلًا بسبب نشره فيديوهات مسيئة للكنيسة

صورة تمثّل كاهنًا في كنيسة صورة تمثّل كاهنًا في إحدى الكنائس في الغرب | Provided by: cottonbro studio via Pexels

أثار كاهن فرنسي «مؤثّر» جدلًا واسعًا بسبب نشره مقاطع فيديو خاصّة به على تيك توك تتضمّن تدنيسًا للقداس ومحاكاة ساخرة لطقوسه ومشاهد مع راهبة «مثيرة»، فضلًا عن تصريح له حول دعمه مثليّي الجنس.

انتشرت فضيحة تناولت الأب ماثيو جاسرون الفرنسي، كاهن في أبرشيّة سينس وأوكسير، على خلفيّة مقطع فيديو له نُشِرَ منذ العام 2021 على تيك توك، شوهد فيه يقوم بإيماءات على الكأس المقدّسة ويتلاعب بأشياء أخرى على مذبح الكنيسة ليعمد الكاهن لاحقًا إلى حذف الفيديو بعد انتشار الفضيحة.

وفي فيديو ثانٍ، يظهر جاسرون ساكبًا النبيذ من زجاجة في كأس على المذبح، وتظهر على وجهه تعابير غريبة. ثمّ، يتوجّه نحو خزانة للحصول على زجاجة نبيذ أخرى لتظهر راهبة شابّة تبدو مخمورة وتدخل من الباب مرتدية تنّورة قصيرة وتبتسم حاملةً زجاجة نبيذ، وتخبّئها خلف ظهرها كما لو أنّه قُبِضَ عليها. وعمد الكاهن إلى حذف هذا الفيديو أيضًا من حسابه الشخصي على تيك توك.

وفي مقطعٍ ثالث نُشِرَ في يوليو/تموز 2021، رفع الكاهن الفرنسي كلبًا ليقف على منبر الكنيسة، محاكيًا بذلك مشهدًا من فيلم الرسوم المتحرّكة «الأسد الملك». كما عُرِضَتْ في الآونة الأخيرة فيديوهات أخرى للأب جاسرون أعرب فيها عن موافقته ورضاه بزواج المثليين.

توضيحات الأب جاسرون

في مقابلة أجراها الأب جاسرون عبر برنامج محلّي في سبتمبر/أيلول الماضي، أوضح أنّه مدرّس مادّة التعليم المسيحي للكاثوليك، وأجاب عن سؤال يُطرح عليه غالبًا حول ما إذا كانت المثليّة الجنسيّة أو ممارسة الشذوذ الجنسي يُعتبران خطيئة، فقال: «سأجيب بصراحة وصدق أيّها الأصدقاء: بالطبع لا. فهذا الأمر لم يتمّ تعريفه بدقّة في الكتاب المقدّس أو التعليم المسيحي للكنيسة وبعبارة أخرى في كل التقاليد».

كما لفت الأب جاسرون عبر فيديو نشره على حسابه الشخصي في يونيو/حزيران الماضي إلى أن الفاتيكان اتّصل به شخصيًّا وطلب منه إجراء دراسة متعلّقة بالمسيرة السينودسيّة، كونه أحد «المؤثّرين».

وتابع: «إن الكنيسة بحاجة إليك وتريدك أن تقوم بدراسة»... هذا ما قاله لي الأب لوسيو أدريان رويز، سكرتير دائرة الفاتيكان للاتصالات».

آراء بعض الكهنة في هذه القضيّة

آلمت تصرّفات الأب جاسرون كهنة من أبرشيّات عدّة، فأعربوا عن غضبهم وحزنهم بسبب فيديوهاته المسيئة للكنيسة.

في هذا السياق، تحدّث الأب فرانسيسكو خافيير باتشي برونشالو، كاهن من أبرشيّة خيتافي الإسبانيّة، مع ACI Prensa، وكالة الأنباء الشقيقة لـ«آسي مينا» باللغة الإسبانيّة، مُعَبِّرًا عن حزنه تجاه هذا النوع من الفيديوهات الساخرة من الطقوس المسيحيّة. وقال: «تحزنني مشاهدة هذه الأنواع من مقاطع الفيديو إذ أرى الكهنة يسعون إلى استغلال الكنيسة في ممارسة سلوك غير محترم من أجل الوصول إلى عدد متابعات أكبر». وشدّد على أن هذا النوع من السلوك مؤلم بالنسبة إليه، قائلًا: «نحن هنا لنحبّ الكنيسة وندافع عنها ونساعدها ونرافقها لا لنستخدمها بل لنخدمها».

بدوره، قال الأب خوان مانويل غونغورا، كاهن إسباني لديه أكثر من 56 ألف متابع على تويتر، لـEWTN News: «من الواضح أن إظهار تلك المشاهد والصور في مكان مقدّس هو عكس ما تطلبه الكنيسة منّا نحن الكهنة. إنّه أمر ضارّ تمامًا». وشجّع غونغورا الكهنة والرهبان الذين لديهم نشاطات رقميّة على أن يكونوا دائمًا على دراية بالمسؤوليّة تجاه جمهورهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يشهدوا لكونهم كاثوليكيين، وأن يكونوا صادقين مع حقيقة الإنجيل، مُذكّرًا بأن الكهنة يمثّلون أمّهم الكنيسة.

بيان من الأبرشيّة الفرنسيّة

في أغسطس/آب 2021، أصدرت أبرشيّة سينس وأوكسير، الممثّلة برئيس الأساقفة هيرفي جيرو، بيانًا حول مقاطع فيديو الأب جاسرون، وذكّرت برسالة البابا بنديكتوس السادس عشر في اليوم العالمي للاتصالات حول استخدام الإنترنت لنشر الإنجيل، مشيرةً في بيانها إلى أن جاسرون يعبّر عن نفسه على منصّة تيك توك بصفته الشخصيّة.

وطرحت الأبرشيّة مثال الخدمة الجيّدة المُقَدَّمَة للشباب عن طريق الاستخدام الإيجابي للإنترنت، قائلة «إن عددًا من الكهنة طوّروا شبكة تتيح فرصة تأمين حضور رعوي على الإنترنت، وإن تطوير هذا العمل الرعوي سيتواصل بطريقة تجعل الله حاضرًا، كما ورد في رسالة البابا بنديكتوس. فليساعدكم الله جميعًا على التبشير بحماسة بالإنجيل في المجال الجديد الذي تقدّمه وسائل الإعلام الجديدة من خلال الاستخدام الذكيّ للإمكانات الفريدة التي تقدّمها وسائل الاتصالات».

آخر تطوّرات قضيّة الأب جاسرون

في مقطع فيديو نُشِرَ في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، اعتذر جاسرون من الذين «ربّما شعروا بالأذى» حسب تعبيره، بسبب مقاطع الفيديو «الفكاهيّة» كما وصفها. كما طلب الصلاة لنفسه وقال إنّه بدوره سيصلّي للآخرين لكنّه لم يتحدّث عن دعمه علاقة المثليين.

المزيد

إلى ذلك، أرسلت وكالة ACI Prensa رسالة بريد إلكتروني بتاريخ 7 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي إلى الأب رويز لسؤاله عمّا إذا كان على دراية بملفّ جاسرون عندما وجّه الدعوة إليه للمجيء إلى الفاتيكان، وعن رأيه بمقاطع الفيديو التي نشرها الكاهن الفرنسي على حساباته الشخصيّة في صفحات التواصل الاجتماعي.

وأجاب الأب رويز أنّه سيردّ بحلول 13 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي لكنّه لم يُرسل حتى الآن أيّ ردود حول تلك الاستفسارات.

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته